عفرين

الشيخ حسن عبد الحميد

عفرين قبل أن تصل إليها تمر بصوران إعزاز ، وفي الطريق تمر على تل رفعت وقد أجلي عنها أصحابها بفضل الكردي صالح مسلم وليس بصالح ولا مسلم ؟ 

عفرين بلد يشتعل بالنار وهي جزء من وطن جريح وتقولون هواك مع من ؟ 

لقد سأل والدي رحمه الله أيام الشيشكلي الكردي الحموي ، وقد أجرى انتخابات هي مسخرة في مسخرة 

سأل والدي رحمه الله هذا البدوي البسيط لمن سنتخب ؟ 

قال على الفور : الشيشكلي ! 

قال أبي لِم ؟ 

قال : ينطيا طحين ! 

أنا من بلد هجرني زوار الفجر ١٨ عاما بالصرماي ، أما هواي أنا فهو مع مؤذن استنابول هكذا اسميه وأنا في أرض الرباط لأني مرابط إن شاء الله .

عفرين مغتصبة من قبل عصابات قنديل والنصيرية ، يخطفون البنات الأطفال ويجندوهم ، إضافة إلى  ظلم وحدات حماية الشعب والعصابات الإرهابية وتواطئها مع النظام وحكم الناس بالحديد والنار ، وكم الأفواه وسجن الأحرار ، ففر من بطشهم عشرات الآلاف إلى تركيا 

- عينت فيها عندما تخرجت من كلية الشريعة الدمشقية سنة ٦١ التي صارت اليوم قلعة بعثية وثكنة مخابراتية 

في الطريق إلى عفرين أول محطة تمر بها هي مصيف كفر جنة وهي منتزه عالمي يتحدى الريفييرا في أوربا 

وتمر في الطريق على شلالات ميدانكي فتقول سبحان الخالق 

وصلنا عفرين وهذا النهر الأسود يمر بها ، وهي مدينة الزيتون الفاخر وزيتها يتحدى الزيت الإسباني 

كنا في الثانوية ١٥ مدرسا ١١ مصري وأربعة سوريين ، وصدق من قال : أردناها وحدة وأرادوها مزرعة ؟

- في عفرين منتزهات منها عين دارة التي غرق في مياهها ابن بلدنا الدلاتي ، وعلى جبالها الشاهقة تقع الباسوطة 

مصيف يتحدى سوتشي وغيرها .

 كان مدير الثانوية حموي ذو شهامة قال لي : جاءني تقرير أنك توزع كتب سيد قطب على الطلاب ، قلت نعم ولي الفخر فأنا في منطقة كردية وكتب سيد رحمه الله قمة في البيان العربي خاصة كتابه الإسلام والرأسمالية ، قال المدير : أنصحك خفف نشاطك 

دخلنا الصف مرة ورأيت الآذن الكردي حريص على سماع درسي فأخذت كتاب القراءة واخترت منه نصا أدبيا لقائد العروبة البطل الأسمر ، يبدأ النص الأدبي بالعامية : عايزين إيه و كده برضوا ، وشرحت النص الأدبي مستفيدا من بوق الناصرية حسنين هيكل ! 

وأعجب الآذن المكلف بمراقبتي وكتب فيّ تقرير هذا المعلم ناصري قح ! 

زرنا في أيامنا في عفرين جندريرس والحمامات التركية وكان معي مدرس العربية من حماة وأستاذ العلوم من حلب جبر ربنا بخاطرها 

وجاءنا رمضان المبارك فاستأذنت القائم مقام أن أدرس في الجامع الكبير فوافق مرحبا ، اتفقت مع معقب دعاوي يجيد العربية أدرس أنا بالعربية وهو يترجم إلى الكردية ، وبعد رمضان ألقيت في المركز الثقافي محاضرة حضرها آلاف الأكراد ، وكنت أتذكر أن الحضارمة العرب في ماليزيا هم من نشر اللغة العربية في شعب ماليزيا  .

مرحبا بأيام عفرين ، كان الفران الأرمني يصنع لنا معروكا لا مثيل له ، وكما قلت كنا المعلمين الأربعة من السوريين نضبط لساننا ولو عند المزاح فالزملاء المصريون على صلة بالمحلق الثقافي أبو درة ، وكنا نعيش في رعب من زوار الفجر في سوريا.

 قلت لأحد المدرسين وكان يلبس خاتم ذهب كبير في أصبعه قلت له : هذا حرام ، فتح عيينه وحملق وقال : دا حرام ، دا حرام ، دا أنت رجعي فظيع ! 

ولا زلت رجعيا ، وياحبذا رجعية إلى هدي محمد وتعاليم محمد عليه الصلاة والسلام 

سلام عليك عفرين قبضت فيك أول معاش وأنظف راتب ،  زارني فيك سيدي الوالد رحمه الله وهو حافظ متقنن لكتاب الله ، وهو الذي غرسني في مدرسة خسرو باشا بحلب فلا يستغرب أن يكون هواي مع حفيده مؤذن اسنتابول .

اسأل الله أن يرد إخوتنا الأكراد الشرفاء إلى ديارهم بعد تنظيفها من العصابات الإجرامية والمجوسية والشيوعية الحمراء 

الله اسأل لي ولكم عيشا طيبا في ظلال طاعة الرحمن لنفوز إن شاء الله بروضات الجنان ، مع محمد وصحبه عليه الصلاة والسلام

فرجك ياقدير  .

وسوم: العدد 760