عبدالله الطنطاوي

مائة من نجوم الإسلام (الصحابة الكرام)

مشروع عبدالله الطنطاوي

عبد الله الطنطاوي

حاوره الدكتور حسن علي دبا

مدير تحرير جريدة الراية

- مع أنه يمتلك أربعة وسبعين كتاباً، فإن مشروعه الطموح للكتابة عن مائة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم تحت اسم (مائة من نجوم الإسلام) هو المشروع الأهم الذي يهتم به الأديب الإسلامي السوري عبدالله الطنطاوي فقد ولد عام 1937 في حلب، وتلقي تعليمه الأولي فيها، ثم انتقل الي دمشق، ودرس في معهد العلوم الشرعية -الجمعية الغراء، ونال شهادتي المعهد، كما حصل علي الثانوية العامة، ودرس في جامعة دمشق -كلية الآداب- قسم اللغة العربية، ونال شهادة الليسانس منها، ثم نال شهادة دبلوم الدراسات العليا من الجامعة اليسوعية في بيروت. وعمل في تدريس اللغة العربية مدة عشرين عاماً. أديب متعدد المواهب، يكتب القصة والرواية، والنقد الاجتماعي، والنقد الأدبي، والسيرة، ويكتب للأطفال، وللإذاعة والتليفزيون، وله جولات في الكتابة السياسية.. إلا ان ذلك كان مدخلاً لحوار ثري معه، تناول أعماله واهتمامه بأدب الطفل المسلم والسيرة النبوية خاصة، وموقع رابطة أدباء الشام الذي يشرف عليه، الي غير ذلك من القضايا التي أثرناها معه.. الي الحوار:

نبدأ بأعمالك الأدبية ماهي صورة تلك الأعمال؟

- لي أربعة وسبعون كتاباً توزعت بين القصة القصيرة، الرواية، والنقد، وأنا أكتب للكبار، وأكتب للأطفال.

نبدأ بالكبار.. ماذا قدمت لهم في مجال القصة والرواية؟

- أصدرت مجموعتي القصصية الأولي (ذرية بعضها من بعض) عام 1977 وطبعت مرة ثانية عام ،1982 ثم صدرت المجموعة الثانية (أصوات) بالاشتراك عام 1978 والطبعة الثانية عام 1982 وصدرت روايتي الأولي (القسام) عام 1993 و(الوادي الأحمر) عام 2004.

وفي النقد الأدبي؟

- كتابي الأول كان بالاشتراك مع الأستاذ محمد الحسناوي بعنوان (في الإنشاء الأدبي) عام 1974 والثاني (في الدراسة الأدبي) عام 1974 و(تذوق النص الأدبي) عام 2003 ولدي الآن كتابان تحت الطبع هما: (وشاعر وما شعر) و(كاتب وما كتب).

وفي السيرة الأدبية؟

- كان أول كتاب لي هو: (محمد منلا غزيل في ظل الدعوة) صدر عام 1977 وأعيد طبعه عام 1982 وهو من سلسلة (دراسات أدبية هادفة) التي صودرت المخطوطات التالية لهذه الدراسة أثنا"ء اعتقالي عام 1979 ولم يعيدوا الي المخطوطات الأربع عشرة التي أخذوها من بيتي مع غيرها.

والكتاب الثاني (منهج الإصلاح والتغيير عند بديع الزمان النورسي) عام 1997.والثالث بعنوان (مصطفي السباعي: الداعية الرائد، والعالم المجاهد) عام 2001.والرابع بعنوان (اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه) عام 2001.

مجال الطفل المسلم وفي مجال الأطفال الذي برزت فيه في ساحة الأدب الإسلامي؟

- اهتمامي بالأطفال، وتربيتهم، والكتابة لهم، والعناية بصحفاتهم، قديم، فقد عرفت غيرنا سبقنا في هذا المجال، فحرصت أن أملأ شيئاً من الفراغ كفرض كفائي، في البداية، ثم عشقت الكتابة للأطفال عامة، وللفتيان والفتيات (12-16سنة) خاصة كانت الدكتورة سناء عبداللطيف -من مصر- نالت شهادة الدكتوراة بأطروحتها المتميزة (الاتجاهات الأيدلوجية في أدب الطفل العبري) من جامعة عين شمس في القاهرة، وهي أطروحة ضخمة فخمة، فاتفقنا علي تلخيصها وطبعها، فلخصتها ، وكتب الأستاذ الكبير عبدالتواب يوسف مقدمة لها، وكتبت للكتاب تقديماً، وطبعت الكتاب دار القلم بدمشق في 224 صفحة من القطع الكبير.. والذي يقرأ هذا الكتاب، ناهيك عن الأطروحة الكبيرة، يدرك مدي تقصير العرب والمسلمين عامة، في مجال الكتابة للأطفال، وقد أصدرنا الكتاب الجديد بعنوان (هكذا يربي اليهود أطفالهم) عام 1997 وذلك في مجال السيرة كتبت عشرة كتيبات للفتيان والفتيان.. منها: الإمام الشهيد حسن البنا« -طُبع عدة مرات وفي عدة أماكن -الإمام حسن الهضيبي -الشهيد سيد قطب- الدكتور الشيخ مصطفي السباعي -الشيخ محمد الحامد - الإمام أبو الأعلي المودودي -مروان حديد: القائد الشهيد.. إلخ ولدي الآن مشروع طموح هو (من نجوم الإسلام) وهذا المشروع مؤلف من مائة كتاب، كل كتاب يتحدث عن شخصية من بناة الإسلام في عهد الصحابة الكرام، وحتي العصر الحديث.

هل طُبع شيء من هذا المشروع الكبير؟ حدثنا عما أُنجز منه وتحدثت عنه مواقع إسلامية هامة..

- طبعاً ستة وعشرين كتاباً، ثم جمعناها في أربعة مجلدات كبيرة، استجابة لرغبة القراء، والبقية تأتي إن شاء الله تعالي. والجدير بالذكر ان بعض النقاد والمخرجين السينمائيين والتفزيونيين اطلعوا علي هذا المشروع، واقترحوا تحويله الي أعمال درامية.. سهرات تلفزيونية.. كل شخصية ساعة تلفزيونية، واستجبت لهذه الرغبة، وكتب سيناريو لشخصية الشيخ سليمان الجوسقي، القائد الأعلي الذي تحدي نابليون، ومثله مجموعة من الإخوة العميان في بغداد، وكان الباكورة لمسلسل ما لبث ان توقف باجتياح القوات الأمريكية لبغداد، فقد تكفل صاروخ بتدمير الاستوديو، وتوقف العمل في هذه الظروف الصعبة، وأنجزنا -حتي الآن- كتابة ثمانية سيناريوهات لثماني شخصيات، في انتظار الفرج. وعندما نشبت الانتفاضة الأولي في فلسطين المحتلة، كتبت عشر روايات لأطفال الحجارة، تراوحت صفحاتها ما بين 140-160 صفحة من القطع العادي.. منها القدس لا تؤمن بالدموع«، السياج«، أبطال من جباليا«، ذبيح القدس« وصدرت في عام 1993م، طبع منها خمسون ألف نسخة بيعت كلها خلال بضعة أشهر.

أكل وشرب وماذا عن الأعمال الإسلامية الأخري؟

- نعم.. صدرت لنا ستة كتب بعنوان: (أكل وشرب علي مائدة القرآن الكريم) في تأليف مبتكر، كما ان سلسلة (من نجوم الإسلام) كانت بأسلوب مبتكر، ومشوق وجذاب جداً، علي حد تعبير من كتب عليها ومن قرأها من النقاد.. ولله الحمد علي توفيقه.. طبعت هذه السلسلة طبعتين، الأولي في بغداد، والثانية في الجزائر.. وهناك عشرة كتب أخري تحت عنوان كبير (حكايات الآنسة إعراب) وكتابان آخران في سلسلة حكايات العم حكيم بالاشتراك.

صحافة الأطفال وماذا عن صحافة الأطفال التي أصدرتها منذ عدة سنوات؟

- رأست تحرير ثلاث مجلات للفتيان والفتيات: (فراس - الرواد - سلام) وكانت المجلات الرائدة في وطننا العربي، استكتبت لها عدداً من كبار الكتاب المتخصصين بالكتابة للأطفال، واسترسمت عدداً من أمهر الرسامين وكلها ما يسمي أدباً إسلامياً.

هل تطلق علي هذه الأعمال مسمي الأدب الإسلامي؟

- أنا -العبد الفقير القليل- كاتب ملتزم، وكل ما أكتبه، أو أشرف عليه من كتب وصحف ومسلسلات تلفزيونية وإذاعية يأتي في هذه البداية.. بابه الالتزام.

ماذا يعني الالتزام هل يعني الالتزام إلزام الأطفال بفعل كذا، ونهيهم عن فعل كذا؟

- لا.. نحن نبشر بالإسلام، وأخلاق الإسلام، وسلوكيات المسلمين بنعومة، بلا وعظ وبلا مباشرة.. نقدم القصة أو القصيدة أو السيناريو، ونترك للطفل ان يستخلص منها العبرة بلا غموض، ولا تعقيد ، ولا مباشرة، ولا وعظية ثقيلة.

هل الأعمال التي قدمها الأدباء الإسلاميون وافية كافية في تقديم صورة واضحة للأدب الإسلامي؟

- لقد قدم الأدباء الإسلاميون كثيرا من الأعمال المتميزة في الشعر (الأميريي -وجمال فوزي - ومحمود حسن اسماعيل- وانور العطار،وعصام العطار،وحسن الامراني، وجابر قميحة،ومحمد الحسناوي، ومحمد المجذوب وعبدالله عيسي السلامة، ونبيلة الخطيب.. وغيرهم كثير) وفي القصة والرواية (محمد المجذوب، وباكثير، ونجيب الكيلاني، والسحار، وعماد الدين خليل، وسواهم..) وفي المسرحية (علي أحمد باكثير) وفي النقد: (سيد قطب، ومحمد قطب، وجابر قميحة، وعباس المناصرة، وعماد الدين خليل، ومحمد الحسناوي، وغيرهم، وغيرهم. وفيما قدمه هؤلاء صور مشرقة للأدب الإسلامي ولكنها غير كافية، وخاصة في مجالات النقد والتنظير فلم تُرزق (الإسلامية) ناقداً فذاً تجاوز الرائدين العظيمين سيد قطب، ومحمد قطب، لا تزال أعمالنا تتخذ الأوعية الغربية للأجناس الأدبية، وتصب أعمالنا القصصية والروائية والمسرحية فيها، وحتي القيم النقدية يأخذها نقادها من قيم النقد الغربية، وهذا لا يبشر بانطلاقة حقيقية لمذهب الإسلامية.

تغييب وعبء كبير أين نجد كتابات هؤلاء الأدباء؟ ونحن لم نسمع بكثير منهم؟

- للأسف.. هؤلاء مغيبون عن الساحة، والمجلة التي تصدرها رابطة الأدب الإسلامي ومجلة المشكاة (المغربية) تنهضان ببعض الدور، أما موقع رابطة أدباء الشام -علي الإنترنت- فينهض بالعبء الكبير في التعريف بأدباء الإسلامية، وبكتبهم ودواوينهم، وينشر نتاجاتهم التي بلغت حتي الآن عشرات الآلاف من الصفحات، وقد تعرفنا واكتشفنا من خلال هذا الموقع، عشراء الأدباء والشعراء والنقاد المبرزين، بالرغم من قلة الإمكانات، وعدم تعاون بعض الهيئات الأدبية (الإسلامية) من الموقع، التعاون المطلوب.

هل رابطة أدباء الشام غير رابطة الأدب الإسلامي؟

- طبعاً.. نحن أعضاء في رابطة الأدب الإسلامي، ولكننا وجدنا الرابطة تنوء بالحمل، فبادرنا الي تشكيل رابطة أدباء الشام عام ألفين، وأطلقنا لها موقعاً علي الإنترنت في 1/8/2003 وقدمنا خدمات لا ينكرها أحد، لأدبائنا في كل مكان.

ليست مسجدا ضراراً هل هي كمسجد الضرار؟

- معاذ الله أن نكون كذلك، وكثير من أعضاء رابطة الأدب الإسلامي أعضاء مؤسسون، وأعضاء عاملون، وأعضاء شرف في رابطة أدباء الشام من المغرب الي مصر، الي العراق، الي سوريا ولبنان، وفلسطين، والأردن، واليمن، وسواها من الأقطار.

إذن.. منطلقات الرابطتين واحدة؟

- طبعاً واحدة.. ولكننا نترك هامشاً جيداً للأدباء الآخرين الذين ليسوا من أدباء الإسلامية.. ننشر لهم، ونرحب بهم وبنتاجاتهم، ونسعي لاستئناف الديباجة الشامية التي عُرف بها أجدادنا الشعراء من أمثال أبي تمام، والبحتري، والمتنبي، والصنوبري، وديك الجن، وسواهم من الشعراء العمالقة.. والذي يطالع ما يُنشر في موقع أدباء الشام، يلاحظ هذا، ونكتفي الآن بهذا الموقع الذي يرتاده الآلاف كل أسبوع، من أمريكا، وأوروبا، والمغرب، والجزائر، وموريتانيا، وليبيا، ومصر، والسودان، واليمن، الي فلسطين، والأردن، وسوريا، ولبنان، والعراق، وتركيا، وماليزيا، وأندونيسيا.

لاحظت ان موقعكم هذا (أدباء الشام) يهمل الكتابة للأطفال؟

- هذا لأن لنا موقعاً آخر خاصاً بالأطفال، اسمه مجلة (الفاتح) وقد أطلقناه قبل موقع أدباء الشام في سبتمبر ،2002 ولقي رواجاً كبيراً ولله الحمد، والرسائل التي ترد الينا من أحبائنا الصغار رائعة جداً.. وهو نصف شهري، تظهر أعداده في الأول وفي الخامس عشر من كل شهر شمسي.

أعمال تلفزيونية إذا أردنا الانتقال الي الأعمال التلفزيونية، فماذا قدم عبدالله الطنطاوي للتلفزيون؟

- قدمت ثلاثة مسلسلات كل مسلسل ثلاثون حلقة، وكل حلقة في 35 دقيقة، الأول بعنوان: أكل وشرب علي مائدة القرآن الكريم، أنتجه وبثه التلفزيون العراقي عام 1988 بالاشتراك مع الأستاذ شريف الراس رحمه الله، والثاني بالاشتراك مع الأستاذ الراس أيضاً، وكان بعنوان (سمع وأطاع)، والثالث بعنوان: نادي العروبة ومحكمة النحو (بالاشتراك أيضاً). والمسلسلان الأخيران من انتاج الأستاذ عبدالله عارف، واخراج الفنان الراحل الأستاذ الكبير صبحي أبو لغد، وبثها التلفزيون السعودي وغيره من الفضائيات والمحطات الأرضية. وأشرفت علي عدة مسلسلات تلفزيونية، مثل (حكايات خليلة) 15 حلقة، ومثل (صندوق المعارف) عشر حلقات، وكلاهما للأطفال، ومسرحية (جدتي) من مسرح العرائس للأطفال أيضاً، و(حديث الروح) 15 حلقة للكبار.. ولي أعمال إذاعية كثيرة.. في إذاعة حلب، وإذاعة بغداد، وقدمت لي إذاعة قطر مسلسلاً إذاعياً عاماً 1992 -فيما أذكر- بعنوان (بُناة الإسلام) في ثلاثين حلقة.. وكل هذه الأعمال تندرج في أطر مذهب الإسلامية في الأدب والفن.