1- س من الدكتور عبد الفتاح أفكوح وج من فريد البيدق

الأدب الإسلامي .. حوارات

س1: ما الذي يعنيه الأدب الإسلامي بالنسبة إليك؟ وما الذي يدل عليه في رأيك؟

ج2: الأدب شكل ومحتوى، وهو من حيث الشكل يشتهر عنه أنه لا يختلف؛ فهو آلة ووعاء، وهو بهذا الاعتبار محايد يصلح لأي استعمال. وهو من حيث المحتوى ينحاز إلى ما يكسبه اسمه من أجناس وموضوعات.

والأدب الإسلامي من حيث الشكل قد لا يختلف عن غيره، أما من حيث الموضوع فلا بد أن يختلف.

كيف؟

إن الصبغة الإسلامية تأتيه من الموضوع الذي ينبغي أن يحمل خصائص الإسلام الصحيحة وقيمه السديدة.

وله صورتان لمستهما تتمثلان في البعد التاريخي الإسلامي، والبعد الإسلامي المعاصر من رواية حكايات اضطهاد الأنظمة الحاكمة للمسلمين النشطين.

والصورة الثالثة التي تستلهم الواقع ولحظاته لم تظهر الظهور الذي يضمن لها انتشارا يجعل منها ظاهرة تنافس الموجود في الأدب الآخر غير الإسلامي موضوعا وإن أنتجه مسلمون.

س2: هل الأدب الإسلامي ظاهرة ثقافية عابرة؟ أم أن هذا اللون من الأدب ذو أصل ثابت، وذو جذور عتيقة؟

ج2: إذا أخذنا الشكل فالأدب الإسلامي حديث حداثة هذه الأشكال التي دخلت ديار الإسلام من الغرب، وإذا أخذنا المحتوى فالقص خصيصة إنسانية لا تفارق الإنسان مهما كان زمنه ومهما كانت عقيدته.

ويدور حديث من يثبت وجود القص في التاريخ الإسلامي حول المقامات، وينفي ذلك من يعارض لاختلاف سمات الشكل والمضمون.

والأمر في حاجة إلى بحوث استقرائية تتقصى ذلك في الموجود المبثوث في تضاعيف كتب العلوم المختلفة، فالمعهود أن الغوص في إنتاج التراث ينتج دررا لا يعرفها من يأخذه الانشغال بالمعطى الآني من الغرب.

س3: كيف ترى صفة الأديب الذي يكتب الأدب الإسلامي؟ هل هو أديب مسلم أم أديب إسلامي؟

ج3: إذا كنت تقصد بالإسلامي ما ينتمي إلى الإسلام ولو لم يكن الأديب مسلما كما قال الإمام محمد عبده عندما ذهب إلى أوروبا: وجدت إسلاما بلا مسلمين- فكلامك صحيح؛ فلا يشترط أن يكون الأدب الإسلامي من إنتاج أديب مسلم .

لماذا؟

لأنه أدب محتوى، فكل من اقتنع بهذا المحتوى وأبرزه بضوابطه في إنتاجه فأدبه أدب إسلامي. ونحن نرى أغلب الأدباء المسلمين ينتجون أدبا اشتراكيا أو يساريا أو غيره مما يقتنعون به منهجا لحيواتهم، ويصدق عليهم القولة الأخرى من كلمة الإمام محمد عبده عندما عاد من أوروبا: وجدت مسلمين بلا إسلام.

س4: أثمة صلة مميزة بين الأدب العربي والأدب الإسلامي؟

ج4: يحتمل ذلك لو راعينا التاريخ السياسي الذي يقسم وفقه الأدب العربي تعليميا، أما إذا راعينا الموضوع فلا كما جاء في السؤال السابق.

س5: حسب اعتقادك هل يجسد الأدب الإسلامي جسرا ممتدا بين الأدب والإسلام؟ ثم ما جوهر العلاقة القائمة بينهما؟

ج5: بحثت عن القواعد الفقهية الحاكمة لهذا الفرع من السلوك الإبداعي وهو الأدب عموما، لكنني لم أجد شيئا شافيا إلى الآن! وودت لو انشغل الفقهاء ببيان موقف الإسلام منه كنازلة من النوازل كما كت بعضهم عن التمثيل مثل الشيخ الدكتور بكر أبو زيد. أما بالنسبة للأدب الإسلامي فهو وسيلة إلى الإسلام باحتواء مضامينه، والعلاقة بينهما علاقة محتوى بوعاء.

س6: ما الذي تراه في شأن رسالة الأديب المسلم؟

ج6: عرض الإسلام صحيحا عرضا أدبيا بعيدا عن عبثية الفن للفن؛ فالحاكم على كل السلوك البشري لدى المسلم هو الإسلام وليس شيئا آخر.

س7: كيف تنظر اليوم إلى حال الأدب الإسلامي مقارنة بحاله في الماضي؟

ج7: النظرة اليوم مشرقة مفاضلة بالماضي، ويزداد الإشراق إذا نظرنا إلى المستقبل.

لماذا؟

لأن المساحة الإسلامية بدأت تزداد، وبدأ الأمر يخرج شيئا ما من أيدي العلمانيين والملحدين المسيطرين على منافذ النشر. وستزداد هذه المساحات مما يؤدي إلى البروز والبلورة، وسيؤدي البروز إلى زيادة في عدد الأدباء المنتجين للأدب الإسلامي مسايرة للشائع المنتشر.

س8: ما هو في رأيك الجنس الأدبي الذي ينفرد بالحظ الأكبر من الأدب الإسلامي المعاصر؟

ج8: كل الأجناس من رواية وقصة قصيرة وأقصوصة ومسرحية؛ فهناك نهضة.

س9: هل ثمة من إضافات نوعية للأدب الإسلامي قصب السبق فيها؟

ج9: الإضافة الرئيسة تتمثل في المحتوى، وقد يؤدي ذلك بتوالي النشر وتراكمه إلى تغيير في الشكل والسمات الفنية المتبعة في الأجناس الأدبية.

وسوم: العدد 754