لقاء مع راشد الغنوشي

وحديث حول المشروع الإسلامي

(1)

الشيخ راشد الغنوشي

أمجد أبو العلاء

جمعنى لقاء مع الأستاذ راشد الغنوشى المفكر الإسلامى ، وأحد أكبر المؤثرين فى مسار الصحوة الإسلامية  والفكر الإسلامى فى العقود الثلاثة الأخيرة، والذى يتمتع بعقلية منفتحة، جمعت بين الأصالة والتجديد، والحفاظ على التراث ومواصلة الإجتهاد ،والموازنة بين الثوابت والمتغيرات،  وكان اللقاء مع مجموعة من المهتمين بالمشروع الإسلامى ،وقد بدأ الأستاذ راشد حديثة حول أسباب الإقبال على الإسلام، وأوضح أنه من اهم الأسباب فشل الآخر فى تحقيق ما وعد وهو رصيد سلبى حيث لا يعنى ذلك نجاحنا، وتحدث على أن الدنيا مبنية على سنن إلهية لا محاباة فيها لأحد من جد وجد ومن زرع حصد ،ولا دخل للنوايا بها ،وهذا ما أضر بالحركة الإسلامية كثيرا، وأن الأجواء الدولية اليوم أصبحت توفر للأمة ما لم توفره فرصة أخرى، وذلك فى ظل حاجة الناس إلى نظام وظل جديد، وأن للإسلام اليوم عوالمه الجديدة كما كان فى السابق للغرب عوالمه الجديدة، وهو ما أدى بدوره لإنتشار الإسلام ،وأن هناك عوامل إيجابية فى صف المسلمين وعوامل اخرى سلبية فى جانب الأنظمة الأخرى، كل هذا يدل على ان المستقبل لهذا الدين ،ثم تحدث الأستاذ على التنظيم وقال أن التنظيم لا مناص منه  فى ظل الحفاظ على المشروع وتقويته ،ولكن للأسف أنه مع الوقت قد حل التنظيم محل المشروع، وأصبح الهدف الأساسى والغاية هى الحفاظ على التنظيم ،و أن التنظيم ليس حجرا أسود نقبله وهو من الوسائل وليس من المقاصد ،  وتحدث عن المشروع الإسلامى وأوضح صراحة أن جميع المشروع هو عموميات ولم يدخل فى التفاصيل وخاصة العلاقة مع الآخر وموقع المرأة والعلاقات الدولية ، وتكلم على أن التنظيم معرض إما إلى التحنيط أو الدخول إلى الجديد والتفاصيل ، وبدخول التنظيم إلى هذه المساحة سيؤدى ذلك إلى التقسيم إلى تنظيمات ومدارس جديدة ،وأن تحويل الكم الهائل الآن إلى صحوة يحتاج إلى تنظيم، وان التنظيم يحتاج إلى مشروع، كما أنه لابد من أن تتركز جهود النخبة على الجهود الفكرية ،و أن الأجيال الاولى فى المشروع الإسلامى الحديث، كان لديهم إنتاج لأنه كانت هناك حيرة ،واليوم نجد أن المشروع قد إنطفأ لسكون البعض، ولا زال يتحدث حول المشروع الإسلامى ويصول ويجول وتحدث على أن المشروع الإسلامى به ألغام وتحتاج إلى تفجير، وأنه لابد أن يكون هم المشروع الاول الإقامة قبل الهدم ، وأن المشروع قد تمت صياغته صياغة فردية وسلبية وشكلية

 لقاء مع راشد الغنوشى وحديث حول المشروع الإسلامى (2)

 نتابع سويا ما تحدث به الأستاذ راشد الغنوشى وقوله أن عالم السياسة ليس عالم الآراء الحرة ولكنه عالم الضرورات، وضرب مثالا للأستاذ أبو الأعلى المودودى عندما اختار فاطمة جناح أمام منافسها يعقوب بالرغم أنها إمراءة وشيعية، ومع ذلك أيدها لانها الأصلح فى نظره فالسياسة لا تخضع للمطلق والمسلم به دائما ، وقد تحدث على أنه بمقدار قوتنا على هدم الباطل فنحن قد عجزنا على إقامة الحق، وهذا الكلام موصول بما قبله حيث فشل المشروع الإسلامى حتى الآن فى وضع سياج واضح للمشروع الإسلامى ،وقد تحدث على أن المشاركة السياسية فى الحكم أصبحت غواية واستدراج ولا فائدة للحركة الإسلامية منها ، وأن الحركة الإسلامية لم تصمد عندما وضعت على محك الحكم والمشاركة أصبحت فى الغنيمة فقط ،كما عضد كلامه عن المشاركة فى الحكم فقال أن السلطة مهلكة حتى وإن كنت تملكها فما بالك وأنت جزء منها ،وتحدث عن أشهر الأمثلة لحكم الإسلاميين فقال المثال السودانى كان يوضع عليه أمل كبير ولكن كانت بدايته إنقلابا، أما المثال الأفغانستانى فإن أفغانستان ضربت على ايد الأفغان أكثر مما ضربت على يد الشيوعيين، ثم تحدث عن قدرة الحكام على التغرير بالإسلاميين الذين يتعاملوا بنواياهم اكثر من تعاملهم بتجاربهم وخبرتهم،و أن الدولة عندها قدرة على الإستيعاب والإستلاب والإلتهام وان اى مشروع يحكم عليه بهدفة وبوجود محطات لقياس تحقيق تلك الاهداف، وتحدث عن الإصلاح فى البلاد الإسلامية فتحدث عن ثلاثة عوامل رئيسية، أولها: أهمية الشراكة بين المثقفين والجماهير جميعا في الإصلاح فالمثقفين بغير جماهير يسهل القضاء عليهم والجماهير بغير مثقفين يسهل خداعهم، وثانى عوامل الإصلاح :هى تنوع الوجهات التى تحمل المشروع الإصلاحى وثالثها: إقامة العلاقات الجيدة بين كل قطاعات الدولة ،وضرب مثالا بتجربة العراق وأن اكثر عائق امام تنمية البلاد هو تعاون السنة والشيعة وحكى لنا قصة مع إثنين من قيادات الجماهير والعمل السياسى والحزبى فى العراق هما دكتور أسامة التكريتى مراقب الإخوان المسلمين فى العراق وأمين عام الحزب الإسلامى ، ودكتور إبراهيم الجعفرى رئيس حزب الدعوة الشيعى العراقى  ،فقال لهما موجها الكلام مبتدئا بالتكريتى هل أنت يوجد عندك فى الحزب الإسلامى شيعة؟ قال :لا قال عندك نصارى؟  قال: لا  ، ثم توجه للجعفرى سائلا هل عندك فى حزب الدعوة سنى؟ قال: لا قال ولا نصارى ؟ قال:  لا قال إذا لا يصلح ولا واحد فيكم للحكم !!!!!! أتعلمون من يستطيع حكم العرق قالوا وهم يضحكون من ؟ قال : حزب البعث لان به السنى والشيعى والنصارى، وكلهم كان لهم مراكز قيادية بالحكم والحزب ، ووضح حديثه قائلا أصلح الناس للحكم هو الحزب الجامع لشمل الوطن والامة وليس الحزب المبنى على التجزئة ،وتحدث على أن المشروع الإسلامى إذا لم يستوعب الآخرين سيكون تمزيقا للأفراد والجهود، وتعجب من إهمال العلماء والمسلمين لصحيفة المدينة التى وضعها النبى صلى الله عليه وسلم مع أبناء المدينة، وبين على انها أحتوت سبعة عشر (17 ) طائفة تتحدث عنهم وتنظم التعامل معهم جميعا، وقد ختم حديثه مجيبا على بعض الأسئلة موضحا أن الحركة الإسلامية تنالها الامراض المنتشرة فى المجتمع مثل غيرها، ولكن حال ديمقرطيتها أفضل من غيرها، وقوله  أن الأصنام تختفى إذا بزغت الفكرة ،وهذا حالنا إذا أردنا أن نحارب العتاه والمتجبرين فعلينا بزرع الأفكار الجيدة فى المجتمع، جزى الله خيرا الاستاذ الفاضل راشد الغنوشى.