حوار مع الشاعر الشيلي لويس آريس مانزو

حوار مع الشاعر الشيلي لويس آريس مانزو

حاورته : هيام الفرشيشي – تونس

[email protected]

الشعر يغير قدر العالم

الشعر كالموسيقى هو لغة إنسانية لا يحتاج إلى أدوات فهم للإحساس به

أحاول أن أجمع شعراء من كل البلدان لنوحد جهودنا للتأثير في اتجاه العالم

ثراؤنا كبشر يكمن في احترام ثقافات الآخرين

الشاعر الشيلي لويس آريس منزو هو مؤسس حركة شعراء العالم التي ينضوي داخلها أكثر من 2500 شاعرا ، يتجول في البلدان العربية محاولا الاقتراب من المشهد الشعري العربي ، مبديا رغبته في زيارة تونس للتعرف على المشهد الشعري التونسي عن قرب .

حول حركة شعراء العالم وأهدافها كان لي معه هذا الحوار .

كيف راودك المشروع الشعري العالمي بإنشاء حركة شعراء العالم ؟

تم العمل على مراحل ، فقد اختمرت لدي الفكرة على مستوى شخصي للخروج من الضغط النفسي والانطواء إلى الاقتناع بجدوى الفعل على مستوى حياتي في بعدها الاجتماعي . اقتنعت بأن لدي أشياء كثيرة لفعلها فانتقلت إلى مرحلة الإنجاز ونشرت كتبي الشعرية الثلاثة ، وعبرت فيها عن الهموم التي تشغلني وبذلك انتقلت إلى مرحلة التجسيد العملي لطريقتي الجديدة في النظر إلى وجودي الإنساني . في المرحلة الثالثة تبين لي أنه من الاستحالة إنشاء حركة للشعراء لها خاصيات عالمية سيما وأنني تحملت مسؤولية تنظيم ندوة في الشيلي حول شعر أمريكا اللاتينية ولاحظت حدة الفروقات بين الشعراء وخشيت أن تتكرر دراما أمريكا اللاتينية مع مختلف بلدان العالم لكنني انطلقت في إنشاء هذا المشروع الشعري العالمي .

ما هو الهدف الاساسي من حركة شعراء العالم ؟ وما هي القيم الإنسانية التي ينشدها شعراء العالم ؟

الهدف الأساسي من حركتنا الشعرية هو أن نحول من الشعر قوة حيوية تؤثر على قدر العالم وعلى توازن كوكبنا ، فلم لا نكون نحن الشعراء قادرين على فهم كوكبنا والأخطار المحدقة به وبالإنسان ، تلك الأخطار المؤثرة على مسار التاريخ ، فندعو إلى السلام في هذا العالم ، ليعلو صوت السلام على أصوات الرصاص والمدافع وندعو إلى الحوار فنلعب دورا رئيسيا . فالقيم الإنسانية التي ينشدها شعراء العالم : الأخوة بين الشعراء وبين الشعوب ، التضامن في ما بينهم ، في ما يشكل لهم مصدر آلام ومعاناة ـ التسامح واحترام ثقافات الشعوب لأن ثراءنا كبشر يكمن في احترام ثقافات الآخرين .

هل بإمكان الشعراء تغيير العالم ؟

يستطيع الشعراء أن يلعبوا دورا هاما في تحديد العالم وتعريفه للأجيال القادمة .. هناك الكثير لفعله والقيام به ، في مشروعي الشعري حاولت أن أجمع شعراء من كل بلدان العالم لنوحد جهودنا في حركتنا . هناك شعراء معروفون وآخرون مغمورون ، هناك شعراء مشهورون وآخرون غير معروفين ، فيهم من له صلة بالصحافة المكتوبة أو البصرية أو المسموعة ، وهناك من ينتمون إلى مجالات مختلفة كالهندسة والطب والتعليم . كذلك ينتمي بعض الشعراء إلى فنون أخرى كالمسرح والرسم ، والسينما ، ونجد شعراء يعملون في المزارع والمصانع ... كل هؤلاء الشعراء ينمون قدراتهم الاتصالية وهم في اتصال دائم مع مجتمعاتهم ، وهذا ما يشكل قوة غير محددة تتطور كل يوم ، ومن المؤكد أن هذه الحركة الشعرية العالمية ستصل إلى درجة من التأثير في اتجاه العالم .

وكيف سيتبلور هذا الوعي لدى الشعراء بالوصول إلى درجة من التأثير باتجاه العالم ؟

من الهام بالنسبة إلى الشعراء بصفة خاصة ورجال الفن عامة أن يدركوا بأننا بصدد ترك تركة ما للأجيال القادمة ، ولكن تكون هذه التركة بمثابة عالم مجهول ، فذلك غير صحيح .. لن نترك لأطفالنا عالما تحدق فيه الأخطار لتأمين استمرارية الحياة . وهذا يعود إلى دورنا في مجابهة الاستغلال الفاحش للثروات الطبيعية واستعمال المحروقات بطريقة مبالغ فيها ، كما أننا نعمل على منع خطر الحرب العالمية التي تنذر بالاندلاع في كوكبنا ، فنحن مدعوون إلى القيام ببعض الأشياء لإنقاذ أنفسنا من هذا الوضع وتغييره .

كم هو عدد شعراء العالم وهل قرأت كل ما كتبوا ؟

يبلغ عدد شعراء العالم 2500 شاعرا ، وهم ينتمون إلى القارات الخمس ، لكن من الاستحالة قراءة كل أعمالهم نظرا إلى ضيق الوقت وعائق اللغة ، لكنني قرأت بعض المقاطع الشعرية لقصائد ترجمت إلى الفرنسية والاسبانية .

هل ترى بأن لغة الشعر واحدة ؟ وهل يجسد الشعر المطلق في نهاية الأمر ؟

الشعر كالموسيقى هو لغة إنسانية لا يحتاج إلى أدوات فهم للإحساس به ، والشعر يلعب على كل المضامين ، وهناك شعراء يلعبون على المطلق الذي قد يدرك شعريا ، لكل شاعر تجربته الشعرية التي تتأثر بالجانب الثقافي والتاريخي ، ثم هناك التجربة في اتجاه الحياة ، طريقة النمو الفكري مند الطفولة ، البيئة ، التعليم ، اكتساب المعارف .. كل هذه المعطيات تجعل لكل شاعر طريقته الخاصة في النظر إلى الحياة والتعبير عنها شعريا .

في نهاية هذا الحوار ، هل ترى فعلا بأن للشعر أهمية في هذا العصر ؟

للشعر أهمية في هذا العصر ، وفي هذه الحقبة التاريخية بالذات ، إن أهمية الشعر تتزايد أكثر من أي وقت مضى .