العَالمُ ..وَ غِيابُ الفِكْرِ الجَمعيِّ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

العالمُ اليَومَ بحاجةٍ ماسةٍ ومُلِّحةٍ إلى فكرٍ إنْسَاِنيٍّ جَمْعيٍّ لتعزيزِ مُتطلباتٍ إنسانيَّةٍ رئيسة:

قُدْسِيَّةُ حَيَاةِ الإنْسَانِ. قُدْسِيَّةُ كَرَامةِ الإنْسَانِ. قُدْسِيَّةُ حُريَّة الإنْسِانِ. قُدْسِيَّةُ إقامةِ العَدْلِ. قُدْسِيَّةُ سَلامَةِ البيئةِ. قُدْسِيَّةُ المَصالحِ البَشريَّةِ. تَعايشٌ بَشريٌّ آمنٌ.

أحسب.. أنَّه لن يكون هناك سلامٌ ولا ازدهارٌ مع غياب هذه المتطلبات الملحة للأمن البشريَّ.. ولكن ما السبيل إلى ذلك ..؟ أحسب أنَّه التحدي الكبير أمام أجيَّال البشريَّة.. وأمام أجيَّالِ خَيْرِ أمَةٍ أخرِجَت للنَّاس.. وكن كيف..؟ منذ ما يقرب من قرن ونصف.. أعلن سيدنا النبي محمد رسول الإسلام سبعة أعمدة لتُأسس لأول ميثاق عالمي للأمن والسلام البشريِّ جاء فيها:

يا أيَّها النَّاس إنَّ ربَّكم واحدٌ. يا أيَّها النَّاس إنَّ أبَاكم واحدٌ. يا أيَّها النَّاس إنَّ دماءَكم وأموالَكم مُقدَّسةٌ. يا أيَّها النَّاس إنَّ الله قد حرّم الرِبَا. يا أيَّها النَّاس استوصوا بالنساءِ خيراً فهن شركاؤكم في الحياة. يا أيَّها النَّاس إنّ الله قد حرَّم القتال أربعة أشهر من كل عام مؤكداً قُدْسيَّةَ الأمن والسلام. يا أيَّها النَّاس إنَّ الظلمَ مُحرمٌ بينَكم.

حقاً إنَّها لأعمدة جديرة بالإجابة عن تساؤل: ولكن كيف..؟

وسوم: العدد 817