أيُّ أمٍ هَذه ..؟؟؟

د. حامد بن أحمد الرفاعي

يحتفل العالم اليوم بما يسمى (يوم الأم ..!) وأي أم هذه التي يحتفل الناس بيومها..؟أهي التي في غياهب السجون..؟أم هي التي يُنتهكُ عرضها وتهان كرامتها..؟ أم هي التي تسحق عظامها وأطفالها..؟أم هي التي تجوّع وطفلها يلوك ثدييها فلا يجد إلا طعم الموت والهلاك..؟أم هي التي يُدمَّرُ مسكنُها فوق رأسها وأطفالها فلا يبقى لها من يذكرها ويحتفل ويقدس أمومتها..؟أي أم هذه التي تحتفلون بيومها..؟ أين هي..؟دلونا عليها وبأي بلد تعيش لنحج إليها ونقبل أقدامها..؟؟؟ أحقاً الأم موجودة اليوم يا قوم..؟ حتى إن وجدت هل هي على ما أراد لها ربها من العزة والكرامة والتبجيل..؟بكل تأكيد إن حالة تعظيم وتقديس الأم لمن النوادر التي تكاد لا تبين..ومن العجب العجاب أن تفتقد المرأة أماً وابنة وأختاً وزوجة وعمة وخالة وجدة وحفيدة عزتها وكرامتها في بلاد المسلمين..والإسلام يعلِّم المسلمين قائلاً:"وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "والرسول يدلهم ويرشدهم إلى السبيل الآمن إلى الجنة فيقول:"الجنة تحت أقدام الأمهات"ويؤكد أولوية احترامها وتبجيلها فيقول لمن جاء يسأله:"يا رسول الله من احق الناس بصحبتي ورعايتي ..؟ فقال الرسول:امك..قال:ثم من..؟ فقال الرسول:أمك..قال:ثم من..؟ فقال الرسول:أمك..قال:ثم من؟؟؟!!!فقال الرسول :ابوك"وبعد..أيصح مع هذا الإجلال والتكريم والتقديس لشأن الأم..؟أن تبقى المرأة في ديار الإسلام تهان وتنتهك حرماتها وتهمش لدرجة الإذلال والامتهان..؟؟؟!!!

أما في غير بلاد المسلمين..فشأن المرأة لمخزي ومخجل..فهي في شر كبير وبلاء مستطير..وفي حالة تُكذِّب وتسفِّه كل ما تجعجع به ثقافتهم ومواثيقهم وشعاراتهم..أجل إن المرأة اليوم في خطر تحتاج لإنقاذ وليس إلى أعياد كذوبة مزيَّفة..تغطي عورات المسلك البشري المجرم بحقها.

وسوم: العدد 765