الحسَد : نموذج إسرائيلي قديم ، ونماذج عربية حديثة !

المقولة البدوية الشهيرة : عسى كلّ طيّب مِن عَربنا ، ليست قاعدة خُلقية ، للعرب ، جميعاً ، بل كثير منهم ، يحملون نفسية ذلك الإسرائيلي القديم! وقصّته كما يلي( وفي الحديث الشريف: حدّثوا عن بني إسرائيل، ولا حرَج ).

النموذح اليهودي :

شعر رجل ، من بني إسرائيل ، بالحاجة إلى المال ، فطلب من نبيّ الله موسى ، أن يكلّم ربّه، ليحقّق له أمنيته ! فسأله عن أمنيته ، فأجاب بأن أمنيته : أن يرزقه الله رزقاً وفيراً ، من الخيل والإبل ، والبقر والضان .. حتى يصبح غنياً ؛ فلا يحتاج ، إلى أحد من الناس ! فلبّى موسى طلبه ، ودعا الله أن يحقّق أمنيته ، فأعطاه الله ، ماطلب من الرزق !

وكان لليهودي ، جار يهودي ، مثله ، رأى مارزقه الله ، من مال وفير، فطلب من موسى ، أن يكلّم ربّه ، ليحقّق أمنيته ! فسأله ، عن أمنيته ، فقال إن أمنيته هي : أن يمحق الله الرزق ، الذي أعطاه لجاره ! فأراد منه موسى ، أن يتمنّى شيئاً لنفسه ، ويدع رزق جاره ! فأصرّ الجار على أمنيته ، بمحق رزق جاره ، ولا أمنية له غيرها ! ( لقد أعماه الحسد ، فتركزت أمنيته ، في أذى جاره .. ولم تعد له أمنية ، لنفع نفسه !

نماذج عربية :

    حكّام دول عربية ، أنشأ جارهم قناة فضائية ناجحة ، فصنعوا قناة ، لتنافسها ! وظلّت قناة الجار، تواصل نجاحاتها ، وتتّسع ، وتتطوّر، حتى صارت عالمية ، وصارت مصدراً إعلامياً، موثوقاً به ، في سائر أنحاء الدنيا ! وظلّت قناتهم هزيلة ، تمارس أنواعاً من اللغو والإسفاف، والتجنّي على الآخرين ؛ ولاسيّما جارها ، صاحب القناة الممتازة !

    حاكت - حكومات الجوار – مؤامرة ، لإسقاط جارها ، بانقلاب عسكري ، فسقط الانقلاب، بعد التحضيرات المكثّفة له ، وذهبت الأموال ، التي أنفقتها عليه ، هدراً !

    حصل جارها ، على قرار، من المؤسّسة الرياضية العالمية ؛ بأن تكون مقرّاً ، لسباق رياضي عالمي ، بعد سنوات قليلة ؛ فطاش صوابها ، وصارت تنفق أموالا طائلة ، من أموال شعوبها، التي هي مؤتمنة عليها ، لإبعاد السباق ، عن أرض جارها ، إلى أيّة دولة ، في العالم ! المهمّ أن يُحرم جارها ، من هذا الإنجاز العالمي ! فما استطاعت ، أن تحرمه ، من هذا الفضل !

حاصرت جارها ، بشكل عدواني ظالم ، دون سبب حقيقي واضح ، إنّما بحجج ملفّقة ، وأسباب مفتراة ! والأسباب التي أوردتها، تنطبق عليها ، هي ، أكثر ممّا تنطبق على جارها ! فما زاد الحصارُ جارَها ، إلاّ قوّة ومنَعة ، وتقدّماً ، في مجالات عدّة ! وذهبت ، هدراً ، الأموال التي أنفقتها ، على الرشاوى ، التي منحتها ، لبعض الجهات النافذة ، دولياً !

وما تزال تقوم ، بأعمال هزيلة ، تعدّها إنجازات ، وتصرف عليها الأموال الطائلة، لتنافس جارها، دون أن تنتفع، بشيء منها ، نفعاً حقيقياً ، لأنها مجرّد زبَد ! وما يزال الجار ، يزداد قوّة وتقدّماً ، في مجالات كثيرة ، وهامّة ، منها ماينفع به نفسه ، ومنها ماينفع به الآخرين !

وسبحان القائل : كذلك يَضرب الله الحقّ والباطلَ فأمّا الزَبدُ فيذهبُ جُفاءً وأمّا ما يَنفع الناسَ فيمكثُ في الأرض كذلك يَضرب الله الأمثال .

وسوم: العدد 812