عبد المحسن الحسيني

عبد المحسن الحسيني

عن قاموسه العلمي الموسوعي:

لعلّ اللغة العربية هي الأقدر على المفاهيم العلمية الجديدة

إسماعيل صبراوي

"القاموس الموسوعي في المعلوماتية والاتصالات والمعلوماتية القانونية " لمؤلفه الدكتور عبد المحسن الحسيني، استلزم ستة اعوام من العمل ويضم عشرين ألف مصطلح علمي في موضوعات التكنولوجيا المتقدمة والمعلوماتية والاتصالات مفهرسة باللغات الفرنسية  والانكليزية والعربية. انجاز كبير يتطلب فريق عمل واسعا ودعما اكاديميا وماليا كبيرا استطاع المؤلف وحده تجاوز عقباته والمجازفة في هذا العمل الكبير المعقد وخلق مصطلحات جديدة تغني اللغة العربية.

يقول الحسيني ان القاموس عمل موسوعي يتضمن نحو عشرين الف مصطلح علمي في موضوع التكنولوجيا المتقدمة والمعلوماتية والاتصالات والمعلوماتية القانونية، مفهرسة كلها بالانكليزية والفرنسية والعربية، مع شرح لمفهوم كل مصطلح ونطاق استخدامه.

وثمة قائمة بنحو 3500 مصطلح ايجازي او ما يسمى المختصرات، مع اصل كل مختصر وما يقابله بالعربية. ويضم فصلا من نحو 120 صفحة لتاريخ تطور علم المعلومات والكومبيوتر والاتصالات، مع دور العرب في عالم المعلومات والرياضيات والاتصالات. وحول مدة انجاز العمل يقول المؤلف انها استغرقت ستة اعوام متواصلة مع جهد كبير، وساهم في تنقيح وضبط المعاني واللغة كل من الدكتورة المهندسة لينا عويدات ومي ابرهيم وفيصل شرارة.

مع الدكتور عبد المحسن الحسيني كان هذا الحديث حول موسوعته.

ں هل المصطلحات العلمية موحدة بين الدول العربية؟

- ليس بين الدول العربية قرار سياسي او اكاديمي ثابت لتوحيد المصطلحات، لذا نرى ان كل كاتب في دولة عربية يستخدم مصطلحات تختلف عن تلك التي يستعملها كاتب آخر.

ں هل تستطيع اللغة العربية التعبير عن المفاهيم  الجديدة للعلوم وعن المصطلحات العلمية المتقدمة؟

- اللغة العربية من اغنى لغات العالم لناحية المفردات، فعلى سبيل المثال نرى أن اللغة الانكليزية، وهي الاكثر استخداما في نشر المعارف العلمية، فقيرة جدا بالمفردات العملية، لذلك تمّ استخدام مختصرات لجمل بالانكليزية تعبر عن مفهوم علمي معين او مصطلح علمي محدد، كأن نستخدم G P S أو G S M أو غير ذلك، وهذه مختصرات لجمل انكليزية تعبر عن مفهومها العلمي. ولربما كانت اللغة العربية الاقدر على التعبير عن هذه المفاهيم.

مفردات ومصطلحات

ں ما هي انواع المفردات العلمية المستخدمة في عالم المعلوماتية والاتصالات؟

- هناك ثلاثة أنواع من المصطلحات.  1 – مصطلحات علمية عادية كتلك المستخدمة في العلوم البحتة مثل الرياضيات والفيزياء وغير ذلك. 2 – مصطلحات من نوع المختصرات التي تختصر الجمل مثل G P S, GSM (نظام للهاتف الخليوي). 3 – نوع من المفردات المستوحاة من حياة البشر ولها معان في المعلوماتية ككلمة فطيرة Pie وتعني قطعة من رسم أو صورة ملونة، او قرصان PIRATE وتعني من يسطو على معلومات سواه، وباذنجانه وهي اسم ليروس كومبيوتري... وغير ذلك المئات من هذا النوع من المفردات التي تغزو مجتمع المعلومات ولا يستطيع الا الاختصاصي فهمها".

الأهداف

ں ما الهدف من هذا العمل الموسوعي؟

- الهدف الاول وضع قاموس بثلاث لغات يفيد منه كل شخص مهما كان مستواه العلمي، سواء كان تلميذا او طالبا جامعيا أو رب عمل، كما يفيد منه كل من يقوم باعمال الترجمة أو كل من يريد كتابة تقرير بالعربية أو نشر اي موضوع. فالمصطلحات العلمية في المعلوماتية دخلت المجتمع من بابه الواسع واصبحنا نسمع بمفردات غريبة عن اللغة العربية على ألسنة الناس، لذا فان هذا القاموس سيساعد في فهم التعابير الجديدة المستخدمة على لسان الناس، خاصة اولئك الذين يتعاطون شؤون التكنولوجيا المتقدمة. والهدف الثاني أن تساهم هذه الموسوعة في محو أمية الناس في المعلوماتية والاتصالات، فكل من يرغب يستطيع فهم بعض الأمور العلمية التي لا يعرفها. والهدف الثالث ان هذا القاموس مفيد للاختصاصيين وللاساتذة والباحثين والمحامين والقضاة وسواهم، وخاصة ضمن اختصاصي المعلوماتية والاتصالات، فهناك مهندسون واختصاصيون درسوا بالانكليزية ولا يعرفون المعاني بالفرنسية، وبالعكس.

كما ان كليهما لا يعرف المصطلحات باللغة العربية. وثمة مفردات غريبة لا يعرفها حتى بعض الاختصاصيين.

هذا الكتاب سيساعد في تقريب المفاهيم وتسريع فهم التكنولوجيا.

ں كيف تمّ تعريب المصطلحات؟

- استخدمت المصطلحات الشائعة ووضعت مصطلحات جديدة قريبة من المعنى الأساسي للمصطلح الأجنبي او المصطلحات ذات المعنى لدى العرب مثل كلمة قطار فهي تعني صفا من الجمال باللغة العربية الأصلية. وحافظت على كلمات من نوع راديو، تلفزيون، كومبيوتر أو حاسوب وسواها لأنها قريبة من ثقافة المجتمع وشائعة الاستعمال.

كما حاولت قدر المستطاع الابتعاد عن استخدام مصطلحات شبيهة بتلك المستخدمة لتعريب كلمة "ساندويتش" حيث الترجمة العربية كانت "الشاطر والمشطور وما بينهما".

مصطلحات كهذه لا يمكن الناس أن يستعملوها لذلك ابتعدت عنها. كما راجعت بعض الكتب والمصادر العربية وأفدت منها. في النهاية، ينبغي ان يكون هناك قرار سياسي ومن بعده قرار اكاديمي لتوحيد المصطلحات بين الدول العربية وهذه من مهمات مجامع اللغة العربية وأصحاب الاختصاص معا.

* عن "النهار" الاحد 3 نيسان 2005