مواطنون أم قنابل وعقارب موقوتة

أحمد الجمّال الحمويّ

أحمد الجمّال الحمويّ

هناك مشاكل لا ينفع فيها الكلام المنمّق، ولا الكلام الناعم الغامض، ولا تنفع فيها إلاّ الصراحة التامّة، والحلول الجذريّة، ولتذهب أنصاف الحلول إلى الجحيم.

سوف نتحدّث بصراحة عن أناسٍ يُقال عنهم (مواطنون) .. ولكنّ الصواب أنّهم لا يستحقّون هذا الوصف وهذا الشرف في حالٍ من الأحوال، إنّهم يعيشون في (أوطاننا) غير أنّ قلوبهم وعقولهم مع (أعدائنا).

يُنفّذُ كلٌّ من هؤلاء (المواطنين) أوامر حكومةٍ أخرى غير حكومة الوطن الذي وُلد فيه، ويعيش فيه، ويأكلُ من خيراته.

يُعادي من أجل (الحكومة الأخرى) أبناء (وطنه) ويحاربُهم، ويُساعدُ أعداء الأمّة التاريخيين على احتلال الوطن الذي يعيش فيه ويستظلّ بظلاله ويرضع لبانه.

يُكفّر مواطنيه، ويستبيحُ دماءَهم وأموالهم، وربّما يستبيحُ كلّ شيءٍ حتّى أعراضهم.

ليست المسألة إذن مسألة مذهبٍ خرافيٍّ محشو بالضلال والكفر فحسب! بل هي أبعد من هذا.

إنّ هذا المواطن لا يمنعه أحدٌ أن يعتنق دين إيران الصفويّة، ولا أن يُفتنَ به ويبيع عقله للصفويّين، لكن: ليس من حقّه أن يدّعي المواطنة وأن يطلب حقوق المواطن، وهو عدوٌّ للوطن وأبنائه، وأجيرٌ لإيران الصفويّة، تستخدمُهُ كما تشاء، وتحرّكُهُ كيف تُريد، ومتى تريد.

إذن حقيقةُ هذا (المواطن) أنّه من الأعداء وهم منه، يُحبّهم ويُحبّونه، هو عبدٌ لهم، خاضعٌ لأوامرهم، وما دام مفتونًا بهم إلى هذا الحدّ فلماذا لا يتحوّل ليعيش بينهم ويكون واحدًا من مواطني ذلك البلد العدوّ؟ إنّهم أولى به منّا، وعليهم أن يحتضنوه، ويعانقوه عناق الحبيب لمحبّه.

إنّ هذا (المواطن) وأمثاله قنابل موقوتة، وتفجير صاعقها بيد الصفويّين والمجوس أعداء الأمّة على امتداد الزمن، وما بقاءُ هذا (المواطن) بيننا إلاّ ليطعن وطنَهُ ومواطنيه في القلب والظهر معًا عندما تأتيه الأوامر من سادته في إيران

فهل من المقبول أن تبقى هذه العقاربُ في صدورنا ثمّ نجدُ في أمّتنا من يُحسنُ الظنّ بهم، ومن لم يعرف حقيقتهم ولم تتبيّن له خطورتهم بعد كلّ رذائلهم وعدوانهم.

أمّا من كان مُخلصًا لوطنه، بعيدًا عن الارتباط الخارجيّ، فليس مقصودًا بهذا الكلام.

خبّروني هل كانت إيران تستطيع أن تسرق لبنان لولا ما يُسمّى (حزب الله) الشيعيّ الذي ينتمي إلى (لبنان)، وأفرادُهُ مواطنون فيها؟

هل كانت إيران تستطيع أن تحتلّ العراق لولا غباء بعض شيعةِ العراق وخيانتهم لوطنهم وافتتانهم بإيران العدوّ التاريخيّ لديننا وأمّتنا؟

وهل كان بشّار يستطيع أن يبقى مندوبًا تافهًا حقيرًا لإيران في سورية العظيمة لولا تدفّق جيش حزب الشيطان وألوية الغدر (بدر) وعصائب أهل الحق! ولواء أبي الفضل العبّاس؟

وهل كانت إيران تستطيع أن تفعل في اليمن ما تفعله لولا أذنابها من الحوثيين وما تمدّهم به من مالٍ وسلاحٍ وأوامر؟

إنّ إيران تعيث في بلادنا فسادًا إلى درجة تغيير الهويّة وتدمير العمران، وكلّ ذلك بأيدي أذنابها (المواطنين) الذين يعيشون بيننا ونمنحهم من الحقوق بكرمٍ حاتميٍّ ما يحظى به المواطنون الأُصلاء المخلصون، ومن العجب أنّهم أقليّة في كلّ قُطرٍ من أقطارنا لهو وجودٌ فيه - حتّى في العراق – الذي يزعمون أنّهم فيه أكثريّة هم أقليّة، وعواهم كاذبة، أبطلها إحصاء الأمم المتّحدة الذي جرى أيّام البطل صدّام حسين رحمه الله تعالى من أجل برنامج النفط مقابل الغذاء.

فكيف لهذه الأقليّات أن تسرق أوطاننا لولا تمكينُ الغرب لها؟ ثمّ دعم إيران غير المحدود الذي يؤزّهُ حقدٌ مجوسيٌّ صفويٌّ خسيسٌ.

إنّه عارٌ على أمّتنا أن تسكت على هذا وألا تُفكّر في حلٍّ  وعلاج.

ويجب على مفكّرينا وسياسيّينا أن يضعوا حدًّا لهذه المهازل وأن يقفوا موقفًا حازمًا من هذه الخيانة وهذا الشطط، وأن يُطالبوا هذه الأقليّة وغيرها بالانتماء الصادق النظيف، وأن يقطعوا علاقتهم بالأعداء، وإلاّ فليسوا من هذه الأمّة ولا يستحقّون أن يكونوا مواطنين في أقطارها.

ولقد قيل لصلاح الدين الأيّوبيّ رحمه الله تعالى : تُقاتلُ الرافضة (الدولة العُبيديّة في مصر) وتترك الروم الصليبيّين يحتلّون القدس؟ فأجاب: "لا أُقاتلُ الصليبيّين وظهري مكشوفٌ للشيعة"، فقضى على الدولة العبيديّة الفاطميّة، ثمّ حرّر القدس.

ولو أنّ علاقة حكوماتنا بشعوبها كانت علاقة سليمة مبنيّة على المحبّة والثقة لا علاقة قهر ومخابرات لأقدمت كلّ حكومةٍ على تسليح شعبها؛ فإذا ما أرادت إيران أن تُحرّك هؤلاء الأذناب تصدّى لها الشعبُ المسلّح وأبطل عدوانهم وفتنتهم.

وقبل أن أختم مقالتي هذه لي بعض المقترحات القابلة للتطوير وكلّي أمل أن تبلغ آذان المسؤولين وأن تنفتح لها قلوبهم قبل أن يأتي (المواطنون الخونة) على البقيّة الباقية من بلادنا.

السعي الحثيث إلى اختراق مجتمعاتهم.

تشديد الرقابة على أنديتهم وحسينيّاتهم وأحيائهم.

متابعة اتّصالاتهم متابعةً لا تدعُ منها شيئًا.

التدقيق في أسفارهم وماذا يفعلون بها.

منع دخولهم الجيوش العربيّة مهما كانت الأسباب.

منع دخولهم أجهزة الأمن بأنواعها كلّها.

الحيلولة دون بلوغهم المناصب الحسّاسة.

إبعادهم عن المشاركة في كتابة المناهج المدرسيّة والجامعيّة، وخاصّة ما يتعلّق منها بالتربية الإسلاميّة والتاريخ وغيرها من الموادّ الاجتماعيّة.

وأخيرًا فإنني أكتب هذا إبراءً للذمّة، وصيحةَ تحذيرٍ. وما أروع قول الشاعر:

أمرتُهمُ أمري بمُنعرِجِ اللوا *** فلم يستبينوا النُّصحَ إلاّ ضُحى الغدِ

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم، والحمد لله ربّ العالمين.

أحمد الجمّال الحمويّ

نائب رئيس جمعيّة علماء حماة، سابقًا.

عضو مؤسّس في رابطة أدباء الشام.

عضو مؤسّس في رابطة العلماء السوريّين.

عضو الاتّحاد العالميّ لعلماء المسلمين.