نهاية الطغيان.. من قصص القرآن

كان واضحا أن فرعون لن يؤمن لموسى.

ولن يكف عن تعذيبه لبني إسرائيل، ولن يكف عن 

استخفافه بقومه. هنالك دعا موسى وهارون على فرعون 

لم يكن قد آمن مع موسى الا فريق من قومه. فانتهى الأمر، وأوحي إلى موسى أن يخرج من مصر مع بني إسرائيل. وأن يكور رحيلهم ليلا، بعد تدبير وتنظيم لأمرالرحيل. 

تحت جنح الظلام

وفي ليلة من ليالي الله تعالى صادفت يوم العاشر من محرم وبوحي من الله تعالى لموسى خرج الالاف من بني اسرائيل رجالا ونساءا واطفالا وشيوخا ويمموا وجههم صوب البحر.

في هذه الاثناء انتشرت الاخبار 

ان موسى وقومه خرجوا من مصر فثارت ثائرة الطغاة

وارسل فرعون على وجه السرعة من يحشر له الناس ..

((ان هولاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائظون وانا لجميع حاذرون ))

هكذا تمت التعبئة الفرعونية لجنود الباطل .. 

دعونا نقف على ساحل البحر الاحمر لنرى المنظر ..

مع ساعات الفجر الاولى 

وصل بني اسرائيل ساحل البحر وفي هذه الاثناء كان جند فرعون قد اقتربوا منهم يريدون اللحاق بهم وعند شاطئ البحر توقف بني اسرائيل في مشهد من الابتلاء فهذا البحر من امامهم وذلك فرعون وجنوده خلفهم يريدون استئصالهم .. 

لحظات تخلع القلوب وبلغت قلوبهم حناجرهم ..

{ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} , هكذا تملك الخوف قلوبهم فقالوا (انا لمدركون ).

ولكن المؤمن يعلم يقينا

ان الله تعالى معه فلا يمكن ان ينفد الا امر الله وبثقة مطلقة وقلب مؤمن خرجت تلك الكلمات من فم موسى عليه السلام 

(قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) .

تصور البحر امامه والعدو وراءه ولا خيار آخر ولا بديل , 

كل المؤشرات الارضية تشير الى هلاك بني اسرئيل ولكن المؤشرات السماوية كان لها رأي آخر .

كان موسى متيقنا ان هناك حل 

مع غياب الاسباب وفعلا تدخلت الارادة الالهية فنزل الوحي (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ )

وعلى بركة الله وبقوته ضرب موسى

البحر الاحمر بعصاه فأذا بالبحر ينفلق الى اثنا عشر طريقا بين كل طريق وطريق جبل من الماء كالطود العظيم . لم يصدق بني اسرائي ما يحدث ولكن حصل هذا امام اعين بني اسرائيل والوقت ليس وقت جدال وهكذا سلك كل قوم منهم طريقهم طريقا يابسا سالكا حتى وصولوا الجانب الاخر .

واوحي اليه مرة آخرى ان اترك البحر على حاله فهناك مهمة آخرى للبحر .

هذا المشهد المهيب جرى امام فرعون

وقومه ورأوا انشقاق البحر بأم اعينهم في معجزة لا يمكن ان تكون من صنع البشر . ولكن الحقد والكبر أعمى قلوبهم وعيونهم فأتبعوهم ودخلوا في البحر وهنا كانت النهاية المتحققة ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )

وهكذا تحقق وعد الله فأنتهت اسطورة الفراعنة ومعها اسدل الستار على قصة من قصص الطغيان في الارض .

********

ما أود قوله في نهاية القصة ..

هل ترون فراعنة الارض اليوم ماذا فعلوا بالناس ؟

كونوا على يقين ان قوتهم هذه وجبروتهم وطغيانهم 

وكفرهم لن يقدح في ملك الله شيئا ولكن الله تعالى يريد

ان يبتلي الناس فيميز الطيب من الخبيث حتى اذا جاءت ساعة النهاية لن ترى لهم صرحا ولن تسمع لهم ركزا.

( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس. )

وسوم: العدد 792