مع وليد جنبلاط

مركز الشرق العربي

الصراع من أجل الحرية

والديمقراطية في لبنان

مؤسسي مؤتمر ولينبرغ 2007

وليد جنبلاط

ترجمة: قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

     (1)

في 19 تشرين الثاني 2007، قام وليد جنبلاط بإلقاء الخطاب الرئيسي في (مؤسسي مؤتمر ولينبرغ) التابع لمعهد واشنطن. إن وليد جنبلاط هو رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، زعيم التجمع السوري، وحليف ناطق باسم تحالف 14/آذار. وفيما يلي نسخة من ملاحظاته.

سيداتي وسادتي، حضرات الأوصياء الشهيرين، إنني سعيد للتعبير عن بعض وجهات النظر اللبنانية في هذه اللحظة الخاصة والحاسمة من تاريخ بلدي. هنا، كوني مستضافاً من قبل معهد واشنطن المهيب. ولكن حتى نكون قادرين على استيعاب الوضع المعقد، اسمحوا لي بالعودة إلى بعض اللحظات التاريخية أو الأحداث التي أشعلت فتيل الأزمة الحقيقية وما تزال.

لقد بدأت لحظة الحقيقة إذا كان لي أن أقول ذلك، في 26 آب 2004، عندما استدعى بشار الأسد رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الراحل، إلى دمشق في اجتماع لم يستغرق أكثر من عشر دقائق، وأخبره بفظاظة (إيميل لحود، أي الرئيس الفعلي، هو أنا. وإذا ما أراد أحد ما في لبنان خروجي، فسأحطم لبنان. اذهب وجدد مبايعته).

لقد منع الحريري حتى من المجادلة، وعاد مباشرة من دمشق إلى بيروت، إلى مقري. كان الوقت ظهراً على ما أظن، الساعة الواحدة وقد أخبرني بما حدث له مع بشار. جاء كل من مروان حمادة، والعريضي وهم وزراء أعضاء في البرلمان، وبسام سابا، وهو عضو آخر في البرلمان، لقد جاءت لحظة الحقيقة، كما قلت. قد يسأل بعضكم لماذا أخذ مني تحدي الاستعمار السوري للبنان كل هذا الوقت؟ يوماً ما.. إذا ما استطعت الهروب من جزار دمشق وريث الحشاشين، كما وصف حقاً من قبل برنارد لويس.. يوماً ما سأكتب مذكراتي. بالعودة إلى نفس اليوم، 26 آب 2004، أخبرت الحريري، والذي كان حزيناً، أن لا يبقى محبطاً. قلت له لا تتحداه.. لا تتحدى بشار فهو خطير. اذهب وعدل الدستور، لن أهاجمك، ولكني لن أصوت للتعديلات. وفي 28 آب، اجتمعت الحكومة اللبنانية وقررت تعديل الدستور. وعارض الوزير الذي يمثل جماعتي البرلمانية وبعد ثلاثة أيام استقال. وقد انعقد البرلمان اللبناني في 3 أيلول 2004 وصوت للتعديلات. من بين (128) عضواً في البرلمان، تحدى (29) الأوامر السورية.. أوامر بشار. لقد كنت واحداً منهم. لم يستطع الحريري ولكنه أطاع على مضض.

في 2 أيلول 2004، بتوقيت نيويورك المحلي، اجتمع مجلس الأمن وأصدر القرار 1559 والذي يشجب فيه التدخل السوري وأعلن دعمه لعملية انتخابية حرة وعادلة في الانتخابات الرئاسية اللبنانية. لم يحدث هذا بالطبع في ذلك اليوم. إن هذا يمكن أن يحدث في فترة ثلاثة أسابيع، أمامنا، في هذه السنة 2007، لقد فرضت التعديلات رئيساً من قبل سورية، من قبل بشار، يقترب من نهايته (الرئيس)، فدستورنا يسمح لنا، أعني الغالبية الفعلية الباقية.. وقد تم اغتيال واحد منا، أنطوان غانم، قبل ثلاثة أسابيع بانفجار سيارة.. وكان بشار يفي بوعده بتحطيم لبنان.

بالعودة إلى العام 2004، فبعد شهر تقريباً من التعديلات المفروضة على الدستور بالكاد نجا مروان حمادة، الوزير وعضو البرلمان، نجا بمعجزة من تفجير سيارة بينما كان خارجاً من بيته في بيروت. كان بشار قد بدأ بالوفاء بوعده بتحطيم لبنان. وبالعودة إلى القرار 1559، والذي تم تبنيه في 2 أيلول 2004، والذي دعا كل القوى المتبقية للانسحاب من لبنان. كان ما يزال لدينا جنود سوريون في ذلك الوقت، لقد غادر الإسرائيليون في العام 2000. لقد غادر السوريون.. نعم لقد غادروا. لقد تركوا لبنان في نهاية نيسان، 2005، تحت ضغط الدعم الدولي من أجل لبنان حر، ولكن أيضاً، وبشكل رئيسي بعد ثورة ضخمة، وسلمية، وشعبية من أجل تحرير لبنان في 14 آذار 2005، تدعى ثورة الأرز، طالبوا فيها السوريين بالرحيل، وتحدوا سورية وحلفاءها، وأعلنوا البيعة لذكرى رفيق الحريري ومرافقيه. الذي اغتيل بتفجير شاحنة في 14 شباط 2005، أي قبل ذلك بأربعين يوماً. نعم لقد كان الأسد محقاً وكان يحاول تحطيم لبنان. ولكن رحلة الشعب اللبناني من أجل الحياة، والحرية، والديمقراطية استمرت، متحدية في كل مرة إرادة الأسد بتحطيم لبنان. في 7 نيسان 2005، وبناء على طلب الحكومة اللبنانية، أقر مجلس الأمن القرار1559، ولجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في مقتل الحريري ومرافقيه. لأننا لم نستطع وما نزال في بعض الحالات غير قادرين، بعد ثلاثين سنة من الاحتلال.. من الاحتلال السوري، الاعتماد على وسائلنا الحقيقية في الأجهزة الأمنية. واستمر القتل، فالأسد لم يخف وما يزال.

في 12 كانون الأول من عام 2005، وهو اليوم الذي اغتيل فيه جبران تويني، بطل ثورة الأرز، الصحافي البارز، ومحرر صحيفة النهار، طالبت الحكومة اللبنانية الأمم المتحدة بمحاكمة خاصة وفق القانون الدولي (إي. تي.آي) وقد أقر مجلس الأمن هذا الطلب بعد ثلاثة أيام، في 15 كانون الأول 2005. في اليوم الذي قتل فيه جبران تويني ترك وزراء حزب الله وأمل الحكومة. كان الوزراء حلفاء للنظام السوري والإيراني. لقد عادوا لاحقاً، ولكن منذ ذلك اليوم، 12 كانون أول 2005 حتى 11 تشرين الثاني 2006، قام الائتلاف السوري الإيراني بأفضل ما يستطيع لمنع تشكيل المحكمة.

في 11 تشرين الثاني 2006، استقالوا أخيراً من الحكومة، بعد يومين كانت حكومة السنيورة بصدد الموافقة أخيراً على الاتفاقية المبدئية بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة. ولكن الأزمة اتسعت على نحو كبير بعدها. وقد تم إغلاق البرلمان بطريقة غير شرعية من قبل رئيس يمنع أعضاء البرلمان، الغالبية الفعلية الحقيقية، من التصويت للمصادقة على الاتفاقية التي تتعلق بالمحكمة. في نفس الوقت، وفي 21 تشرين الثاني 2006، بعد ثمانية أيام من المصادقة على المحكمة من قبل حكومة لبنان، قتل بيير الجميل، الوزير وعضو البرلمان.

نعم، لقد كان الأسد مستمراً في محاولة تحطيم لبنان ومعارضة العدالة. أخيراً، ومع إدراك مجلس الأمن أنه كان من المستحيل إنشاء المحكمة عبر عملية دستورية عادية في لبنان، وبكون البرلمان قد أغلق بطريقة غير شرعية من قبل الناطق الرسمي نبيه بري، فقد قرر مجلس الأمن تبني المحكمة في 13 أيار 2007، وفقاً للقرار 1757 ومنح عشرة أيام ليتم تنفيذه تحت مادة  من الفصل السابع، أي حتى 10 حزيران 2007، في حالة ما إذا أمكن للبرلمان اللبناني أن ينعقد بمعجزة. هذه المعجزة لم تحدث.. ولكن رسالة دموية وصلت مرة أخرى في 13 حزيران 2007، بعد ثلاثة أيام من إقرار المحكمة من قبل مجلس الأمن، لقد تم اغتيال وليد عيدو، العضو في البرلمان، وعضو لجنة البرلمان القانونية، وناقد صريح للنظام السوري، مثل جبران تويني، وسمير قصير، وآخرين، قتل بتفجير سيارة مفخخة في بيروت. نعم، كان بشار لا يزال يحاول تحطيم لبنان والوقوف في وجه العدالة، العدالة المحلية، والعدالة الدولية في لبنان.

قبل الانتهاء، فإننا في الأسابيع الثلاثة القادمة بصدد مواجهة لحظة الحقيقة. فإما أن نكون قادرين على انتخاب رئيس يحقق طموحات اللبنانيين في لبنان حر، ومستقل، وذي سيادة وانسجاماً مع قوى 14 آذار، وثورة الأرز، رئيس سيحترم القرارات الدولية، ويتقيد بها، ويتعاون بشكل كامل مع المحكمة وإما لبنان سيخضع للطغيان السوري والهيمنة الإيرانية.. سيختفي لبنان وحسب، النموذج الوحيد للتنوع والتعددية والديمقراطية في الشرق الأوسط.

ولكن لا ينخدع أحد بكون آلة القتل ستتوقف. فطالما هو هناك، حاكم دمشق يشعر بالأمان في دمشق، مدعوماً من قبل الإيرانيين، وطالما يعتقد الناس أنهم بالارتباط به فإن ذلك قد يؤدي إلى تغيرات في السلوك.. حسناً، في حالة كهذه، لماذا لا نرتبط مع ابن لادن، كما ارتبط شامبرلين من زمن طويل مع أدولف هتلر. إننا نعرف أن التاريخ مليء بالأحداث عندما أدى الارتباط بالديكتاتوريين إلى مذابح ومآس.

سأنهي بالقول أنه أخذ مني وقتاً طويلاً تماماً، رحلة طويلة لفهم القيم الحقيقية، وخلاصات حول أهمية الديمقراطية، والحرية، والعدالة، كي لا نقول المزيد. بالانضمام إلى قوى 14 آذار، اللبنانيون الشجعان الذين يسعون إلى الحرية والديمقراطية والعدالة، واكتشفت أخيراً ربما، كما تعلمون، في بعض الأحيان هناك نوع من الحجاب أمام عيونكم، تعيق رؤية الحقيقة. وباكتشافي متأخراً ربما، أن العدل لا يمكن أن يتعايش مع الطغاة، والحركات التي يطلق عليها اسم حركات المقاومة أو حركة التحرير الوطني التي يدعمها الديكتاتوريون في دمشق أو قوى الظلام في طهران لا يمكنها أن تتصرف إلا وفقاً لرغباتها، ولرغبات أسيادها وإملاءاتهم. وكوني قد قمت بأفضل ما أستطيع لتحقيق المحكمة، بانتظار الحكم، وأذكر لحضوركم هم أقوياء، لقد كانوا ومازال، حلفاء سورية وإيران، يعارضون المحكمة، ويعارضون العدالة، وإنني آمل أنه بتحركي الفعلي وبزملائي سيتحقق العدل وأن القتلة سيتم إحضارهم إلى المحكمة. وأنه في مكان ما سأكون مخلصاً لذكرى رجل نبيل كما وصفه أرثر سولزبيرجر في النيويورك تايمز في 16 آذار 1979، اليوم الذي قتل فيه كمال جنبلاط في جبل الشوف في لبنان، بواسطة النظام السوري وأهلك معه العديد من الأبرياء.

الصراع من أجل الحرية

والديمقراطية في لبنان

(2)

وليد جنبلاط

روبرت ساتلوف من معهد واشنطن

ترجمة: قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

جنبلاط، أحب أن أفتح جلسة سؤال وإجابة معك بسؤالك سؤالاً أو اثنين.

أولاً، لقد كنت في الولايات المتحدة في الأسبوعين الفائتين.. واليومين الفائتين. لم تذكر الولايات المتحدة في ملاحظاتك، ولذلك فإني أريد أن أسألك عن نوع النصيحة أو الطلبات التي قدمتها إما في هذه الرحلة أو في الرحلات السابقة إلى محاوريك الأمريكيين حول ما نستطيع فعله، أو ما الذي يجب أن نقوم به لتطوير مسألة الحرية والديمقراطية والتي تحدثت عنها بشكل بليغ؟

وليد جنبلاط:

لقد ذكرت في كلامي القوات الدولية بقيادة الإدارة الحالية، السيد بوش والسيدة رايس وآخرون، وذلك مع السيد شيراك. شيراك في ذلك الوقت والمجتمع الدولي ألزم السوريين بالخروج من لبنان. والشكر لهذه الإدارة وللإدارات الأخرى، الفرنسية... لقد حصلنا أخيراً، وأخيراً على ما يدعى المحكمة. بالطبع فإن ما تبقى هو تحقيق المحكمة بتسمية المدعي العام، وقد قمت بأفضل ما لدي هنا كذلك بسؤالهم مساعدتنا بتسمية مدع عام، مدع عام جيد. ويذكر المحقق، أظنه السيد كيستون، لقد كان لدينا شخص جيد في وقت ما، محقق اسمه ميليس. وقد توجه مباشرة إلى النقطة المهمة. حسناً، إنني آمل أن يتوجه بريميرتز إلى النقطة المهمة مباشرة كذلك، ولكننا في حاجة إلى مدع. لذلك فقد ذهبنا إلى هذه الإدارة، إلى الولايات المتحدة، إلى شعب الولايات المتحدة لنطلب المساعدة، ولكن وكما أخبرتكم، لقد كنت دقيقاً وصريحاً، فآلة القتل لن تتوقف، وإذا كان الجنود السوريون قد انسحبوا بشكل رسمي، فإنهم قد تركوا وراءهم لواء أو فصيلاً من الحرس الثوري الإيراني يحتل، حسناً، يحتل نصف لبنان، ويشل الاقتصاد، وفي أي وقت كانوا يسهلون المهمة بأنفسهم أو للأجهزة السورية لقتلنا، هذا هو.

ساتلوف:

سيد جنبلاط، عندما تفكر بالانتخابات الرئاسية الجارية حالياً، هناك مأزق والآن، كيف في تصورك سيقوم اللبنانيون وجماعة 14 آذار على نحو خاص، والبرلمان عموماً، كيف تعتقد أن هذا المأزق سيتم إيجاد حل له؟

جنبلاط: ليس لدينا خيار. لقد حاولنا ولقد انخرط السيد الحريري في حوار مع الجانب الآخر، وكذلك السيد بري المتحدث باسم البرلمان، ولكن ليس لدينا خيار إلا بانتخاب واحد منا. وهنا سيخبرونك، ولكن لماذا لا تعد تسوية؟ لقد أعددنا التسوية منذ زمن طويل. دعونا لا نخدع أنفسنا، لقد أعدت التسوية في 2005، عندما قلنا للفرنسيين وللأمريكيين، أن من المستحيل تقنياً أو سياسياً نزع سلاح اللبنانيين والميليشيات غير اللبنانية في لبنان. إنه أمر مستحيل، وقد قمنا أثناء هذه الفترة بما يدعى بالحوار.

بالطبع، لقد ظننا أن الحوار ممكن. لقد اكتشفنا لاحقاً أن الحوار كان مستحيلاً. إنك تتحدث إلى أناس يستعدون لمهاجمتك في التو. لذلك فإن هذا هو السبب في كوننا نحتاج رئيساً يتقيد بالقرارات الدولية. بعد ذلك، إذا ما كانت الظروف الإقليمية أفضل، وعندما أقول أفضل فإنني أعني إذا ما عزل بشار من السلطة لنكن صريحين وواضحين. إلا إذا لم يكن هناك.. سيكون هناك أمن، حصانة، فستبقى لدينا نفس المشكلة.. فما تزال حدودنا بين لبنان وسورية مفتوحة. لقد كنت شخصاً واحداً عندما جاءت الدكتورة رايس خلال الحرب في العام 2006 لتطلب من المراقبين الدوليين مراقبة الحدود، يجب أن يكون الجيش اللبناني حاضرا ... إن الولايات المتحدة لا تقدم مساعدة تقنية كافية ومساعدة عسكرية للجيش، آخذين في الحسبان كذلك أن بعض الناس في الجيش، حتى لا نذكر أسماءهم، هم مايزالون من النظام القديم. كما تعرفون، فإنه وبعد ثلاثين عاماً من الاحتلال السوري، فليس من السهل إعداد جيل جديد من ضباط الجيش اللبنانيين المستقلين.

ساتلوف:

سيد جنبلاط لقد أشرت لتوك للقوات الدولية. وقد كانت إحدى الابتكارات منذ حرب الصيف الماضي والتي يشير إليها كثير من الناس كتطور إيجابي نشر القوات الدولية في جنوب لنبان. ما هو تقويمك لفعالية القوات الدولية، خصوصاً فيما يتعلق بدورهم في منع عمليات حزب الله وفي منع تهريب الأسلحة من سورية وإيران؟

جنبلاط:

ليس لديهم ما يفعلونه. تلك القوات الدولية على الحدود بين الدولة اللبنانية ودولة إسرائيل ليس لديها ما تفعله مع الحدود ما بين لبنان وسورية. ينبغي على الحكومة اللبنانية وفقاً للقرار (1701) أن تطلب من الألمانيين، كما أظن، أن يساعدوهم تقنياً في كيفية السيطرة على الحدود بين لبنان وسورية. لقد بدأوا عملية بطيئة للغاية وطويلة جداً كما أظن، وبدأت على الحدود الثلاثية حتى يصلوا إلى الحدود حيث لديكم صواريخ وحيث لديكم أشياء أخرى تمر عبرها. سيأخذ الأمر بعض الوقت، ولكن قوات الأمم المتحدة ليس لديها ما تفعله نظراً للتفويض الذي لديهم مع الحدود اللبنانية ـ السورية. ومرة أخرى أقول، وطالما كانت هذه الحدود مفتوحة فلن تكونوا قادرين على التحدث على أساس المساواة متساوية مع حزب الله.

ساتلوف: سؤال واحد آخر فقط قبل أن أفتح جلسة الحوار. إن هناك الكثير من الكلام حول إمكانية تفاوض سلام سوري ـ إسرائيلي. إحدى المخاوف التي عبر عنها كثيرون هي أن تفاوض سلام سوري ـ إسرائيلي فوري سيكون له تأثير على لبنان. فهل من الممكن في رؤيتك، هل من الممكن تخيل أو إنشاء تفاوض سلام سوري ـ إسرائيلي يكون فيه لبنان وأمن لبنان ودفاعه محمياً، أم أن الأصل محدد كقضية في هذه المفاوضات؟

جنبلاط: حتى الآن، فإن هذه الإدارة صلبة فيما يتعلق بالنظام السوري، مما يعني، حسناً إنهم لن يبادلوا، وأنا متأكد من ذلك، لن يبادلوا لبنان بأي شيء آخر. حسناً، ولكن بإلقاء نظرة إلى الوراء إلى خبرة الماضي في التاريخ، وبالمعرفة المحققة جيداً فإن السوريين وبشكل غير مباشر الإسرائيليين، بالطبع فإنهم عندما يقتتلون فإنهم يقتتلون على أرض لبنان. لقد كان آخر قتال بينهم في حرب 1973 عندما خاضوا الحرب التي يطلق عليها حرب الـ1973، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن، ما يزال الجولان محتلاً، ومنذ ذلك الوقت لم يتم إطلاق طلقة واحدة على الجولان.

إنني لا أمانع في الارتباط بالسوريين، مشروطاً بحقيقة أن يتقيد ذلك بالقرار 242 مما يعني الجولان. ولكن بمعرفتي بالسوريين جيداً، فإنهم سوف يبدأون بالمبادلات، لمبادلة لبنان، والمحكمة، والديمقراطية في لبنان، وربما يبادلون بشيء آخر. بمعرفتي بالسوريين جيداً وبمعرفتي كذلك بمآثر الإسرائيليين السابقة في لبنان، إنهم لا يبالون بلبنان مستقل، ذي سيادة، وديمقراطي.

إنني أعرف أنه بالخبرة السابقة، وحسناً، إذا أردتم جعل القصة طويلة للغاية، إننا سوف نعود إلى العام 1975، 1976 عندما ولسوء الحظ في ذلك الوقت، لقد قلت أن هذا تاريخ، عندما تم منح لبنان كهدية لحافظ الأسد من قبل الإدارة الأمريكية، كيسنجر.

من أعمال مؤتمر وينبرغ 2007:

(خريف القرارات)

الصراع من أجل الحرية والديمقراطية

في لبنان

(3)

ساتلوف: بهذا، سنفتتح الآن المجال للأسئلة. دعوني ألتفت أولاً إلى زميلي السفير روس.

ـ دنيس روس من معهد واشنطن:

وليد، لقد كانت رسالتك صريحة تماماً، ولا يوجد فيها أي غموض. فأنت تدعو إلى تغيير النظام في سورية. وسأشير إلى أنه، في هذه الدولة، فإن تغيير النظام ليس لديه البريق الذي كان يتمتع به في وقت ما في السابق، لذلك فإنني سوف أطرح عليك السؤال: إذا لم يكن تغيير النظام مرجحاً في بنود سياسة أمريكية تجاه سورية، فما الذي تريد أن ترى الإدارة تفعله؟ ما الذي تستطيع فعله عند هذه النقطة؟ وراء ما وصفته أنت دعم ( الادعاء )، ما الذي تستطيع فعله أكثر مما تفعله الآن لمحاولة التأثير على آلة القتل كما وصفتها؟

ـ جنبلاط:

انظر، ربما أكون.. كيف أقول.. فظاً. قد أكون كذلك.. قد تجدون ملاحظاتي غير عادية. لم تكن إزاحة صدام حسين خاطئة بشكل كامل. إن إزاحة الدكتاتوريين ليس خطأ ولن يكون على الإطلاق. ربما كان التوقيت خطأ، ربما. ربما كان الخطأ في الإجراءات التالية. أقول، ربما. ولكن إزاحة صدام حسين لم يكن خطأ ما حدث لاحقاً قد حدث، وأنا أعرف أن الشعب الأمريكي يعاني من الإصابات. إنني أعرف ذلك. وقد استفاد بشار الأسد من ذلك، وقد أرسل بشار الأسد، كما تعلمون، أرسل العديد من الإرهابيين، ومفجري السيارات، والذين استورد العديد من هم من لبنان، ومن السعودية العربية، ومن اليمن، وحتى من الشيشان.. من كل مكان.. وأرسلهم إلى العراق، لقتلكم في العراق.

إنني لا أعتقد أن بإمكانكم تغيير هذا السلوك. وإنني أعرف جيداً أنه مستعد للجلوس معكم، إنه قلق، إنه يموت رغبة في الجلوس معكم، مع الأمريكيين. ولكنها قضية واحدة: لبنان، والمحكمة قضية واحدة. لن أتحدث الآن عن حماس وعن أشياء أخرى لتعقيد القضايا، ولكنني أعرفه جيداً. إنني أعرف النظام السوري جيداً ولدي تجربة من التاريخ. فوالدي بعد كل شيء عارض التسلل السوري إلى لبنان. وهذا كان السبب في قتله. لذا، وبالعودة إلى سؤالك، لم يكن هناك عقوبات مؤثرة ضده. ماذا تريدني أن أقول؟ إنني أتحدث مع دبلوماسي.

لا، لن أكون دبلوماسيا.. فإذا ما استطعت إرسال بعض مفجري السيارات إلى دمشق، فلم لا؟ [ضحك وتصفيق].

ـ ساتلوف:

إنني أقول بشرف إنه لم يحصل هذا لدينا أبداً في معهد واشنطن [ضحك وتصفيق].

ـ موفق حرب: مدير سابق لشبكة أخبار الحرة:

أعتقد أن هذه هي على الأرجح رحلتك الثالثة، لا أعرف قد تكون الرابعة إلى..

ـ جنبلاط:

الرابعة

ـ حرب:

رحلتك الرابعة إلى واشنطن..

ـ جنبلاط:

نعم

ـ حرب:

دعني أصغ سؤال دنيس بلغة أكثر صحفية، هل تشعر أنك تحصل على الدعم الملائم من هذه الإدارة أم أنك تحصل فقط على مساعدة شفهية؟

ـ جنبلاط:

نعم، نعم، بالطبع. نعم.. ولكني أعني بالعودة إلى القضية الأصلية..

ـ ساتلوف:

دعم أم مساعدة شفهية؟

ـ جنبلاط:

آسف؟

ـ ساتلوف:

هل تحصلون على الدعم أم أنكم تحصلون فقط على الكلام؟

ـ جنبلاط:

لا، ليس كلاماً. لقد كانت قضية المحكمة قضية كبرى، قضية كبرى، و الدعم وإنني أستطيع إخباركم أننا واجهنا عقبات كبرى في ذلك الوقت من قبل السوريين وأيضاً من قبل الروس كذلك، ولكنها كانت قضية كبرى.

ولكن هل هو كاف؟ إن علينا أن ننتظر تعيين المدعي العام، إن علينا أن ننتظر الدليل حتى، ربما، يصبح بالإمكان أن نهدد بشار معاً نحن والإدارة الأمريكية. إنه يعرف ذلك، وهو يلعب على الوقت. إنه يلعب على الوقت محاولاً تأجيل الزمن. فحتى ذلك الوقت في الشهر القادم، في السنة القادمة قد لا نكون هنا، حتى ذلك الوقت، فإن الأغلبية الفعلية المتبقية.. ما يزال عليهم قتل أربعة، سيحضرون ألعوبة، رئيساً للبنان، ألعوبة واحدة لسورية وإيران. ومعرفتي بالقانون محدودة، ولكنني أستطيع أن أثبت، إنني أعرف أنه في مكان ما، فإن هذه الألعوبة قد تؤجل المحكمة بطرق عديدة. لقد بدأت المحاكمة المتعلقة بميلوسفيتش في يوغسلافيا في عام 1993، وتم تسليمه في عام 1999 عندما كان ميلوسفيتش تم تلافيه بثورة شعبية. المحكمة الكمبودية حول الجينوسايد، (genocide)، لقد استغرقت ثلاثين سنة للإمساك بآخر الخمير الحمر (Khmer Rouge). لذا فإنني أعرف ما الذي يدور حوله الأسد. إنني أعرفه.

والآن، إننا لا نتحدث عن الجينوسايد، عن الاغتيال السياسي، وهو يعرف ذلك، ولا يستطيع الأسد أن يتحمل أن يكون لديه سيناريو مشابه للوكربي. إنه لا يتحمل حتى أن يقول الكثير. إنني أحب أن يتهم. إنه لا يستطيع لأنه سيؤثر على مكانته مما سيضعفه.

ولكنني حصلت على الدعم، نعم. أكثر مما أستطيع أن أطلب. لقد كنت أمزح عندما قلت تفجير سيارة، مزاح فقط، حسناً.. (ضحك).

ـ حرب:

شكراً

ـ ساتلوف:

ديفيد شنكر من المعهد على يساري.

ـ ديفيد شنكر من معهد واشنطن:

وليد، إنه من السهل جداً تخيل الوضع في الوسط.. حيث تم إجبارك قانونياً إلى الجلوس في جلسة برلمانية وأنه لن يكون هناك صوت بأن هذا لن يحدث، أو ربما حتى إذا كان هناك، فما الذي سوف يفعله الجيش، الجيش قوة التوحيد الكبرى في لبنان. ما الذي سوف يفعله الجنرال سليمان إلى أي جانب سوف يقف الجيش؟

ـ جنبلاط:

انظر مرة أخرى إلى الدستور، دستورنا. في 14 تشرين الثاني، ينبغي أن نكون قادرين دونما إذن من الناطق، نبيه بري، ينبغي أن نكون قادرين على الانعقاد، للاجتماع في أي مكان في لبنان. إن من الأفضل الاجتماع في لبنان وليس خارجه، أن نجتمع في أي مكان وأن ننتخب رئيساً.

والآن هاكم اللعبة، لأننا نسمع بعض الإشاعات، إشاعات مزعجة، بأن الجيش أو لنقل أنه، حسناً، قد أستطيع البقاء محايداً، ينبغي أن يتقيد الجيش بأوامر الرئيس الجديد، وبعد ذلك ينبغي السماح للوصول، الوصول الحر إلى بعبدا إلى الرئيس الجديد. لا يستطيع الجيش أن يبقى محايداً والجيش منذ الآن وحتى ذلك الوقت ينبغي أن يحمي المؤسسات العامة. لقد قاموا بعمل جيد . دعونا نراهم يحموننا، يحمون المنشآت، العامة ويقفون على الحياد.

ـ ساتلوف:

دان رافيف من أخبار الـ (سي بي اس). هناك مكبر صوت قادم على يمينك أو على شمالك دان.

ـ دان رافيف:

أخبار (سي بي اس): مساء الخير. شكراً جزيلاً للتقديم.

في مقدمة ميشيل كيستون ومن ثم في خطك أنت، بالنسبة للعرب الذين يتابعون النزاع العربي الإسرائيلي، فقد كان من المفاجئ أن لا نسمع أي ذكر لحرب السنة الأخيرة. لقد قدم روب ذلك، فقد قمت بتعليق مختصر حول القوات الدولية، ولكن الحرب في السنة الفائتة لم تؤثر على ما تركز عليه الليلة؟ هل جعلت الأسد أقوى؟ هل جعلت نصر الله أقوى؟ وهل شكل ذلك اختلافاً لك؟ هل كانت حرب السنة الفائتة بمثابة لا شيء لمعسكرك.

ـ جنبلاط:

حسناً، رأيي حيال هذه الحرب، بسبب ما افترضناه في تصريحنا الوزاري فقد وضحنا أننا نحترم القرارات الدولية ونقود الشعب اللبناني. وقد وجدنا أن هذا مكرس دبلوماسيا من أجل مناقشة أمر أرضهم المحتلة، مما يعني أن هذه الهدية المسمومة والتي تدعى شبعا، والتي هي حتى هذه اللحظة ليست لبنانية بشكل قانوني. ويمكن جعلها قانونية بطريقتين: إما أن تقبل الحكومة السورية بإرسال اتفاقية، وإما أن توقع اتفاقية مع الحكومة اللبنانية بأن شبعا لبنانية وتقوم بإرسال هذه الاتفاقية إلى الأمم المتحدة، أو ما اقترحه السنيورة من أجلنا، أن يتم تثبيتها لفترة مؤقتة تحت انتداب الأمم المتحدة. ولم يتم فعل شيء، لا هذا ولا ذاك.

إنني أعتقد أن الحرب لم تكن شبعا. فهو لم يذهب إلى شبعا ويأسر الجنود الإسرائيليين، بل ذهب إلى الخط الأزرق، الحدود الدولية بيننا.. الحدود المعترف بها بيننا وبين دولة إسرائيل، بين لبنان في زمن الانتداب الفرنسي، وبين فلسطين في زمن الانتداب الانجليزي. وإنني أعتقد.. وهذا هو افتراضي الشخصي، حسناً، أنه ذهب من أجل إخراج عملية المحكمة عن مسارها. بالطبع هو هنا نصر الله، هو نصر الله. الشكر للغباء والعجرفة، وفي ذات الوقت الاعتداء البربري على لبنان كالعادة، لقد وقفنا إلى جانب الشعب في الجنوب، لقد وقفنا مع أنفسنا. فبعد كل شيء، إنهم جميعاً شعبنا، إنه شعبنا.

ولكن من أجل التاريخ، فقط بعد انتهاء الحرب وعندما كان لدينا هذا الارتباط بـ 1701، إن النقاط السبع التي صيغت بشكل مشترك من قبل السنيورة والحكومة عندما كان وزراء أمل وحزب الله حاضرين ونبيه بري، بعد أسابيع من بدء حملة التشهير، لقد بدأت أولاً بخطاب الأسد الذي قام فيه بالتشهير بنا على أننا خونة وعملاء لإسرائيل وعملاء أمريكا، ثم تبشير خامنئي في طهران بأننا سندمر التأثير الأمريكي في لبنان، ومن ثم بدأت عملية قلقلة الاستقرار. ولكني أذكركم، فإنني أعتقد أنه بالعودة إلى الأفكار الرئيسية التي ذكرتها، فقد كانت الفكرة الرئيسية في مكان ما عن إعاقة تنفيذ المحكمة.

ـ مشارك:

لقد ذكرت لتوك رؤى خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، المتعلقة بلبنان، هل تستطيع أن توضح لنا تقويمك للتأثير الإيراني في لبنان؟

ـ جنبلاط:

إنه نفس الشيء. إن لدينا دولة موازية تدعى دولة حزب الله. إن لديهم جيشاً، إن لديهم قواتهم الأمنية، إن لديهم جهازهم الأمني، ولديهم مالهم، بشكل شامل مواز للحكومة اللبنانية، حسناً، وهم يقومون بشل وسط المدينة. إنهم يسيطرون على جزء من المدينة حيث لا تستطيع الدخول دون موافقة إذا استطعت، حسناً، وهم يقولون نحن هنا. لذا بالنظر إلى الخلف إلى الحدود اللبنانية ـ السورية كي لا نذكر النظام السوري الآن، فطالما بقيت هذه الحدود مفتوحة أمام جميع أنواع النقل: أسلحة، إرهابيين، مال، صواريخ، وما لا أدري ما هو.. حسناً، فإن باستطاعتنا الاستمرار، حسناً، ولكنها مسألة وقت.

ومرة أخرى، الإيرانيون، حسناً، إنهم يستفيدون بطريقة ما من، لنقل، منهم.. سيحاولون القول، دعونا نعالج الأمر.. لن أدعوه كما قال الملك عبد الله ملك الأردن أو كما قال حسني مبارك، الهلال الشيعي، لا، لأن لديكم شيعة لبنانيين يرفضون تعاليم نصر الله، ولكنهم غير قادرين على الكلام. سأقول إنه كهلال فارسي، نعم.. هلال فارسي من طهران عبر العراق إلى النظام العلوي إلى لبنان.

ـ ساتلوف:

ديفيد ماكوفسكي على يساري.

ـ ديفيد ماكوفسكي معهد واشنطن:

السيد جنبلاط، هل أنت.. استئنافاً لنقطة روب الأخيرة، هل تستطيع تصور أي ظروف حيث لا تتطابق مصلحة إيران، وسورية، وحزب الله؟ هل هناك طريقة لفصلهم عن بعضهم في رؤيتك أم أن هذا مستحيل كونهم يرون الأشياء بطريقة متشابهة جداً؟

أيضاً ربما أعتقد أننا نميل لرؤية نصر الله بطريقة معينة. هل تستطيع إخبارنا، ربما، كيف ترى أهدافه؟ هل هو دمية إيرانية بشكل كامل أم أنك ترى أن هذه ليس رؤية دقيقة لنصر الله؟

ونقطة أخيرة حول شبعا إذا أمكن. فقضية شبعا مصورة بشكل كبير بالتأكيد في الولايات المتحدة، فقضية شبعا ينظر إليها إلى حد كبير كما أعتقد، وبالتأكيد في الولايات المتحدة، وفي إسرائيل كما أعتقد، كذريعة بحيث أنهم اليوم سيقولون شبعا ولكن الأمم المتحدة فصلت الخط، ولذلك فإذا ما تم تسليم شبعا، فلن يهم ذلك، لأنهم سيقولون أن هناك سبع قرى من 1948 والتي يمكن أن تكون كذلك محل تساؤل. هل تستطيع أن تقول، بلا قيد أو شرط كاللبنانيين، إن هذا هو آخر اختلاف على الأرض يتواجد بين الدول؟ شكراً.

ـ جنبلاط:

حسناً لقد طرحت أسئلة صعبة لنبدأ بما يدور حول إمكانية وجود اختلافات بين الإيرانيين والسوريين. إنني أظن أنه على أرض الواقع الآن، مع موارد الأسلحة والمال ومع قرار النظام السوري الفعلي بالذهاب إلى هذا التحالف، فإنني أعتقد أنه بينما سورية هي نوعاً ما تابع للإيرانيين، وأن الإيرانيين أقوى من السوريين، إضافة إلى أنني أعني أن ذلك من مصلحتهم. إنه من مصلحتهم من حيث المال، وهم يستخدمون هذا التحالف كذلك للتهديد، لإضعاف العالم العربي.. الجزء الآخر من العالم العربي والذي هو ليس في وضع جيد تماماً، ليس في وضع جيد تماماً.

على الأرض طبعاً، إنني أعرف أنه من حيث التجارة، إنني آسف لاستخدام هذه التعابير الواقعية، من حيث التجارة فإن السوريين يخبرون حزب الله، والإيرانيين يخبرون الإسرائيليين والأمريكيين أنكم تريدوننا.. تريدون التحاور معنا. دعونا نتاجر.. دعونا نستخدم التجارة وندعم سوق طهران وسوق دمشق ذكي تماماً في المتاجرات، والبند الأساسي الرئيسي في المتاجرة هو لبنان. وأذكركم، في العام الفائت، لقد كانت سنة كارثية على اللبنانيين الأبرياء الذين قتلوا في لبنان ولكن هؤلاء المبعوثين الغرباء من جهة واحدة. من الإسرائيليين كانوا يجتمعون في مكان ما مع السوريين من الجهات الأخرى. إن هذا مستهجن للغاية.

ذات مرة قامت طائرة.. طائرة إسرائيلية بالصدفة بإسقاط قنبلة على الحدود السورية، ثم فجأة اتفق كلاهما كأن شيئاً لم يحدث. إنه موقف مستهجن للغاية وموقف مداهن.

لذا بالعودة إلى القضية، فليس الأسد في حاجة لفك الارتباط مع طهران.. إنني لا أراه يبتعد عن طهران. إنه فقط ينتفع وفي الوقت الحالي هو في وضع جيد، لقد قام بعمل جيد لسوء الحظ.

بالنسبة لشبعا، فإنني لم أفهم جيداً ما قلته. إن شبعا ذريعة. عندما تم تحرير جنوب لبنان في العام 2000 وخرج الإسرائيليون من لبنان، لم يكن لدينا مسألة شبعا في ذلك الوقت. وفجأة ولأننا كنا تحت الاحتلال السوري ظهرت مسألة شبعا. فجأة، لأننا كنا تحت الاحتلال السوري ظهرت قضية شبعا. إنها أرض صغيرة، ولكنهم.. إذا ما عدتم إلى الدارسين ونظرتم إلى الخرائط، فإنكم سوف تنتهون بأخذ الجولان بأكمله. إن شبعا ليست سوى ذريعة للسوريين ولنصر الله ليقول دعونا نحتفظ بالأسلحة حتى نحرر شبعا. لاحقاً، سيقولون لنا دعونا نذهب من شبعا إلى القدس ربما.

ـ ساتلوف:

جاب فان ويسل. حسناً، إنه يقف تماماً في الوسط.

ـ جاب فان ويسل، تقرير القدس:

سؤال كبير وآخر صغير. السؤال الكبير هل توافق على إزاحة الرئيس الأسد في سورية. سيقول بعض الخبراء أن البديل لسورية سيكون أسوأ، وقد يكون حتى أسوأ من الحرب الأهلية في العراق، وربما يتسلم الإخوان المسلمون السلطة.

السؤال الصغير هو هل توافق على أن تجري محكمة الحريري في هاغو أم أنها يجب أن تكون في مكان آخر؟

ـ جنبلاط:

السؤال الأول: إنني لا أعتقد..

ـ ساتلوف:

هل هناك ما هو أسوأ من الأسد؟ إذا ما تخلصت من الأسد، هل سيكون البديل أسوأ؟

ـ جنبلاط:

لا، إنني لا أؤيد. إنني لا أؤيد وحسب. إذا كان من الملائم تدبير مساعدة للمعارضة السورية في داخل سورية، وإنني أقول المعارضة السورية ذات المصداقية خارج سورية، ببطء، ولكن بالتأكيد فإنني أعتقد أننا سنكون قادرين على الحصول على سورية جديدة، لكي لا نفكك الجيش السوري، لكي لا نفكك حزب البعث،  هم جزء من المجتمع السوري. وهم ليسوا سورية كلها. إن سورية محافظة. حسناً. ولكن ليست سورية بأكملها  وسورية إنني لا أرى هناك في سورية التوترات الطائفية في مكان ما أو، لنقل، التوترات المشتركة مثل العراق، ولكن ينبغي أن يتم ذلك بطريقة جيدة.

سأعطيكم مثالاً واحداً. لقد قام العديد من النواب ورجال الكونغرس بزيارة دمشق وهم يقولون إنه يتحدث إنجليزية فصيحة. إنه لطيف. إنهم يجدونه لطيفاً، ولكنني أتمنى.. واحد منهم.. لائتوس.. أخبره أنه كان متردداً حياله وقد قال ذلك بجرأة في عينيه، إنني أتمنى أنهم لو زاروا دمشق لتذكيره بالستة آلاف سجين سياسي في السجون السورية والكتاب البارزين والناشطين في حقوق الإنسان.. ميشيل كيلو، أنور البني، اللبواني، رياض سيف، ورياض يموت من السرطان، من سرطان البروستات وهو هناك. ابدؤوا هكذا، إن ذلك يذكرني كيف بدأ الأمر مع الاتحاد السوفييتي. لقد بدأ بحقوق الإنسان، وقد كان أحد الأسباب لانهيار الاتحاد السوفييتي لاحقاً. لقد بدأ بحقوق الإنسان.. هذه واحدة، ولكني لا أوافق على أن تنهار سورية وأنا لا أسعى من أجل انهيار سورية، ولكن عليكم أن تجدوا الإجابة ذات المصداقية، والمعارضة الملائمة في الداخل والخارج.

ماذا كان السؤال مرة أخرى؟

ـ ساتلوف:

هل تهتم ما إذا كانت في هاغو أو في مكان آخر؟

ـ جنبلاط:

أعتقد أن مجلس الأمن وجد مكاناً في نيذر لاند وليس في هاغو، بل قريباً من هاغو، ولكن السؤال الآن هو كيف نمول المحكمة، لقد تعهدت الولايات المتحدة بستة ملايين دولار، وفرنسا ساركوزي بستة ملايين، والحكومة اللبنانية بستة ملايين، ولكن علينا الحصول على المزيد من التعهد لثلاث سنوات على الأقل. إننا نحتاج 130 مليون دولار.

ـ ساتلوف:

في الأخير، روبرت رابيل ومن ثم اليمين في المقدمة.

ـ روبرت رابيل، جامعة فلوريدا أتلانتك:

سيد جنبلاط، إن لديك بعض التصريحات الضمنية، إنها تشبه التهديدات الضمنية التي ألقاها محمد رعد، وبطريقة ما فقد لوحظت مرة أخرى ليس إلا من قبل المر في أحداث قوات 14 آذار عندما أرادوا انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد، إن المعارضة تقوم بالتحضير لتدبير معين وإجراءات معينة ينبغي اتخاذها.

بلسان الحال، فإن المرء سيفهم بأن المعارضة، بقيادة حزب الله، تحضر لتولي الأمور والتي أعتقد أنها ستكون المحاولة الثانية للاستيلاء على بيروت وعلى قوات 14 آذار. ما هو موقفك تجاه هذا؟ وإذا ما حدثت هذه المحاولة للاستيلاء على لبنان لاحقاً، فماذا تتوقع من المجتمع الدولي؟ شكراً.

ـ جنبلاط:

عندما نتحدث عن المعارضة كما لو كنا نتحدث عن معارضة في بلد ديموقراطي متحضر كما لو كنا في الولايات المتحدة أو في فرنسا أو في سويسرا أو هولندا، أو لا أعرف أين. لم أر في حياتي معارضة بجيش مواز، بصواريخ، بجهاز أمني، بتمويل مستقل، بكل شيء. لم أر في حياتي معارضة حيث يستطيع المتحدث إغلاق البرلمان بشكل غير ديمقراطي ودستوري. لا أدري إذا كان من الممكن أن يحدث هذا هنا إذا ما قررت السيدة بيلوسي إغلاق البرلمان، والمجلس، إنني لا أعتقد ذلك. ولكن هذه ليست معارضة. إن هذه خدعة، خداع كلمات. فهذه ليست معارضة. نعم، إنهم يرحبون بالإطاحة بالحكومة لو استطاعوا، ببطء، ولكن بالتأكيد. نعم إن آلة القتل سوف تستمر. نعم، لاحقاً، عندما تقرأ كتب نصر الله  نعم، إنهم لا يبالون حول ما يدعى ديمقراطية لبنان، وتعددية لبنان، والتنوع في لبنان، إن لديهم شيئاً واحداً في رأسهم محدد تماماً. وهم يعملون على ذلك بطريقة طويلة الأمد، كيف يغيرون بنية لبنان بأكملها قدماً حتى الوقت الراهن.

نعم، إنهم يشترون الأرض في جنوب لبنان، والبقاع، وعندما تقول إنهم يشترون الأرض، ليس المواطنون البرجوازيون العاديون، المواطنون الشيعة. لا. إنهم يشترون الأرض للجهاد (Jihad Wilwida) مؤسسة إيرانية، ويركزون لاحقاً على المستوطنات بغية الإحاطة بجبل لبنان وبعد ذلك ربما ليصلوا جنوب لبنان بشماله . نعم، إنهم يستفيدون من توزيع السكان (الديموغرافي). لذا فإنها ليست مسألة معارضة في ظروف عادية.

لذا ما الذي نستطيع فعله؟ إننا لسوء الحظ لا نمتلك الأسلحة عينها. ليس لدينا الوسائل نفسها. إننا نسعى إلى تحقيق طموح اللبنانيين، المليون والنصف مليون الذين قالوا في ذلك اليوم لا للاحتلال السوري. نعم، سوف نثابر على ذلك، ولكننا لا نمتلك الوسائل نفسها. إننا لا نقف على قدم المساواة معهم، ولكن رغم كونهم أقوى، إلا أنهم حتى الآن، لم يكونوا قادرين على هزم إرادتنا. وسنرى خلال أسبوعين من الآن.

ـ مشارك:

وليد، هناك تقارير تشير إلا أن هناك اختلافات بينكم وبين كتلة الحريري، حول نوعية الرئيس الذي ستقبلون به كصيغة تسوية من أجل حل للخروج من هذه المسألة. هل تستطيع توضيح موقفك حول هذا، ما هو المدى الذي تتفق أو لا تتفق عليه مع سعد الحريري حول هذه المسألة. وبما، أن من الواضح، أنك تعرف لبنان بشكل أفضل من أي منا، هل بإمكانك أن تخبرنا عن السيناريو المرجح الذي ينبغي أن نقبل به في 14 تشرين الثاني؟ وفق قراءتك للوضع، آخذاً بعين الاعتبار أنه لم يتغير شيء أساسي، فما الذي ينبغي أن نتوقعه في 14 تشرين الثاني وما بعده؟ شكراً لك.

ـ جنبلاط:

لا يوجد هناك خلاف بيني وبين الحريري. إننا جبهة مؤلفة من قوى متنوعة. إننا نتشاور مع بعضنا، أنا، والحريري، وجعجع، والجميل والآخرين جميعاً، حسناً، ولكن إذا ما كان هناك بعض الإجماع في مكان ما، واعتقد شخص ما أن بإمكانه تحقيق تسوية، فإنني سوف أتحمل، هذا ما أخبرته به. ولكنني أخبرته كذلك وفعلت ذلك علناً، فإنني أتزعم جماعة برلمانية من سبعة عشر شخصاً، أحدهم قتل، لذا ستة عشر، بشكل دقيق، فإن من هؤلاء الستة عشر شخصاً، هناك ثلاثة أعضاء في حركة المستقبل، واليسار أناس مستقلون. لقد قلت إنني أترأسهم، إنني أستطيع أن آمرهم كما آمل، ماذا يتبقى، ستة أعضاء من الحزب.

إن هناك ستة أعضاء لا أربعة عشر. ستة أعضاء من حزبي، وإذا ما كان هناك حل وسط، فإنني لن أصوت من أجل رئيس حل وسط، لأنني لا أؤمن بالحل الوسط من أجل رئيس، ولأن الحل الوسط قد تم إقراره عندما لم نكن قادرين على الكلام، لإقناع نصر الله بنزع السلاح سلمياً والانخراط في التواجد تحت الراية اللبنانية وتحت أوامر الجيش اللبناني. لقد كنا نتناقش أثناء الحوار، ما يدعى بالاستراتيجية الدفاعية. لقد قال: انظروا، لدي جهازي الأمني الخاص، ولدي جيشي، دعونا نجد حلاً حيث نستطيع التنسيق ما بين حكومتكم وبيني. لقد قال ذلك بفظاظة. وبعد أسبوعين من ذلك دخل الحرب. إذا ما كان الحريري يشعر أن هذا جيد في سبيل البلاد، فإنه ملزم بالتوصل إلى حل وسط، وسأدعمه، ولكنني لن أصوت، ست أصوات في البرلمان من أصل (127) ليست شيئاً، ولكن من أجل التاريخ. وذلك لأنني عالق بحقيقة التصويت لعضو واحد من 14 آذار.

ـ ساتلوف:

نعم، سيد جنبلاط..

ـ جنبلاط:

لا أعرف. إننا نعيش يوماً بيوم. ليست لدي فكرة، ولكن القضية التي أثيرت حول مسألة حيادية الجيش، لم أحبها. إنني لن أحبها وحسب لأنني سمعت أيضاً عن إشاعات عن أن الفوضى المعززة الممكنة في وسط المدينة، في المدينة، ستطالب بتعديل ثان للدستور بحيث يأتي جنرال معين إلى السلطة. إن علي أن أذكر نفسي والناس بأن القرار 1559 وضع لأننا قبلنا بـ 1559. نعم، لقد قبلنا بـ 1559، ووجدنا صيغة حيث لا يوجد تحتها اختلاف أساسي بين 1559 وبين اتفاقية الطائف. لقد أدى القرار 5059 إلى قتل الحريري. لن نفعل ذلك مرة أخرى. وفي ذلك الوقت رفضنا تعديل الدستور، وأننا لن نذهب الآن مرة أخرى من أجل تعديل دستور الجيش. لا جيش.

ـ ساتلوف:

سيد جنبلاط، إذا ما كان لي أن أنهي بأن أطلب منك نوعاً من سؤال فكري كبير. في تعليقاتك الأخيرة في ملاحظاتك المجهزة، نظرت إلى الخلف قليلاً حول تطورك الخاص عن الكيفية التي توصلت بها إلى رؤاك الحالية. إنني أحب منك أن لا تنظر إلى الأمام القريب حول مستقبل لبنان. إنك تتزعم مجتمعاً غير نام. إن نصارى لبنان هم مجتمع غير نام. عندما تنظر إلى مستقبل بلادك، لا أعني 14 تشرين ثاني 2007، بل عقد أو عقدين من الآن، فما هو نوع لبنان الذي تراه سكانياً وسياسياً وثقافياً؟

ـ جنبلاط:

على الأرجح أن يبقى الاستقرار كما هو، وعلى الأرجح سيبقى الناس المثقفون من جميع المجتمعات، وليس النصارى فحسب، من جميع المجتمعات لأنني لا أرى شخصاً متمدناً كشيعي أو سني أو درزي أو مسيحي أو مهما كان يبقى في هذا الوضع. سيغادر. سيغادر وحسب. ولكن في حال كونهم جادين حيال خططهم بسبب الديموغرافيا وبسبب استراتيجية شراء الأراضي طويلة الأمد، إلخ.. حسناً، فإن هذا النموذج من ديمقراطية اتفاقية الطائف، والذي من المهم للغاية تذكر اتفاقية الطائف. فهي مرتكزة على تقسيم السلطة بين النصارى والمسلمين بغض النظر عن الديموغرافيا. لقد وقع هذا وأنهي في عام 1989. وفي حال أردتم إحياء الطائف، وكما يقولون هم فإنهم يريدون المزيد من السلطة لأن لديهم أسلحة، حسناً.. إن لديهم أسلحة. إنهم يقولون أن لديهم أسلحة، أنا أريد سلطة أكبر. حسناً، إن النخبة في المجتمع اللبناني ستختفي ولن يكون لبنان متنوعاً، وتعددياً وديمقراطياً بعد ذلك. سيكون مثل أي دولة عربية أخرى. حسناً، سيكون ذلك من سوء الحظ.

ـ ساتلوف:

سيداتي، سادتي، رجاء انضموا إليّ في شكر وطني لبناني شجاع.