مَكارثية أمريكا ، القديمة ، لمجابهة الشيوعية .. ومكارثيتها الحديثة ، لتدمير الإسلام !

سقطت الشيوعية ، فكان لا بدّ ، من عدوّ جديد ، لأمريكا .. فكان الإسلام !

مكارثي ، الذي كان مهووساً ، بشبَح الشيوعية ، مات .. وحلّ محلّه ، اليوم ، ألوف المهووسين، بشبَح الإسلام !

ولمعرفة المكارثية الجديدة ، المعادية للإسلام ، تحت غطاء الإرهاب ؛ لا بدّ ، من معرفة المكارثية القديمة !

 فما المكارثية القديمة ، وقبلَها ، مَن مكارثي ، مؤسّسها ؟

جوزيف ريموند مكارثي (14 نوفمبر 1908 - 2 مايو 1957) : نائب جمهوري ، في الكونغرس الأمريكي ، من ولاية ويسكنسن ، في الفترة ما بين :/ عام 1947 إلى عام 1957/ . ومع بدايات ( عام 1950 ) أصبح مكارثي ، من أشهر الشخصيات العامّة ، في فترة ، بلغت فيها ، شكوك المعادين للشيوعية ، أوجها ؛ لتأثرهم بالتوترات ، الناتجة عن الحرب الباردة ! وقد ذاعت شهرته ؛ نتيجة ادّعائه - بلا دليل - أن هناك عدداً كبيراً ، من الشيوعيين ، والجواسيس السوفيت ، والمتعاطفين معهم .. داخل الحكومة الفيدرالية الأمريكية ! وفي النهاية ، أدّى نهجه ، إلى ضعف مصداقيته ، وتعنيفه - رسمياً - بواسطة مجلس الشيوخ الأمريكي ! وقد ظهر مصطلح المكارثية  (عام 1950 ) في إشارة ، إلى ممارسات مكارثي ! وتمّ استخدام هذا المصطلح ، بعد ذلك ، للتعبير، عن الإرهاب الثقافي ، الموجّه ، ضدّ المثقفين ! وقد كتب راي برادبري ، روايته "فهرنهايت 451" رداً ، على مكارثي ، في اضطهاده للمثقفين ، وممارسته الإرهاب الثقافي ، ضدّ الكتّاب والمثقفين ، في أمريكا !

وُلد مكارثي ، وتربّى ، في مزرعة ، في  (ويسكنسن) ، وحصل على شهادة المحاماة ، من جامعة (ماركويت) ، /عام 1935/. انتُخب ، قاضٍياً ، في محكمة استئناف ، /عام 1939/، ليصبح أصغر قاض ، يتمّ انتخابه ، بالولاية ! وفي سنّ /33 عاماً / تطوّع مكارثي ، للخدمة، في قوّات ( مشاة البحرية الأمريكية (، وعمل فيها ، خلال الحرب العالمية الثانية ! توفي مكارثي، بمستشفي (بيثيدا) البحرية ، في / 2 مايو1957/ ، وعمره / 48 سنة/! وكان سبب الوفاة ، الرسمي ، هو : التهاب الكبد الفيروسي  !

هذي هي المكارثية القديمة ، وهذا هو مؤسّسها ! فما المكارثية الجديدة ؛ مكارثية الإرهاب الإسلامي؟  

إنها الهوس العجيب ، الدافع ، إلى  محاربة الإسلام ، بشتّى الصور والأشكال ، والأساليب والوسائل .. وضمن سائر المصطلحات : الإرهاب .. التشدّد .. التطرّف .. وبسائر القوى : العسكرية ، والأمنية ، والسياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والخُلقية .. وفي سائر أنحاء العالم !

لقد ضَمّنوا مصطلح : ( الإرهاب) الذي يعني : (الردع) ، معنى : (الحرابة) الذي يعني : الفوضى ، والتخريب ، والقتل العشوائي ، والعدوان ، على : أرواح الناس ، وأموالهم ، وأعراضهم ، ومقدّساتهم !

ولقد وضعوا لأنفسهم قاعدة : إذا لم نذهب ، إلى الإسلام ، لنحاربه في بلاده ، فسيأتي إلينا، ويحاربنا في بلادنا ! واتفق قادة : أمريكا ، وأوروبّا ، وروسيا ..على ذلك !

وهكذا ، أُطلقت الحرّية ، للجميع ؛ ليذبحوا، من المسلمين ، كلّ مَن يستطيعون ذبحه ، وبأشكال الذبح ، كلّها ، بالأسلحة ، كلّها ، بسائر أنواعها .. وبهدم البيوت ، على رؤوس أهليها !

وفوق هذا ، كلّه ، غضّوا النظر، عن الحكّام المجرمين ، ليذبحوا مَن يريدون ، من أبناء شعوبهم ، بححّة : مكافحة الإرهاب !

ومن الفروق العجيبة ، أن مكارثية أمريكا ، القديمة ، كان لها خصوم أقوياء ، بل أعداء أشدّاء ، في إطار الحرب الباردة ، بين الحلفين ! فقد كانت للشيوعية ، دولة قوية ، تدافع عنها ، وتحمي الشيوعيين على أراضيها ! بينما، ليس للإسلام دولة، تحميه، أوتحمي المؤمنين به، في دولهم ! بل ، إن قادة الدول ، التي تُنسب إلى الإسلام ، ويَدّعون ، هم ، أنهم مسلمون ، هم شركاء أساسيون ، في ذبح شعوبهم ، ويسابقون أمريكا ، وسائر أعداء الإسلام ، إلى ذبح المسلمين ؛ رغَباً ، من هؤلاء الحكاّم ، أو رهَباً ، أو اقتناعاً ، بضرورة ذبح المسلمين ، الذين يرونهم ، أعداء لهم ! لأن هؤلاء الحكّام ، أعداء للإسلام ، بداية ، ويخافون منه ، على كراسي حكمهم ، برغم ادّعاء هؤلاء الحكّام ، بأنهم مسلمون ، ويؤدّون بعض الشعائر الإسلامية ، أحياناً ، لتصدّق شعوبهم ، أنهم مسلمون !

ولله الأمرُ ، من قبلً ، ومن بعد !

وسوم: العدد 813