حوار صحفي مع الروائية فيروز التميمي

عبد الواحد محمد

[email protected]

الزمان / المكان / القاهرة / فندق سميرا ميس

حوار أجراه عبد الواحد محمد مع المديرة التنفيذية للصندوق العربي للثقافة والفنون الروائية فيروز التميمي

 منح جديدة .. ورؤية تعبر كل الحواجز الثقافية

ميلاد الصندوق .. حلم ورسالة لكل مبدع عربي

التواصل عنوان حميمي لفكر مفتوح

لا مستحيل فلسفة حوار وإدارة فريق واحد

قضايانا الثقافية  ضمير عروبتنا

..  ولدت من رحم الفن والإبداع مهندسة الاتصالات الروائية والمديرة التنفيذية للصندوق العربي للثقافة والفنون فيروزالتميمي  التي بلورت  العديد من الأفكار الحية والصادقة في مخطوط  محوري له رسالة ذات طابع فلسفي بناء فيه الكثير من ملامح كونية لا تعترف  بالغربة   وجسور الأوهام  بل شخصية مركبة ومرتبة العقل بمنهجية ميزتها في عالم الإدارة الحديثة بمقومات وملكات متعددة  حباها الله عز وجل بها  لتؤازر مبدعين في رحلة طريق وعر وملئ بالمطبات الصناعية التي تعوق حركة الجسد وربما توقف في كثير منها  نهضة عقل لتبرز هذه الروائية علي سطح الأحداث الثقافية العربية ليس من فراغ بل من  مثابرة لمستها في حواري الصحفي والإنساني معها ونحن نرتشف من فناجين القهوة السادة في بهو فندق سمير أميس بالقاهرة في خضم عملها المضني لبضع ساعات  لتطير من عاصمة لأخرى من أجل رسالتها النبيلة والتي تنطلق من خلالها بروح الفريق الواحد  عبر مشهد ثقافي عربي مثير و كان   يستحق وقفة معها لنتعرف علي المثير في هذه الرحلة  المكوكية من عمان للقاهرة النيل والمطر والشمس والتاريخ  ومعنا ومعكم الروائية فيروز التميمي بصفتها المديرة التنفيذية للصندوق العربي للثقافة  والفنون وليست الروائية هنا في هذا الحوار الصحفي  الذي جاء عبر ترتيب استغرق أكثر من شهرين لحين زيارتها  للقاهرة في مهمة عمل سريعة  لتفي بوعدها رغم كل الظروف الطارئة والتي كان من الممكن أن تعوق هذا اللقاء ؟!   

س:  ماهي طبيعة المنح المقدمة من الصندوق للمبدعين في دورته الجديدة ؟

لابد من ذكر فكرة ميلاد الصندوق الذي تأسس بالفعل وأصبح حقيقة  وبدأت عام 2004  حتى عام 2006  لينطلق بعد ذلك صواب أهدافه في عام 2007 ومعها تتوالي  الإبداعات التي خرجت للنور من كل البلدان العربية

وهو مؤسسة ثقافية غير ربحية

س.. ومن أي طريق كان عمل الصندوق  مؤمنا برسالته الثقافية التنويرية بعدما تشكل مجلس أدارته ؟

في عام 2007  الميلادي  تحولت الفكرة إلي حقيقة وذلك بتقديم المنح للمبدعين في فنون مختلفة مثل الرواية .. القصة . الفن التشكيلي .. السينما التسجيلية .. الشعر  بمنح مادية بلغت حوالي 800000 ألف دولار  تقريبا  والمنح موزعة علي عدد 28 دولة  ولا يشترط أن يكون المبدع عربي بل الذي يهمنا أن يخدم قضيتنا العربية في صلب إبداعه

س.. وكيف سيبدأ الصندوق عملة للتقدم إلي هذه المنح في العام الحالي 2009 الميلادي ؟

علي كل مبدع  أن يتقدم إلينا عن طريق الموقع الالكتروني           www.arabculturefund.org

في بداية أبريل المقبل وحتى الحادي والثلاثون من أغسطس  من العام الحالي في مجالات الفنون المختلفة وقد ذادت المنح عن العام الماضي بمبلغ 880 ألف دولار  وموزعة علي حوالي 18 دولة عربية

وقد فاز بأحدي تلك المنح مبدعة من أيرلندا  انتو ر كيون  في بحثها المقدم عن القضية الفلسطينية كنموذج خادم للقضية العربية بكل إبعادها المعنية بحقوق مواطن ووطن عربي  وهذه هي رسالة الصندوق

س.. وما هي فلسفة أهداف الصندوق الوليد في عالم المتغيرات الثقافية السريعة جدا ؟

تكمن فلسفته في

زيادة وتعزيز الإنتاج والبحث الثقافي

تنشيط التبادل الثقافي والتعاون عبر المنطقة العربية

التعرف علي قنوات لتوزيع الفنون العربية والمساهمة في تطوير هذه القنوات

توفير مصدر مادي دائم وفاعل لتمويل أعمال ثقافية مستقلة

س.. طبيعة الاستراتيجيات التي تفعل دوركم في عالم مفتوح وتحديات عولمية ؟

تقديم المنح للمشاريع الثقافية والبرامج في البلدان العربية

جمع التبرعات من مانحين عرب ودوليين

استقطاب التأييد من قادة الإعلام والرأي للترويج لتنمية الإبداع الثقافي المعاصر في المنطقة العربية

كما يقوم الصندوق بالتعاون مع شخصيات ومنظمات رائدة في مجال الثقافة والفنون لنشر المعرفة ببرامجه الثقافية ودعم الفنون وكذلك توفير فرص للتبادل الإبداعي في العالم العربي الخ

س.. وبشكل عام نريد التعرف علي التحديات التي  واجهت عملكم الكبير ؟

في ظل تراجع التمويل الحكومي العربي  للثقافة  بشكل عام وباستثناء عدد قليل من المؤسسات المانحة في منطقة الخليج العربي التي تعني بالثقافة يتوجه الدعم الخيري عامة وبشكل رسمي إلي حل المشكلات الاجتماعية الطارئة المرتبطة بالفقر  للخروج من هذا المشكل الكبير عبر مساعدات مادية وسخية من مانحين دوليين من أمثال ( الوكالة السويدية للتنمية الدولية )    slda)

 والوكالة الدانمركية للتنمية الدولية    ( danlda)

والوكالة النرويجية للتعاون من أجل التنمية         ( norad)

ومؤسسة فورد ومؤسسة المجتمع الفتوح   ( osl)

حيث تحرص هذه المؤسسات علي تدعيم الفن والفنون  لأيمانها بأهمية تلك الرسالة الثقافية  في ظل مناخ مضطرب في الشرق الأوسط ؟

س.. وعن الدعم المقدم لمختلف الفنون بشكل واضح من الصندوق للمشروعات الثقافية المختلفة ؟

نعم يتضمن دعم مادي في شكل يعتمد علي  رؤية تكمن في مساعدة هذه الفئات المبدعة في كل من

السينما المستقلة والتي تعتمد علي

إنتاج الأفلام الروائية  والوثائقية  القصيرة والطويلة

وأيضا إنتاج العروض المسرحية والبرامج أو الأ لبومات الموسيقية

علاوة الفنون البصرية  والأدب بكل فنونه المختلفة

ومن زاوية أخري

تبادل الخبرات بين الفنانين والأكاديميين  والتدريب في الحقلين الفني والثقافي 

تنظيم أنشطة إقليمية ثقافية تبرز أعمالا هامة وتنمي المعرفة والمهارات لدي الفانين والمثقفين وتظهر المكانة الثقافية للمدن العربية أو تستكشف اتجاهات ثقافية جديدة ؟

س.. هل الوقت مناسب لقبول أصدقاء للصندوق في ظل فلسفه الفريق الواحد والتي تحرصون عليها في عملكم ؟

نعم الباب مفتوح علي مصراعيه للمشاركة في إنشاء بنية تنموية ثقافية تزود الفنانين والمنظمات الثقافية والعربية بموارد تمويل مستدامة تتيح لهم   فرصا للتعبير الحر عن ثقافتهم وهويتهم وتفسح لهم مجالات لخلق جسور للتواصل والتبادل المعرفي

س.. والجديد لدي شخصكم في أطار تفعيل دور الصندوق في الرحلة القادمة ؟

بالطبع لدي خطط عمل تكمن في  شراء الأفلام التسجيلية في شتي مختلف القضايا العربية من أمريكا والتي لا تعتمد علي  النمطية بل تكمن في معالجتها لقضايا الإبداع عامة سواء كانت سياسية أو سيرة ذاتية أو فنية وتاريخية الخ  وسوف أقوم بزيارة قريبا إلي أمريكا للتفاوض علي شراء هذه الأفلام في أعقاب مهرجان أرابيسك  والذي سيعقد في قاعة كنيدي سنتر بدعوة من مؤسسة فورد الثقافية .

ولا نملك في ختام حوارنا مع السيدة فيروز التميمي المديرة التنفيذية للصندوق العربي للثقافة والفنون ألا تقديم الشكر لها علي دورها الداعم في بناء ثقافة عربية  من المحيط إلي الخليج في  منعطف تاريخي من  تغيب عقل وعقول تبحث عن زورق النجاة في بحر عاصف من الأمواج العاتية والمميتة لروح بشرية تتلمس السلام في قصيدة  أمل  لنتركها تهرول في أعداد حقائبها للسفر إلي عمان بعد أن أزف وقت الطائرة بالرحيل  التي سوف تقلها إلي مطار الحسين في العاشرة والربع بتوقيت القاهرة وفي عينيها نداء وحنين لعالم يحيا بكل ما هو مبدع حر طليق.