إلفُ الأشياء ، يُذهب الدهشة منها ، فتحلّ محلّها الغفلة ! والثوراتُ تحتاج إلى دهشة دائمة !

حين قامت الثورة السورية ، دَهشت الكثيرين ، منها ، فأعجِبوا ببطولاتها ، وتعاطفوا مع مآسيها ! وحين طالت ، حلّت الغفلة ، في العقول ، وقلّ التعاطف ، وقلّ الدعم ، بالتالي! وزاد الطينَ بلّة ، سلوكاتُ بعض المنحرفين والمتسلقين ، من عسكر، يحملون السلاح ، ومن ساسة ، يعتلون المنابر الدولية ! وتحوّل التعاطف ، لدى بعض الناس ، إلى استنكار، ثمّ إلى تبرّم ،  ثمّ إلى مَقت للمنحرفين ، انسحب على الثورة ، عامّة !  

مَلعبُ السياسة ، اختفت منه ، الأحزابُ/اللعَب ، وبقي اللاعبون ، يَلعبون ، ضدّ أمّتنا، بوجوههم الصريحة ، يخدمهم أفرادٌ دُمَى !

كانت الحروب ، طوال عقود ، عدّة ، تمارَس بالوكالة : القوى الخارجية ، توظّف دُماها السياسية والعسكرية ، للعبث بمقدّرات الأمّة ، وتدمير طاقاتها !

 أمّا اللعِبُ ، اليوم ، فيجري ، على المكشوف ، في بلادنا : ضربٌ بالصواريخ الباليستية ، بعيدة المَدى ، وضربٌ بالبوارج البحرية ، المتمركزة على مقربة منّا !

لم تعدْ حروبُ الوكالة ، كافية ، عبرَ الوكلاء ، فنزلت القوى الدولية ، بأسلحتها ، إلى الساحة، وبدأت تضرب ، بأسمائها الصريحة ، حيناً ، وتتّكئ ، على عملائها ، حيناً آخر:

 إيران تتّكئ ، على ميليشباتها الرافضية المتنوّعة ، فتضرب ، هي ، والميليشيات !

روسيا تتّكئ ، على النظام السوري ، فتضرب ، وتعلّمه كيف يَضرب !

أمريكا تتّكيء ، على عملائها من ميليشيات الكرد ، فتضرب ، وتوجّه عملاءها ، كيف يضربون، وأين !

وهذا ، كله ، عن العملاء المعروفين ، المكشوفين !

أمّا العملاء السرّيون ، المصنّعون في أقبية المخابرات ، فالأمر، فيهم ، أخطر وأخبث :

 القوى الدولية المذكورة ، كلها ، لها عملاء سرّيون ، من المحسوبين ، على ثورة شعبنا ، توجّههم ، عبرَ ضبّاط مخابراتها ، أو مخابرات عملائها ، من الدول الصغيرة ، للعمل ، في الساحة : تقدّموا هنا.. اضربوا هناك .. انسحبوا من هذه البقعة .. احذروا الاقتراب من هذه المدينة.. وهكذا !

وبعضُ هؤلاء العملاء ، محسوبون ، على الحاضنة الشعبية ، للثوّار! فهم يوجَّهون ، نحو مهمّات خاصّة ، من أهمّها : إثارة اليأس ، في صفوف الشعب ، والتشكيك ببعض قادة الثورة ، لتنفير الناس منهم ، وإقناعُ بعض وجهاء القرى والأحياء ، بضرورة التنسيق ، مع النظام وحلفائه ، لطرد الثوار، من المناطق التي يقاتلون فيها ، وتهجيرهم ، مع أسَرهم ، وسائر المدنيين ، إلى مناطق آمنة ، مثل إدلب ، وغيرها !

وقد صارت هذه الاختراقات الأمنية ، سلاحاً فعّالاً ، من أمضى أسلحة الأعداء ، جميعاً ، ضدّ شعبنا ! وتبقى البراءة والغفلة ، وحسن الظنّ ، من قِبل بعض السذّج ، ببعض العملاء .. تبقى ، كلّها ، عناصرَ أساسية ، من عناصر الصراع ،  ضدّ الشعب المغلوب ، وثورته المباركة !

وحسبنا الله ونعم الوكيل !

وسوم: العدد 778