ماذا لجار الجار ,, وماذا لشعرة الذيل ؟

مَرقُ مَرقِ الأرنب ، لجار جار صاحب الأرنب .. فماذا لشعرة ذيل الضبع ؟

                  (1)

               حكاية صاحب الأرنب ، وجاره ، وجار جاره ، ومَرق مَرق الأرنب !

اصطاد رجل فقير ، أرنباً ، وأهداها ، إلى رجل ميسورالحال ، لعلّه يكسب من إهدائه ، إيّاها، شيئاً ، ينفعه وأسرته !

قبل الرجلُ الميسور، الأرنب ، وأمَر أهله ، بإعدادها للطعام ، ودعا صاحب الأرنب ، لمشاركته في طعامه !  فأكل منها ، هو وصاحب الأرنب .. وما فتئ صاحب البيت ، يرحّب بصاحب الأرنب ، حتى مضى إلى أهله !

وبعد بضعة أيّام ، زار صاحبَ البيت الميسور، رجلٌ لايعرفه ، فسأله : مَن أنت ؟ فقال : أنا جار صاحب الأرنب ! فدعاه الرجل الميسور، إلى الغداء ، وقدّم له شيناً من مرق ، وهو يقول: كلْ , ياجار صاحب الأرنب !

بعد بضعة أيام ، زار صاحب البيت الميسور، رجل آخر، لا يعرفه ، فسأله عمّن يكون ،  فأجاب بأنه : جارُ جارِ صاحب الأرنب ! فدعاه إلى الطعام ، وقدّم له ماء صافياً ، وهو يقول : هذا مَرق مَرق الأرنب ، فكل ، ياجارَ جارِ صاحبِ الأرنب !

هذا ، عن حكاية الأرنب ، وصاحبها ، وجاره ، وجار جاره !

        

                  (2)

 فماذا ، عن  حكاية الضبع ، وذيله ، وشعرة  ذيله .. وسُلطة كلّ منهم ؟                          

أمّا الضبع ، فرئيسُ فرع المخابرات ، في إحدى المحافظات ! وكان مشهوراً، بين أهل المنطقة، بشراسته ودناءته ! وكان يزور بعض أهل الثراء ، في منطقته ، بحثاً عن المال ، بصورة نقدية، أو على شكل هدايا ، من خِراف وسمن ، وعسل وزيت ، وغيرها ، ممّا يؤكل .. أو من أشياء نفيسة ، توضع في البيت !

وقد عَرف أهل المنطقة طبعه ، فكانوا يقدّمون له الهدايا ، كسباً لمودّته ، وتجنّبا لأذاه .. ويتحدثون ، عن زياراته : بالأمس ، زار الضبع بيت فلان ، وأهداه : كذا .. واليوم ، زار بيت فلان ، فأعطاه : كذا !

إلاّ أن الضبع ، لم يكن وحده ؛ فقد كان له أعوان ، في دائرته ، وكان أحد أعوانه ، يشبهه في الطبع ؛ فسمّاه أهل المنطقة : ذيل الضبع ! وكان يزور بعض الأثرياء ، فيقدّمون له ، هدايا وأعطيات ، دون مايقدّمونه للضبع ! وكانت سيرته ، كسيرة الضبع ، عند أبناء المنطقة !

وكان في الدائرة ، ذاتها ، حاجب يتطفّل ، كذلك ، على أصحاب الثراء ، في المنطقة ، ويعطونه مايناسب وظيفته ، فسمّوه : شعرةَ ذيل الضبع !

وكان الناس يتندّرون ، فيما بينهم ، حول زيارات هؤلاء الثلاثة ، ويتساءلون ، بعد كلّ زيارة: ماذا أعطى فلان ، اليوم ، للضبع .. وماذا أهدى فلان ، للذيل .. وماذا قدّم فلان ، لشعرة الذيل؟ وهم ، في كلّ هذا ، يأسفون ، لضياع أموالهم ، من ناحية .. ويُسَرّون ، لتجنّب الأذى ، الذي يوقعه بهم ، هؤلاء ، في حال عدم إرضائهم ، بالهدايا والأعطيات ، من ناحية ثانية ! فحتى شعرة الذيل ، يتبختر، عند زيارة أحدهم ، ومسدسه معلق على خصره ، ويقول لأصحاب البيت، بعنجهية ، إذا سألوه ، من وراء الباب ، عن شخصه : أبو فلان .. مخابرات !

والحكمة ، التي يتداولها أهل المنطقة ، فيما بينهم : اليدُ التي لاتستطيع عضّها ، قبّلها (بُوسها)، وادعُ عليها بالكسر!

وسوم: العدد 813