مع رمضان عمر

رمضان عمر:

الأدب في فلسطين صوت الأرض والجرح


رمضان عمر

[email protected]

رئيس رابطة أدباء بيت المقدس / فلسطين

معه تحس بعبق القدس وأريج المدائن المحاصرة، ومن شعره تتقاذف كرات النار وشظايا اللهب الذي ينبت مع الزيتون وتسقيه أنهار الدماء الشلالة المتدفقة منذ أكثر من ستين عاما من النضال المرير.

رمضان عمر شامخا بإسلاميته وانتمائه الفلسطيني الأصيل يتحدث للسراج في مقابلة خاصة عن الأدب والأديب الفلسطيني، فإلى نص المقابلة

رمضان عمر : ربما كانت مقولة  بعضهم " الأدب انعكاس طبيعي للواقع " مقولة قابلة للتطبيق- نسبيا- في بعض دلالاتها ،  بل ربما كان الأدب في بعض تألقاته رافدا من روافد التشكيل السياسي ؛ يرأب ما انصدع من فعل المقاول السياسي ؛فحيثما انكفأ أهل السياسة أو انزلقوا في دهاليزها تجلت صرخة الأديب لترأب الصدع وتكيل العثرة وهذا ما حصل _على وجه التخصيص _للأدب الفلسطيني حينما وصف بالأدب المقاوم عبر تاريخ القضية الفلسطينية الطويل ، غير أننا قد نظلم الأدب حينما نصبغه بالصبغة السياسية المطلقة ؛ فمع أن أدباء فلسطين واكبوا الحدث السياسي بشتى اتجاهاتهم ومنطلقاتهم الحزبية   والفكرية ،  إلا إنهم حافظوا - إلى حد كبير-  على القيمة الفنية للإنتاج الأدبي.  

رمضان عمر : في الحقيقة أن أدلجة الأدب وقولبته وفق معايير فقهية أو سياسية ليس أمرا سهلا ومع ذلك فإن الطاقة الإشعاعية للأدب باعتباره قوة تأثيرية اختراقية قد تسمح بنوع من التشكيل السياسي للهوية الثقافية من خلال تنوع الاتجاهات الفكرية عند الأدباء .....وهذا ما قصدته بالضبط عندما تحدثت عن الشاعر الكبير محمود درويش في كتابي قراءات في الشعر الفلسطيني المقاوم ، ووقفت عند صورة الشهيد في الشعر الفلسطيني وقلت : أن درويش لا يستطيع أن يتناول من صفحة الشهداء إلا محمد الدرة-  أنموذجا للضحية الطروادية -  وهذا منطق درويشي  سيعفيه حتما من اشكالية الوقوع في تهمة الإرهاب الفكري التي قد تلصق مؤخرا باصحاب الادب الثوري و

 المناصر للقضايا العربية والاسلامية ح فلو أنه تناول عياش أو أحمد ياسيين أو فتحي الشقاقي أو حتى أبو علي مصطفى ، فضلا عن استخدامه لمصطلحات قصرت حصريا على مدرسة الأصولية الإسلامية ، لوصم بما وصم به اصحاب الاتجاه الايسلامي  ،إذا من الطبيعي أن تتعدد الاتجاهات الفكرية داخل

مدرسة الأدب الفلسطيني بعد أن تعددت داخل الحركة السياسية؛ ؛ فكانت حماس والجهاد تمثلان التيار الجهادي الممانع فيما مثل اليسار وفتح التيار السلمي المهادن . ورضي درويش ان يتراجع الى مربع الذات باحثا عن الهالة الشعرية   رغبة في الوصول الى العالمية من خلال النص الحداثي الغامض

رمضان عمر : إذا كان الشعر يبنى من خلال قيم رمزية إيحائية.. وإذا كانت بعض المفردات تشكل قاموسا شعريا لشاعر ما فان الأقصى بقيمته الدينية ومكانته الرمزية يشكل معينا يستلهم منه كل فلسطيني مفردات الإبداع ، أما من الناحية الذاتية فقد كان للأقصى في كتاباتي حظ وافر وقيمة اعتبارية واضحة تمثلت أولا : في أن الرابطة الأدبية التي أسستها ففي فلسطين حملت اسم   رابطة أدباء بيت المقدس هذا من نحو ،ومن نحو آخر فقد ظللت مدة طويلة أوقع قصائدي باسم شاعر القدس ونشرت ديوانيين لي على الشبكة الالكترونية باسم رمضان المقدسي وهما : رهج السنابك وجراحات فلسطينية وقد خصت القدس في دواني الثاني هما _وتبقى القدس _ و_للقدس أغني _

رمضان عمر : ربما كان المسرح بالذات في فلسطين يعاني اكثر من غيره لأسباب فنية ولوجستية ؛ذلك أن العمل المسرحي يحتاج إلى جانب النص المبدع إخراج مسرحي وتمثيل وجمهور ودعم مادي وإعلامي وقد أصيب هذا بشبه شلل بسبب الاحتلال والحصار ومع ذلك فإن جهودا في هذا السياق تنبع عن مبشرات وقدرات منافسة أما في الرواية فلدينا بعد غسان كنافاني وجبرا إبراهيم جبرا جيلا من الشباب الواعد الذين سجلوا حضورا جيدا في مجال القصة القصيرة والرواية من أمثال الأديب _احمد رفيق عوض ، ووليد الهودلي _

رمضان عمر : رابطة أدباء بيت المقدس هي أفق أدبي ممتد له غايتان : أولاهما،  أدبية ناتقي من خلالها مع كافة الأطر المنتجة للإبداع الأدبي ، فالصدق الفني فهو المشكل الأول لمنهجنا الإبداعي ،أما الثانية فلماذا الإسلامية .باختصار شديد ؛ ذلك لأننا نؤمن بغائية الأدب فنحن أصحاب أدب رسالي ، الكلمة في منهجنا سلاح نقاتل به وعقيدة نؤمن بها وفكرة ندافع عنها ، فإذا ما تعانق في فهمنا صدقان متلازمان حققنا الغاية التي شكلنا لأجلها رابطتنا الأدبية وأعني بالصدقين الصدق الفني والصدق الأخلاقي .

السراج :الحلول والتسوية ومنهج الحل إلى أي حد استطاعت أن تأخذ لها نصيبا من اهتمام الشاعر الفلسطيني مساندة أو معارضة؟

رمضان عمر : لعلي قد أجبت عن هذا السؤال من خلال الحديث عن المدارس الفكرية داخل الساحة الفلسطينية فإذا كانت رابطة أدباء بيت المقدس تمثل الصوت الإسلامي في فلسطين فإن بيت الشعر يمثل الاتجاه العلماني المتساوق مع أطروحات التسوية ويمثل درويش واليسار مدرسة حداثية تؤمن بالمشاركة وتنأى عن التصور الإسلامي وربط القضية الإسلامية به

رمضان عمر : اعتقد أن موريتانيا واليمن وبلاد الشام وشيء من الصحوة الإسلامية في الجزيرة العربية تشكل قلاعا أدبية حصينة وبؤرا إشعاعية متألقة للأدب الإسلامي المحافظ تقف به شامخة أمام تيار الأدب المنزلق في ثورته التدميرية ضد لغة القران والسنة الشريفة   

رمضان عمر : نحن لن نمثل بعدا تنظيميا وان كانت جدلية العلاقة قائمة بين المثقف والسياسي على الشكل  الذي بينته .. لكننا نقول ان شيئا من الروافد المنطقية تجعل لأدائنا الإبداعي رصيدا منطقيا للحركة السياسية المناهضة للاحتلال . دون ان نقع في اشكالية التاطير الحزبي الضيق 

السراج : هل من كلمة ختام تقدمونه إلى إخوتكم الشعراء في موريتانيا

رمضان عمر : اولا اشكر لك اخي الحبيب هذا اللقاء   واشكر للشعب الموريتاني العريق وعيه وصحوته وفصاحته .. ،، فهو شعب يجيد الاباء .. شعب له في مواقفه شرف وسؤدد ..    ولشعرائه سطوة السيف وسحر العبير ، نمد يد التواصل بيننا   فحياكم الله وبارك فيكم

السراج : شكرا لكم