خَيْريَّةُ القُرآنُ الكَريِمُ -1

د. حامد بن أحمد الرفاعي

بعث الله تعالى الأنبياءَ والرُسلَ والمُصلِحين .. وأنزلَ كُتُبَهُ وتَعاليمَهُ وفَطرَ النَّاس على الخير وفعل الخير.. وختم ذلك كُلَّهُ بالقرآن الكريم .. وأتَمَنَهُ على كُلِّ ما سبقه من قيمٍ ومثلٍ ومبادئ تأتي بالخير وتحثُ عليه .. وَتُعمِّرُ الأرض وتنفعُ النَّاسَ وتُقيمُ العدلَ بينهم بلا استثناء.. وشرَّفَ الله تعالى أمةَ القُرآنِ بخصالٍ وسماتٍ :

فَهي خَيْرُ أمَةٍ أُخْرِجَت للنَّاس تتكامل مع غيرها من الأمم في تفّْعيلِ  وَصُنعِ مَا فُطِرَت عليه الأمم مِنَ الخيرِ والنَفْعِ.وهي أمة الوسطيَّة .. أي الحُضوريَّةِ  في أوساط المجتمعات .. تتعاون وتتنافس في مواجهة تحديات عَمارة الأرض وإقامة الحيَاةِ.·   وهي أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والمَعْروفُ عندها : هو كُلُّ ما عُرِفَ خَيْرُهُ وتحددَ وتعيَّن نفعه للإنْسَان وإجلالِ قُدسيَّةِ حياتِه وكرامته وحريَّتِه ومُصالحِه .. والمَعْروفُ : هو كُل مَا يَجلبُ الخيرَ والنماءَ والأمنَ والسلامةَ  للأرض وبيئتها بشقيها ( الجَغرافيِّ والاجتماعيِّ).وأمَّا المُنْكَرُ في نهجها وشرعتها: فهو كُلُّ مَا عُرِفَ شَرُه وتعيّن وتحدد ضَرره وفساده وإفساده لحياةِ الإنْسَان وسَلامة الأرض ومَنْ عليها. والمُنكرُ : هو كُلُّ مَا يَتناقضُ معَ غاياتِ رسالةِ الأمر بالمَعروف وبناءِ الحياةِ الآمنةِ النَافعةِ المُطْمَئنةِ. وهي أمَةُ إقامة العدل بين النَّاسِ بلا استثناء ..حتى مع وجود الكراهيَّة والبغضاء والبغي والعدوان وأثناء الحروب. يتبع بعون الله تعالى

وسوم: العدد 806