فِتْنَةُ المُصْطَلَحَاتِ .. و هَرْطَقَةُ الغُلاةِ – 19 ( الشورى - 4)

د. حامد بن أحمد الرفاعي

بالأمس كان من السهل تحديد من هم : ( أهل الحل والعقد ) أي أهل الرأي والقرار من أبناء المجتمع .. فكانوا يختارون مباشرة من عليَّة القوم علماً وخبرة وحصافةً .. فالمجتمعات كانت محدودة والكفاءات والخبرات كانت معدودة.. أما اليوم وقد اتسعت المجتمعات وتنوعت الكفاءات والخبرات والمهارات .. فالأمر أصبح يحتاج إلى نظامٍ وآليَّةٍ وضوابط ومعايير تَحْكُمُ ذلك وتنظِّمه ..وبعد تأمل وجدت أن مصطلح (أهل الحل والعقد ) يقابله المصطلح القرآني العظيم (أهلُ الذكر ). وأهل الذكر اليوم هم : أهل الاختصاص .. وأهل الكفاءة والخبرة والدرايَّة .. وأهل المهارات والابتكارات والإبداع .. من كل علم وموهبة وفنٍ من فنون إقامة الحياة وعمارة الأرض .. ولاختيار الأفراد الأفضل والأنسب من هذه الكفاءات والخبرات ..وجدت من الموضوعيَّة أن يُرَّد أمرُ هذه المسؤوليَّة إلى أهل الاختصاص أنفسهم ..ولكن كيف ..؟

 حصر مجموعات الاختصاص من كل فن من فنون الحياة. تحديد العدد المطلوب من أهل الذكر والاستشاريين. تحديد العدد المطلوب من أهل كل اختصاص. تحديد مواصفات ممارسة حق الترشيح وممارسة حق الانتخاب. ممارسة حق الترشيح يشترط لها: شهادة جامعيَّة في مجال الاختصاص أو ما يعادلها. خبرة بعد التخرج لا تقل عن عشر سنوات. ممارسة حق الانتخاب يشترط لها: شهادة ثانوية أو ما يعادلها. خبرة في ميدان العمل لا تقل عن خمس سنوات. تسند إلى فريق من الاستشاريين الخبراء من شتى الاختصاص وضع نظام لأهل الذكر ..ولواح تنظيمية لإجراءات مهمتهم. يتبع بعون الله تعالى

وسوم: العدد 803