خامنئي قد يصدر أمراً بحجب الانستغرام في إيران

أكد تطبيق ” الانستغرام” حجب حسابا ت بعض قادة الحرس الثوري. وأوضح المتحدث باسم الانستغرام هذا الاجراء، مضيفا بأنه يقع أداؤنا ضمن حدود قوانين العقوبات الأمريكية ويجب علينا التأكد من العمل بالتزاماتنا القانونية، بما في ذلك القرار الأخير باعتبار الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية، وقام انستغرام بحظر حسابات المستخدمين لبعض أعضاء الحرس الثوري، بما في ذلك حساب “قاسم سليماني” و”محمد علي جعفري” و”محمد باقر قاليباف” و”إبراهيم رئيسي”.

“جواد جاويدنيا” وهو نائب مدير الفضاء الإلكتروني للمدعي العام الإيراني، ورداً على هذا الاجراء، طلب من الحكومة حجب خدمة الانستغرام. وفي الوقت نفسه، ردّ وزير الاتصالات الإيراني على إغلاق حساب قادة الحرس الثوري في إنستغرام، بدوره وصف “محمد خاتمي” الرئيس السابق لإيران، تصرفات الولايات المتحدة بأنها إرهابية لإعلانها أن الحرس الثوري خطير للغاية، وشدّد السيد “خاتمي” على أن ما فعلوه بشأن الحرس الثوري سيؤدي إلى مزيد من الشعبية للحرس الثوري الإسلامي ولن يمنع إيران من مكافحة الإرهاب والإرهابيين. وأشار “خاتمي” الذي تحدث في مؤسسة “باران”، إلى أن الإجراء الأمريكي زاد من التحالف والتآلف في إيران، كما أعرب عن أمله في أن تتغير البيئة الأمنية في إيران.

لكن ما مدى جدية وواقعية كلام “خاتمي” والتي أكد فيها بأن مقاطعة الحرس الثوري الإيراني ستؤدي إلى زيادة شعبيته، وستخلق مزيدا من الوحدة والتلاحم الشعبي في إيران، بموازاة ذلك أعرب عن أمله في تغيير الفضاء الامني في إيران في الوقت الذي تواجه إيران مزيداً من الضغوط الخارجية فهل يمكن أن تؤدي مثل هذه التحديات إلى تغيير في سلوك الحرس الثوري الإيراني؟

الملاحظ من  حديث  “خاتمي” الذي يقول فيه: إن ادراج الحرس  الثوري على لائحة الارهاب لن يضعفه مطلقاً، وهو أمر خطير للغاية، و ليس جديدا على الإطلاق من جانب ساسة إيران على اختلاف مشاربهم؛ فجزء كبير من النخبة الإيرانية، وحتى جزء من المعارضين لديهم هذا الاعتقاد، وهم بذلك يتقاطعون مع رؤية الحزب الديموقراطي الأمريكي، ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، وجل هؤلاء يعتقد أن ادراج الحرس على لائحة الارهاب لن تؤدي إلى انقسام اجتماعي وسياسي داخلي في إيران،  والرسالة الجديدة التي وجهها “خاتمي” والتي عبر عن أمله في أن يلقى الحرس الثوري فعلاً بعض الدعم، لدرجة أنه حتى المتحدث باسم حزب العمال السيد “مرعشي” دعا الحرس الثوري إلى تعويض الإصلاحيين عن موقفهم.

لكن هل سيقابل الحرس الثوري الإيراني الاحسان بالإحسان؟ لا أعتقد أن الحرس الثوري سيقوم بذلك، لأن شعبية الإصلاحيين هذه الايام في أقل مستوياتها، وليس لديهم ما يمكن المساومة عليه. عندما كان الاصلاحيون في ذروة قدرتهم وسلطتهم، لم يمنحهم الحرس الثوري أي اهتمام، فما بالك في الوضع الحالي.

قائد الحرس الثوري بدور وجه بالأمس رسالة شكر فيها بوضوح كل الدعم الذي تلقاه من النخب والجماعات والأحزاب السياسية والشخصيات ومراجع التقليد.

نستطيع القول: إنه ومنذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية حتى الآن، لم نرَ مثل هذا الموقف الداعم للحرس الثوري. ولكن هذه القضية لها وجهان فهناك الكثير من القطاع الشعبي سعيدون بالقرار الأمريكي، حتى أن البعض منهم يقول: إن هذه ليست مشكلتنا مع أمريكا بل هي مشكلة الحرس الثوري، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الإيرانيين، ويعتبرون الحرس الثوري هو المسؤول عن هذه المعاناة، لذلك نعتقد أنه من السابق لأوانه أن يشعر قادة الحرس الثوري الإيراني بالثقة أو يعتقدوا أنهم اكتسبوا المزيد من الشعبية خاصة مع جلب ميلشيات الحشد الشعبي وحزب الله اللبناني لقتال الأقليات العربية والسنية في إيران.

لكن حول موضوع التضامن مع الحرس الثوري ومحاولة الأخير استغلال هذا الموضوع لتكميم أفواه الإيرانيين، خاصة أن إحدى القضايا التي أثيرت هي أن مكتب نائب المدعي العام للفضاء الإلكتروني قد طلب من الحكومة حجب الانستغرام، فإلى أي مدى يمكن أن تسهم هذه الضغوط وقد تؤدي إلى إغلاق وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، وخاصة الشبكات الافتراضية إذا ثبت حجب الانستغرام وربما بقية الشبكات الاجتماعية الأخرى؟

من جميع شبكات التواصل الاجتماعي في إيران فقد تم حجبها وبقي منها الانستغرام، ونائب المدعي العام  “جواد جاويدنيا” صرح رسميًا بأن أمر المحكمة بشأن حجب الانستغرام قد صدر ونحن ننتظر الوقت المناسب، ويأتي حجب الانستغرام بعد عام من حجب التيليغرام، ومن المؤكد أن النظام سيستفيد من إغلاق حسابات قادة الحرس الثوري للقيام بحجب الانستغرام وإغلاقه في إيران، خاصة أن حساب قادة النظام مثل “علي أكبر ولايتي” على الانستغرام قد تم إغلاقه، المؤكد أن النظام سيستغل هذه الفرصة ويقول: إن الانستغرام أصبح كاملا بيد الأعداء لذلك يجب إغلاقه وحجبه. حكومة روحاني التي وعدت بعدم إغلاق الانستغرام لا تزال تقاوم، وهو آخر المصدات في شعبية الحكومة التي قد تتحصن خلفها، وأن هذا الأمر ليس بالأمر السهل في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها إيران مع حملة القمع ومصادرة الحريات، إلا إذا اتخذ المرشد “خامنئي” قراره النهائي بحجب الانستغرام.

وسوم: العدد 821