مع المصور الصحفي بشار عدنان

المصور الصحفي بشار عدنان

بعد حصوله على الجائزة الفضية في التصوير

مصورو الموصل مهمّشون من قبل جمعية المصورين العراقيين في بغداد

وليد مال الله - العراق

[email protected]

بشار مصور فاشل أو هكذا يلقب نفسه عندما تلتقي به أول مرة، متواضع، مرح، لا تفارق الابتسامة محياه، يأسرك عندما تلتقي به، وعندما تجالسه تقول في سرك انك تعرفه منذ سنين طويلة.

من مواليد 1966، متعدد المواهب، متخصص بمسرح الطفل، خريج معهد الفنون الجميلة فرع الاخراج المسرحي لسنة 1990، والأول على دفعته بمسرحية (الاميرة والببغاء) التي كتبها كاطروحة لتخرجه من المعهد.

التقينا بهذا الفنان المبدع الذي ترك بصمة واضحة على جبين الفن العراقي ، لنخرج بهذا اللقاء الذي أدهشنا وهو يتلو سلسلة مشاركاته وأعماله الكثيرة في المسرح والتلفزيون وحتى في السينما، وعمله كمصور فوتوغرافي في أغلب الصحف الموصلية.

نشرت صوره الفوتوغرافية الكثير من الصحف الموصلية، العراقية والعربية بحيث أصبحت صوره على أغلفة الكثير من المجلات العراقية كـ (فنون وألف باء) اللتين كانتا تصدران في بغداد حتى عام 2003.

- عضو هيئة ادارية في جمعية المصورين العراقيين.

- عضو في اتحاد المصورين العرب.

- عضو نقابة الفنانيين العراقيين بصفة مخرج.

- عضو نقابة الصحفيين العراقيين.

- مصور خاص لممثلية اللجنة الاولمبية العراقية في نينوى.

- محاضر في النادي العلمي ومديرية شباب نينوى.

* بداياتك

- بداياتي كانت في المسرح في ثمانينيات القرن الماضي من خلال دار الفنون التابع للاتحاد العام لشباب العراق فرع الموصل قبل دخولي معهد الفنون الجميلة اذ شاركت في مسرحيات كانت تعرض في الدار كممثل، منها مسرحية (الزقاق المغلق) للمخرج طلال الحسيني. ولا بد ان أذكر ان المختصين في الدار كانوا يختارون آنذاك العناصر الموهوبة من طلاب المدارس ويصقلونها من خلال أساتذة متخصصين يدرّسون مواد الخط والرسم والموسيقى التي تشمل الانشاد والغناء والعزف ومنهم: خليل ابراهيم، كاظم الساهر كان يدرسنا مادة الانشاد، وبشير طه مدرس مادة الرسم. وأضاف ان من الشباب الذين برزوا في الدار (ميرفت حامد، عبدالله الأسمر، تحسين حداد، ومحمد زكي). بينما برز في فن الرسم (محمود ياسين، يقظان محمد، بلال بشير). وقد شارك الكثير منهم في مهرجانات عالمية. وكانت الدار تمنح شهادات لطلابها يفضلون بموجبها على أقرانهم في الدراسات العليا.

* مشاركاتك

- أنا المسرحي الوحيد المتخصص في مسرح الطفل في المدينة ولدي أكثر من 56 مسرحية عرضت على المسرح منها 18 مسرحية للاطفال شاركت فيها جميعها بدور البطولة، كما شاركت في مسرحيات عراقية أمثال ( مسرحية الملك لير)، (تجربة فقط)، (حوتة يامنحوتة) مع الفرقة القومية للتمثيل، (أحبك يا قلاش) وهي مسرحية شعبية، (شليلة وضائع راسها)، (انا أمك يا شاكر)، و(اللي يعيش بالحيلة).

وحصلت على جائزة أفضل ممثل في مسرح الاطفال عن مسرحية (علاء الدين والمصباح السحري) من اخراج موفق الطائي عام 1998 في كركوك. وحصلت ايضا على جائزة أفضل ممثل ثانوي في مسرحية (وظيفة على مستوى عالي).

اما في السينما فعملت في فلم (زمن الحب) للمخرج كارلو هارتيون وتمثيل بهجت الجبوري وآسيا كمال، فتعلمت التصوير بعد ان عملت مساعد لمصور لمدة سنة كاملة وفي أكثر من 1300 موقع في العراق. بدأت العمل في السينما كعامل (كلاكيت) الى ان تدرجت وأصبحت مساعد مصور فتعلمت حرفة التصوير وأساسه. كما شاركت في تصوير المهرجانات التي تشارك نقابة الفنانين العراقيين فيها، منها (مهرجان بابل) في كافة دوراته ومهرجان (المسرح) لعدة سنوات اضافة لمهرجان الحضر وعملي في الصحافة جعلني اعمل مع كافة المصورين فاكتسبت خبرة منهم.

ومن خلال المنظمات الجماهيرية دخلت التلفزيون فعشقت الكاميرا فبدأت العمل مع كبار المخرجين العراقيين كممثل ومساعد مصور، فشاركت مثلا في مسلسل (جحا) الذي عرض في التلفزيون ومسلسل (ملا عثمان الموصلّي) و (دار الزمان) وكثير من الاعمال الاخرى كمسلسل (الطلقة)، كما قدمت لتلفزيون نينوى برنامج (قوس قزح) للاطفال لمدة سنة ونصف ثم توقفت عن العمل بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها البلد. ومن خلال مشاركتي في الاعمال التلفزيونية كنت دائما قريب من الكاميرا وأتقنت حرفة التصوير والاخراج والعمل الفني اضافة الى دراستي الاخراج في معهد الفنون الجميلة وعلى يد اساتذة عرب في ذلك الوقت.

*ما هي الظروف التي جعلتك تلج الى التصوير الصحفي؟

- بعد تشكيل رابطة الصحفيين الشباب عام 1992، كانت جريدة الحدباء المتنفس الوحيد في  ذلك الوقت في الموصل، وكان يشرف علينا الأستاذين فوزي قاسم وعدنان شيت الذين فتحوا لنا مجال النشر في الصحف العراقية كافة. فكنت من المصورين الذين يعملون في تلك الصحف اضافة الى المصورين نور الدين حسين وياسين فرج. ومن خلال عملي مع جميع الصحفيين تعلمت كيفية التقاط الصورة الصحفية والصورة الرياضية. كما شاركت في عام 1993 في المسابقة التي أقامتها محافظة نينوى فحصلت في حينها على المرتبة الاولى في التصوير عن صورة لرجل ذو ملامح كردية وهو حامل حقيبته للدخول الى دار العجزة. ومن هنا بدأت مسيرتي في التصوير. ثم أصبحت رئيس رابطة المصورين الشباب في المحافظة في نفس السنة، بعد ذلك اختارني الزملاء المصورين عضو هيئة ادارية في جمعية المصورين عام 1994 ومنذ ذلك الوقت وانا مسؤول الاعلام في الهيئة.

* أهم الصحف التي عملت فيها لحد الآن؟

- قبل الاحتلال الامريكي للعراق عملت في صحف (نينوى، الحدباء، العراق، البعث الرياضي، الجمهورية، الرافدين، الزوراء، مجلة ألف باء، ومجلة فنون). ولايخفى على أهل المدينة ماحدث من فورة في اعداد الصحف المحلية بعد الاحتلال فعقدنا العزم أنا والصحفيون (علي محمود، عمار الدرزي، علاء عبد الوهاب، فارس أحمد، واحمد غصوب) على اعادة اصدار جريدة الحدباء ثم انسحبنا جميعنا من الجريدة بعد ان أصبحت حكومية تابعة للمحافظة، بعدها قررنا تأسيس جريدة خاصة بنا وعلى نفقتنا الخاصة وباعتمادنا على الاعلانات أصدرنا جريدة (نينوى) التي مازالت تصدر الى اليوم.

كما لا أنسى أن اذكر مشاركتي في تأسيس رابطة الصحفيين الشباب عام 1992 مع الزملاء (نوفل الراوي، يعرب السالم، رائدة حميد ومنال النحاس).

* هل أقمت معارض فوتوغرافية شخصية خلال سني حياتك المهنية؟

- أقمت قبل الاحتلال أكثر من معرض شخصي للصورة الفوتوغرافية:

 - معرض بمناسبة تأسيس جريدة نينوى.

- معرض بمناسبة احتفالية نقابة الصحفيين العراقيين فرع نينوى عام 1998.

-  معرض عن دور الشباب في المحافظة في عام 2000 شمل صور فوتوغرافية لكافة الرياضيين في مدينة الموصل.

- معرض عام 2003 افتتحه غانم اسماعيل نقيب الصحفيين العراقيين بمناسبة يوم الصحافة الذي أقامته ورعته جريدة نينوى آنذاك.

- معرض  للصور الفوتوغرافية عام 2007.

- استعد اليوم لاقامة معرض كبير عن الصور الرياضية والأحياء التراثية لمدينة الموصل في نيسان القادم على أرض جامعة الموصل.

*الأرشيف

- وثًقت لمدينة الموصل خاصة والعراق بشكل عام بصور فوتوغرافية كثيرة، اذ يحتوي أرشيفي اليوم على الكثير من الصور الفوتوغرافية لمدينة الموصل اذ يلجأ اليه الكثير من الباحثين والاختصاصيين والصحفيين في المدينة، كما وامتلك الكثير من الصور الفوتوغرافية لأغلب المواقع الأثرية الموصلية القديمة الآيلة للسقوط في منطقة الساعة وشارع النجفي، وموقع قره سراي(باشطابيا) قبل أن تفقد معظم معالمها وكذلك كثير من صور التماثيل التي فقدت بعد الاحتلال. بالاضافة الى انني امتلك أرشيف كبير لصور الأدباء والفنانين العراقيين أمثال كاظم الساهر وبهجت الجبوري وزهير محمد وقاسم الملاك وغيرهم، وصور كثير من أبطال العراق الرياضيين كـ(هوار وعماد محمد) والمنتخبات الرياضية.

* لديك معارض عالمية؟

- شاركت في تسعينيات القرن الماضي في معرض نيسان الدولي ومعرض بغداد الدولي بكافة سنواته منذ عام 1993 وحتى عام 2002 بصور فوتوغرافية، كما شاركت عام 2003 في المسابقة الدولية في معرض (الصور الحرة) في بغداد.

* من خلال هذه المعارض والمسابقات هل نلت جوائز تقديرية؟

- نلت الكثير من شهادات الدبلوم العالية كما حصلت على عدة جوائز تقديرية منها الجائزة الثانية عن المسابقة الدولية للصورة الصحفية، بالاضافة الى انني حصلت على الجائزة الفضية للصورة الصحفية في المانيا في مسابقة المعرض العربي الأوربي الثالث.

لاحظنا ان  أغلب صورك الفوتوغرافية تخص الاطفال فما السر وراء ذلك؟

- أولاً لان حركة الطفل عفوية فلا يفتعل الحركة، والسبب الآخر هو انني محروم من الاطفال بعد زواج دام أكثر من أربع عشرة سنة فأحاول ان انقل مشاعري من خلال حركة الطفل.

* ماذا عن رابطة (ابن الهيثم)؟

- كان هذا عام 2005 بعد دخول الانترنت الى العراق، وبعد التهميش الذي لاحظناه من جانب جمعية المصورين في بغداد قررنا نحن جماعة من المصورين في المدينة (بهجت درسون، أنور الدرويش، طارق الشبلي وأنا) تشكيل رابطة سميناها (ابن الهيثم) شاركنا بموجبها في معارض ومسابقات عربية وعالمية، فكانت لنا مشاركات في (قطر، الاردن، فينيسيا، المانيا، ايطاليا)، اذ حصل فيها أعضاء الرابطة على جوائز عديدة منها حصول الزميل بهجت درسون على المرتبة الاولى في الصورة الفوتوغرافية في المانيا عام 2005 عن محور (الانسان والعمل) وحصول الفنانين أنور الدرويش ونور الدين حسين وبهجت درسون على أفضل جماعة شاركت عام 2005 في المسابقة العالمية للتصوير الضوئي في مدينة فينيسيا. كما حصل الفنان طارق الشبلي على الجائزة الذهبية للصورة الصحفية في المانيا.

* هل حصلت على دعم من مؤسسات حكومية، أم هل تبناك أحد؟

- بصراحة لم أحصل على دعم من المسؤولين في المحافظة سوى دعم الدكتور خالد محمود رئيس اللجنة الاولمبية العراقية في نينوى.

* ما هي المشاكل التي تواجهك في عملك كمصور في المدينة اليوم؟

- معاناتي كبيرة اليوم اذ انني لم أعد استطيع حمل كامرتي بحرية في المدينة بعد الاحتلال الامريكي كما لا أستطيع أن التقط أي صورة بسبب التهديدات الأمنية. بالاضافة الى انني أعاني من سوء فهم أغلب المواطنين بعملي في المدينة كمصور والذي يخدم المصلحة العامة، اضافة الى كثرة التعقيدات في الحصول على موافقات أمنية من أجل التقاط صورة في المدينة قد تكون لمناطق آثارية في المدينة.

* الطموح

طموحي ان أنقل معاناة بلدي الى العالم كما أتمنى أن تكون في محافظة نينوى مؤسسة تعنى بالأطفال كما كان يعنى بهم من قبل دار الفنون في ثمانينيات القرن المنصرم لانهم أمل المستقبل.