أين قاسم سليماني العربي؟ أين الحشد الشعبي العربي؟

وأين ولي الأمر العربي..؟! بل أين الفقيه العربي!؟

زهير سالم*

[email protected]

اليوم والحشد الشعبي الشيعي الفارسي يذبح العرب المسلمين في سورية والعراق ... يتساءل شباب الأمة على كل الخارطة العربية والإسلامية أين ؟! وأين ..؟! وأين ...؟! وأين ....؟!

والسؤال أولا برسم من وجدوا أنفسهم بطريقة ما ممسكين بأمر هذه الأمة ، مسئولين بحماية بيضتها ، والذود عن حوزتها ، من الزعامات العربية والمسلمة تتصدر المشهد ... وتتابعه ، فتضج بالشكوى مع كثرة الشاكين ممن يعبثون به وفيه ....

 والسؤال ثانيا برسم القيادات المدنية ، قيادات القوى والأحزاب والجماعات والتجمعات ، القيادات المعلنة والمضمرة ، القيادات الكلاسيكية والمستحدثة التي تنهال التساؤلات عليها تترى فيحار على صدرها وظهرها السؤال على السؤال ...

والسؤال ثالثا برسم الفقيه العربي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يفتي لشباب الأمة بالإخلاد إلى الأرض !! والتثاقل عن نصرة الحق ، ويلغي من كتاب الله : ( انفروا خفافا وثقالا ) ، وينسى من كتب الشريعة ( فعلى من يليهم ..) ، وقد استطار الشر ، وعمت البلوى ، وطمع في الأمة فتجرأ عليها من لا يدفع عن نفسه ، من أهل العرامة والبغي والعدوان ...

ففي كل الساحات على الجغرافيا الإسلامية اليوم شباب طيب مبارك يؤلمه أن يتابع متفرجا مسرحا للواقع تسيل فيه الدماء ، وتتناثر الأشلاء ، وتنتهك الحرمات ، عزيفه أصوات المستغيثين والمستغيثات ، وقصيده شماتة الشامتين ، وجزاره شعوبي صفوي كريه يفري فريه في أديم هذه الأمة ، في سورية والعراق واليمن ...؛ فيدمر حضارة ، ويهدم بنيانا ،ويشوه ثقافة ، ويقتل الإنسان ، طفلا وامرأة وشيخا وشابا ؛ فلا يسلم من ساطور حقده أحد ..

نعم أيها الزعماء ..نعم أيها القادة السادة .. نعم أيها الفقهاء الحكماء ...

الشاب العربي المسلم يرفض أن يظل متفرجا على مسرح واقعي يتقافز على خشبته قتلة مجرمون طائفيون ، ويكون ضحاياهم أبرياء مسالمين هم إخوة العقيدة وأبناء العمومة قد تآلب عليهم إِلْب للشر مجرم كل من فيه...

وشباب الأمة ؛ أيها الزعماء .. أيها القادة .. أيها الفقهاء السادة ، وشباب الأمة هؤلاء يريدون أن يصدّقوكم فيصدقوكم . يريدون أن يقولوا بقولكم في موجة التطرف العدمي التي رفعت راياتها فوق ساحات الأمة لا تبشر بخير ، ولا تدعو إليه وإن تلبست به . فهم يؤمنون بما تؤمنون به من رفض التطرف ، ورفض الإرهاب بكل صوره وأشكاله ....ولكن كل هذا لا يمحو السؤال المنطبع في قلب كل منهم ، الملحاح على كل عقل حين يتساءلون هل رفض التطرف والإرهاب وهذه العدمية وذاك العمى يقتضي الخضوع والخنوع ؟! ويوجب الاستسلام والقبول بالذل والمهانة ، التي يفرضها أعداء الأمة الأدنون والأبعدون ؟! 

شباب الأمة ،أيها السادة القادة الفقهاء الحكماء ، يتساءلون : هذا قاسم سليماني يجوب عواصم حضارتكم الكبرى من دمشق الأمويين إلى بغداد العباسيين ، إلى صنعاء أرض الجدود ...فأين هو ( قاسم سليماني ) بديلكم الوسطي القائم بالقسط الرافض للخضوع والتطرف معا، أم لعلكم بعضهم يقول إن الوسطية بدأت خاضعة ؟! أين هو كبشكم ينازل كبشهم ؟ وأين هي قياداتكم تنازل قياداتهم ..وهذه العواصم المستباحة والمدن المستنزفة هي مدنكم ودياركم .. وما دخلها قاسم سليماني إلا استهتارا بكم ، وتحديا لكم ولمن وراءكم ولمن أمامكم ولمن هم عن أيمانكم أو عن شمائلكم ...

اعذروهم أيها القادة السادة الحكماء إن جُنوا أو بادروا إلى حمايتهم من فتنة يفرضها عدوكم وعدوهم عليهم فيغدو الحليم في أمرها حيران ..

ولتعذرهم قيادات عجزت عن أن ترفع للحق لواء بالحق فتجمع تحته أنصار الحق الذين أرهقهم عسف وظلم أهل الباطل ، فتهاووا كالفراش على نار المجوس ليطفئوها فحرفتهم وأحرقتهم ...

أيها القادة السادة الحكماء ..

وها هي قوات الحشد الشعبي الطائفية الخؤون ، بأسمائها المختلفة ، وراياتها العمية ؛ تذبح اليوم في الشام وفي العراق فلا تبقي ولا تذر تحت عين المتواطئين الصادين عن طريق حرية إنسان هذه الأوطان وكرامته وعزته فأين أنتم ممن يرد الصولة على صائلها ، ويحمي الحقيقة ممن بشر يرومها ...دلونا على فتوى تلقون فيها وجه ربكم ، ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )

قال الراوي أيها الزعماء والقادة : وإن الولي الفقيه ليخفف عن قومه في طهران والنجف والضاحية الجنوبية من بيروت حرّ مصائب القتل توقعها مناجل المدافعين عن أرض وعن عرض من أبناء الشام والعراق الأمجاد الأبطال مد يده إلى فقراء الشيعة من أبناء أفغانستان يجندهم مرتزقة ويشتري ولاءهم قتلة مأجورين ، حتى كان لهم في الشام وحده لواءان الأول لواء ( فاطميون ) وقد برئت السيدة فاطمة من آخرهم كما برئت من أولهم ، والآخر لواء ( خدام العقيلة ) وهم يقتلون بلا عقل ولا قود ..فأين أنتم أيها الزعماء وأين أنتم أيها القادة مما يجري حولكم ويقع على أرضكم ودياركم ، ولماذا لا يرى مجلس الذعر الدولي في هؤلاء المرتزقة المجندين للقتل وسفك الدماء ( مقاتلين أجانب ) ينطبق عليهم ما ينطبق على المقصودين بقرار مجلس ذعرهم وخوفهم وأنتم تتابعونه صامتون ...

يسألكم شباب أمة يرون أعراض حرائرها تنتهك ، ودماء أبنائها تسيل ، وأمما تجتمع على قصعتهم ، وذئابا تجوس خلال أرضهم وديارهم : تحت أي راية للدفع تريدوننا أن نكون غير راية الفرجة على المأساة والرضا بالدون والإخلاد إلى الأرض ...

يسألون : وليّ الأمر وهم مقرون بأولويته في الجواب ...

ويسألون الفقيه : وهم معترفون في أسبقيته بالعلم والفقه والحكمة والاجتهاد ..

وهل من فقيه يتقلدها أمام الله والناس فيفتي في الإسلام أنه على أهل الإسلام إذا رأوا أرضهم تحتل ، وأعراضهم تنتهك ، ودماء إخوانهم تسفك ، وإذا تطاولت عليهم أمم الكفر بكفرها ، وأهل البغي ببغيهم ؛ أن يديروا ظهرهم للمشهد ، وأن يغمضوا أعينهم عن المأساة وأن يحسبلوا ويحوقلوا ثم ,,,,,

نعم أيها السادة القادة ... نعم يا أصحاب العلم الفضل لا للالتحاق بالرايات العميّة ...لا لمشروع التطرف وأهله.. ولكن هذه اللا مهما كانت كبيرة هل تعني ألا يكون للأمة في جهاد الدفع رايتها للدفع بالحق عن أهل الحق ...

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية