تأليف القلوب : أساس وحدة الصفّ ، لكلّ تجمّع بشري !

كلّ مجموعة بشرية ، ممزّقة مبعثرة .. متعادية ، فيما بينها ، إنّما هي كمّ مهمّل ، لا خير يرجى لها ، أو منها ؛ فهي لقمة سائغة ، لأضعف عدوّ ، يتصدّى لقتالها ، أو العدوان عليها.. وهي ميدان مُريح ، لعبث العابثين بها ، الكبار منها ، والصغار .. الرجال منها ، و النساء !

سواء أكانت هذه المجموعة : أسرة ، أم قبيلة ، أم حزباً ، أم شعباً !

فعلى مستوى القوّة ، قال ربّنا ، عزّ وجلّ : (ولا تَنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحُكم ..).

وعلى مستوى التعاون الداخلي ، بين أفراد المجموعة :  يَمرض المرءُ ، فلا يساعده أحد، وتموت الأسرة ، جوعاً ، فلا ينجدها أحد ! وتستباح المجموعة ، فرداً فرداً ، أو أسرةً أسرةً : يُقتل رجالها ، وتهان نساؤها ، وتُنهب أموالُها .. ولا أحد منها ، يدافع عن الآخر !

الركيزتان الأساسيتان ، للتجميع والتأليف :

الركيزة الأولى :

قال الله ، عزّ وجلّ ، لنبيّه الكريم ، في بداية دعوته :

(وأنذرْ عشيرتك الأقربين) .. فهذه العشيرة ، هي محلّ الثقة ، بحسب الأصل ، بحكم طبيعة النفس البشرية ، وسنن الله ، في المجتمعات الإنسانية .. لدى الناس ، جميعاً !

 ومع العشيرة الأقربين : الأصدقاء المقرّبون ، الأصفياء الخلّص ، الذين هم ، أيضاً ، محلّ للثقة !

فهؤلاء : هم عماد التجمّع البشري ، في بداية إنشائه !

أمّا الركيزة الثانية ، فهي : الخلق الحسَن ، الذي يحافظ على الصفّ ، ويمسكه ، من التفكّك، والتفرّق ، والانهيار !

قال ، عزّ وجلّ ، مخاطباً نبيّه :

(فبِما رحمةٍ من الله لنتَ لهمْ ولو كنتَ فظاً غليظَ القلب لا نفَضّوا مِن حولك) .

وسوم: العدد 796