مواطن أوربي أو أمريكي

مواطن أوربي أو أمريكي

من أصل سوري أو مصري أو عراقي أو

مغاربي يبدع ، يخترع ، يسبق ، يتقدم ...!!

نفرح ونشعر بالزهو حين نقرأ في تلافيف الأخبار العلمية أو الثقافية عن حالة من حالات الإبداع والتقدم والسبق في ميدان من ميادين العلوم والثقافة والفنون الجميلة لأي مواطن أوروبي أو أمريكي من خلفية عربية ، وحُق لنا ...

رصد هذه الأخبار أو الوقائع الجميلة يجب أن يتوفر عليه فريق يعنى به ، ويضعه في سياقه في إطار إعادة الثقة لهذه الأمة في نفسها وفِي رجالها .

إن الدلالة المباشرة لهذه الأخبار ولاسيما حين تتحول إلى إحصائيات دالة وموثقة هي أن شعوبنا في أقطارها المختلفة تعيش في أجواء طاردة للإبداع ، قامعة للمبدعين نابذة لهم فلا يجدون ساحة تنفسهم إلا حين يخرجون من أوطانهم التي هي زنازينهم الحقيقية بفعل الحكام المسلطين .

في أوطاننا حيث تشكل النظم السياسية والإدارية صخرة تجثم على صدور الناس فتمنع تنفسهم وتطمس قدراتهم .

في الذهاب أكثر في أبعاد التحليل السياسي ندرك أن الدول المسيطرة والنافذة والتي توفر لشعوبها كل الفرص للإبداع وإطلاق الطاقات هي التي تفرض على شعوبنا هؤلاء القوامع من الحكام والأنظمة . ..

المعركة الحضارية هي الحقيقة القابعة وراء كل معاركنا مع أعداء شعوبنا . وتدور المعركة الحضارية على أن تبقى هذه الشعوب وهذه المجتمعات مدمرة مهمشة مضيعة مهينة فقيرة ..

إن المآل الحقيقي للهزيمة المصطنعة التي فرضت على ثورات الربيع العربي هي أن يفقد الجيل الثائر ثقته بنفسه وبثقافته وببيئته وبالناس الذين ينتمي إليهم ويعيش بينهم .

وقد كان ..

وقد كان كل هذا ..

وهذا ما نسمعه كل اليوم على كل الأفواه وما نقرؤه على كل المنصات ..

سيقول لك : لا تقل مؤامرة .. وتجاوز نظرية المؤامرة

وأقول بعد الذي شهدناه في مصر وتونس وليبية وسورية إن الذي لا يرى المؤامرة أعمى وإن كان مبصرا ..

إن نفي المؤامرة عما وقع على هذه الأقطار هو نوع من التماس البراءة للعدو وتثبيت الإدانة للذات.

حجم الإبداع العربي المهجر والمهاجر تحسمه الإحصائيات

دلالات هذا الإبداع تحمل شهادتين جميلتين واحدة تدين الاستبداد ومستنداته السياسية والاجتماعية . ولعل مستندات الاستبداد الاجتماعية أخطر .

والثانية تشهد لهذه المجتمعات القادرة على البقاء والعطاء على الرغم من اللأواء.

ولعل أخطر ما في الأمر هو تداعيات كل هذا على المجتمعات والأوطان..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 814