الإسلام السلوكي

هذا أمر من أهم الطرق التي انزلق الإعلام العربي في مطباتها 

لقد اجتمعت مرة في جدة بالدكتور المرحوم منير العجلاني وتطرق البحث

عن أسلمة الدول أو القرارات فقال لي نحن غارقون في الإسلام الحركي التعبدي

كفروض الصلاة وترك العلاقات المجتمعية والوطنية الخ وبالفعل فإنـنا نواجه رياحا مضادة تهب علينا من الجهات الأربع .

لقد وصلتني رسالة بالجوال من ابو هادي بهذا الخصوص وأرجو أن تنقل فحوى هذه الرسالة له

في عام1985 سافرت الى تايلند برحلة عمل ودهشت حقا بتمسك الجاليات 

الإسلامية بأصول الإسلام والدفاع عنه وقابلت شيخا كبير السن عالم وفقيها

فقال لي وهو يمسك بحبة تمر في يده باكيا وقائلا أنتم أيها العرب المسلمون

نخلة الإسلام فإن جفت ولم ترعوها وتغمروا بلاد المسلمين بأثمارها وظلالها تهاوت كل مقوماته ويجب أن نجدكم في مقدمة الصفوف كما كان أجدادكم

حيث زاروا الأقطار الآسيوية ونشر التجار المسلمون الإسلام بحسن

سلوكهم وامانتهم فنظمت قصيدة عن بانكوك أذكر منها البيتين التاليين

أجـدادنـا جـاؤوا وراء تـجارة         عمت بها أخلاقهم قمم الذرى

من طيب سيرتهم تداعى كافر        عن دينه ثم استجاب وكبــــرا

وأفضل وأحدث تصريح صريح قوي مزلزل صدر منذ شهر من الدكتور

مهاتير محمد  رئيس وزراء ماليزيا  

بأنه يجب إزالة إسرائيل من الوجود فهي مصدر كل المصائب

والشوائب في الشرق الأوسط ولا يعم السلام وهي تعيث فسادا

والإسلام السلوكي عبر عنه الصحابي عمرو بن العاص رضي الله

عنه عند العودة من الغزو قائلا رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد

الأكبر جهاد النفس والهوى وقد غرقنا في التفرقة بين الشيعي والسني

وبين العربي والعربي إذا اختلف القطران

وأردد بيتين من الشعر للشاعر العراقي المرحوم (احمد الصافي النجفي)

عندما زار حيفا عام1944 فسألوه ما الفرق بين بغداد وحيفا فارتجل 

بيتين من الشعر 

فـمـن بـلدي الـى بـلدي ذهاب       ومـن بـلـدي إلـى بـلدي إياب

فما اختلف التراب ولا التراب      وما اختلف اللسان ولا الكتاب

وحدة الأعراق واللغة والدين والتراب لازمة وفروض 

يحاسبنا الله عليها وانظر الى أوروبا ثم أسيا تتنقل

شعوبهم بدون تأشيرات ولا قيود ونحن نحفر كل يوم

خندقا من المستجدات الطائفية والحدودية

ننزلق فيه ومن ينتقد يرموه بالتهويل الكبير 

من التخوين والرفض

وإليك بيتين من الشعر من قصيدة أحببت أرضي

أحبـبـت أرضي فاتهـمت بعرضها       

                 فـإذا دفــعــت فــإنـــه إرهـــــــاب ُ

وإذا خنعت أو ارتضـيت بـذلـهـــا       

                 قالـوا بــأني مـخــلـص ٌ ومـهـاب ُ

وإذا الخـيانـة أنشبـت أظـفـارهــا       

                صـدري حـــديـــد كــلــه أنــيـــاب ُ 

قلبوا المعاني حيث أضحى أسود       

                بـدل البـياض وصيـغـت الأسبـاب ُ

إن التقوى الوطنية والإجتماعية والتعاون المخلص

لا تحويه إلا القلوب الفقيهه 

وقد وصف الله اليهود -لهم قلوب لا يفقهون بها

ما يهمني ان ننظر مجتمعين لوضع الحلول الموضوعية

والله ولي التوفيق

وسوم: العدد 813