تدمر.. حدثني السجين والسجان، نصف قرن في "خَوْفِستان"

الذين شاهدوا فلم الجزيرة الوثائقي عن تدمر فريقان، أولهما لم يجد فيه إضافة ذات شأن لما يعرفه أصلاً عن فظائع وأهوال باستيل سوريا الرهيب، والثاني تساءل بدهشة: أكان هذا كله في سوريا وأنتم صامتون؟ كيف عشتم في الخوف والذل والعذاب كل هاتيك السنين؟

فأما الأولون فإنهم نشؤوا في "مملكة الخوف" وعاشوا في القهر والاستعباد زماناً فعرفوا النظام على حقيقته، عرفوه كما لم يعرفه من أهل الأرض أحد، وصبروا حتى يئس الصبر من صبرهم، فانتفضوا ذات يوم وعزموا على إنهاء هذا الكابوس الثقيل الطويل بأي ثمن، قرروا أن لا يستمرا بالتناسل في مملكة الخوف، أقسموا أن لا يولد لهم في العبودية والقهر والاستبداد أولاد وأحفاد، فثَمّ كانت ثورة سوريا المجيدة، أعظم ثورات العصر الحاضر، ولعلها أعظم ثورات التاريخ.

وأما الآخرون فإنهم لما سمعوا ما سمعوه وشاهدوا ما شاهدوه قالوا: الآن عرفنا لماذا ثار السوريون. ليس غريباً أنهم ثاروا قبل سبع سنين، الغريب أنهم لم يثوروا قبل ثلاثين سنة وأربعين وخمسين!( مجاهد ديرانية)

وسوم: العدد 773