هل يغضب زوجك إذا كسرتِ شيئاً ؟

د. محمد رشيد العويِّد

نحن – معاشر الرجال – كثيرو اللوم ، وأكثر من نلومهم زوجاتنا ، يقول أحدنا لزوجته : لماذا فعلتِ كذا ؟ لو عملتِ بما قلت لكِ ما حدث ما حدث ! ما أكثر ما تكسرين وتخرّبين !

ولنقف عند الأخيرة ؛ أعني لومنا زوجاتنا على كسرهن أواني المطبخ ، أو اللوحات الثمينة ، أو الأجهزة الكهربائية ، أو غير هذه وتلك مما في البيت .

هناك من الزوجات من يتملكها الخوف ، من غضب زوجها الشديد ، إذا علم بكسرها إناءً أو إعطابها جهازاً ، فتجدها تخفي ما انكسر حتى لا يراه ؛ مؤجلة بهذا غضبه وقتاً من الزمان ، علّ ساعة يكون فيها منشرح الصدر ، رائق البال ، فتخبره بما كان .

ومن الزوجات من تسعى إلى شراء آنية أخرى مشابهة للآنية المكسورة ؛ لتستعملها بـدلا منها ، فلا يكتشف زوجها ما انكسر ، وتتفادى بهذا غضبه ونقمته .

وقد لا تكون هي التي كسرت ما انكسر ، أو أعطبت ما انعطب ، إنما واحد من أولادها ، فتلجأ أيضاً إلى تأجيل معرفة زوجها ما أمكن ، أو تشتري بديلاً لما انعطب أو انكسر ، أو تتولى هي الدفاع عن أولادها ، وتبرير الإهمال الذي أدى إلى ما أدى ، أو تنسبه إلى نفسها ، متحملة غضب زوجها ، حمايةً لأولادها .

هل عالج الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الذي يكون من الأزواج حين يعلمون بما انكسر أو انعطب ؟

قال عليه الصلاة والسلام ، (( لا تضربـوا إماءكم على كسر إنائكم ، فإن لها آجالاً كآجال الناس )) رواه أبو نعيم والطبراني .

ما أجمل هذا وما أحسنه !

إذا كنّا قد نُهينا عن لطم الخدود ، وشق الجيوب ، والصراخ والعويل ، حين نفقد عزيـزاً علينا ، لأن أجله لا يتقدم ساعة ولا يتأخر ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا في هذا الحديث أن للآنية آجالاً أيضاً كآجال الناس ، ومن ثم فليس لنا أن نضرب أو نلوم أو نغضب .

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن ضرب الإماء ( الخدم ) فالزوجات والأبناء أقرب وأولى في النهي عن ضربهم أو لومهم أو توبيخهم .

فلنحرص – معاشر الرجال – على الحلم في تلقي أخبار كسر الآنية وخراب الأجهزة ، متذكرين أن لها آجالاً كآجال الناس .

ولنتأمل في ما يحمله هذا الحديث النبوي من رفق بالزوجات والأبناء والخدم ، ومن تخفيف عنهم ، وتلطف بهم .

وسوم: العدد 793