العَالَمِيَّةُ ..والعُوْلَمَةُ إلى أينْ ..؟

د. حامد بن أحمد الرفاعي

مِنْ مآسي الاشتراكيَّةِ..إلى كوارث العُولَمَةِ

مِنْ حَمَاقةِ قَهْرِ المَادَةِ..إلى حَمَاقَاتِ قَهْرِ الإنْسَانِ

العُولمَةُ من العَلمَمَةِ أو الكونَنَةِ أو الأنْسَنَةِ..بمعنى تعميم أثر أمر ما ليكون عالمياناً أو إنسانياً..والعالميَّةُ بمعنى التحول بالثقافة البشريّةِ من القومية إلى الإنسانيَّةِ..ومن الإقليميَّةِ إلى الكونيَّةِ..لهي نقلة ثقافيَّة وفكريَّة حميدة مطلوبة ومرغوبة..فالعالميَّةُ والعولمَةُ أمران متكاملان ومتلازمان..ينسجمان مع مهمة التكليف الربَّاني للإنسان بعمارة الأرض والكون وإقامة الحياة..فالعالميَّة العادلة والعولمةُ الراشدة والتكامل بين مهمة المادة ومهمة الإنسان في عمارة الكون وإقامة الحياة..هما السبيل الأصلح لإشادة حضارةٍ بشريَّةٍ راشدة..ويوم ينتاب هذه المعادة المتوازنة بين العالمية والعولمة خلل..ينحرف السير البشريّ عن مساره الراشد ليدخل في حماقات وفوضى وكوارث..وقد حصل مثل هذا الخلل لمَّا سلكت المَاركسيَّة الاشتراكيَّة هذا المنحى الخطير..فقررت شعارها الأحمق(قهر المادة) وأبحرت في متاهات هذه الحماقة..فانتصرت المادة وهُزِم من أراد قهرها..وتهاوت أصنامهم واندثرت حماقاتهم..وها هي البشريَّة اليوم تواجه عولمة الريبورت (الجسد الآلي) لتمارس حماقة من نوع جديد..تقوم على شعار (قهر الإنسان) لتعطله وتعزله عن الحياة..وتحوله إلى مجرد دُميَّة مُسْتَهَلِكة فحسب..وبكل تأكيد فإنَّها ستواجه ذات المصير الذي انتهت إليه حماقات الماركسيَّة فستنهار ولسوف تندثر..وبعد ما الحل وكيف نواجه هذه الحماقات الآخذة بالتنامي والاستفحال ..؟؟؟لا سبيل أمام البشريَّةِ إلا أن تعمل بجد ومسؤولية على إقامة توازن دقيق ومنضبط بين عالمية عادلة وعولمة راشدة..أمَّا كيف وما هي معايير الرشد..؟؟؟ فهذا هو التحدي الكبير الذي ينبغي أن يكون موضع اهتمام جاد من عقلاء وحكماء العالم..والأمة العربيَّة والإسلاميَّة وقد كرَّمها ربُّها فَبوَّأَهَا مواقع الوسطيَّة بين الأمم..وشرَّفَّها فجعلها خير أمة أخرجت للنَّاس..وعظَّمَ من أمرها فَكلّفها بمهمة الشهود الحضاري على العالمين..لهي الأجدر بأن تبادر لتقدم الأنموذج العملي الميداني المتوازن بين العالميَّة العادلة والعولمة الراشدة..ومن أراد الاسترشاد في هذا الصدد فليراجع كتاب سمو الأمير خالد الفيصل- سلمه الله تعالى القيم:(إنْ لَم...فَمَنْ ..!!؟).

وسوم: العدد 761