أي ارتباط بين التصعيد الروسي - الصفوي - الأسدي على ريفي حماة وإدلب وبين رمضان !؟

وإن أردت أن أكتب عن حجم الحقد والعداوة والبغضاء في قلوب هؤلاء الأعداء على هذه الأمة وعقيدتها وشعائرها لكتبت مجلدات . ولكن ماذا ينفع أن نكتب ونشرح ونفصل ونحن جميعا محدودون من الفعل الرشيد والمبادرة المنجزة ..

ماذا ينفعنا البكاء والعويل وترداد الإدانات ونحن نرى عشرات الألوف من الأسر ، من النساء والأطفال ينتشرون تحت أشجار الزيتون على مدى عشرة أيام حيث لا مسعف ولا صريخ ...

لو كان في قلوب ثلاثي القتل الروسي - الصفوي - الأسدي مثقال ذرة من إنسانية ولن أتكلم عن إيمان ولا عن خير، ودخل علينا رمضان وحروبنا مشتعلة لقالوا لنجعل لشهر رمضان بعض الحرمة ، ولشعائر الإسلام بعض التوقير ..

ولكنهم حقدا وضغينة وبغضاء ربطوا تصعيدهم المجنون بكل ما يملكون من أدوات القتل بهلال رمضان ليكون عدوانهم الكالح على الشهر الفضيل نفسه كما هو على الحجر والشجر والإنسان ..

قال لهم ترامب : تقدموا في إدلب ولا تتوسعوا كثيرا ..وهاهم بالرخصة الترامبية يستمتعون ..

ثم قال بومبيو : لقد اتفقت مع بوتين على التقدم في الحل في سورية . وهذا التصعيد المجنون الذي نراه ونتابعه هو الحل الذي بشرنا به الديك الفصيح .

يا قومنا هذه والله هي المؤامرة الكونية الأمريكية - الروسية - الصفوية - الصهيونية . وما يزال يدس لي بعض الأصدقاء لا تمعنوا في استعداء أمريكا ..وهل نحن الذين استعدينا أمريكا أو روسيا أو إيران الصفوية أم هو الأكبر الذي تخفيه صدورهم بعد ما بدا من مواقفهم وعلى أطراف ألسنتهم من العداوة ما بدا لتبقى دائما أمام الحقيقة المتجسدة في قرآن يتلى ويتعبد به : " قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر "

ثم هل هذا الذي نعيشه ونحن نتفرج على أشلاء أهلينا أحياء وأمواتا هو العجز الذي استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منه . وأعوذ بك من العجز والكسل ..

أليس هذا الذي قال في مثله أبو البقاء :

لمثل هذا يذوب القلب من كمد .. إن كان في القلب إسلام وإيمان

وأكاد أقول : إن كان في القلب إنسان وإحسان ..

لعبة إغلاق مجلس الأمن منذ عشر سنوات لمصلحة الغول الروسي الصفوي  ما كانت لتتم لولا إغماض العين من قبل الدول التي تتباكى على القانون الدولي وحقوق الإنسان..بل وحقوق الحيوان أيضا ..

لو كان شعب سورية قرية من النمل أو سربا من الجراد أو فصيلا من القطط الشاردة لتحرك أدعياء الإنسانية على نحو أفضل للجم المأساة ووقف المجزرة والأخذ على أيدي الظالمين .

بالأمس كان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية يقول على منصة مجلس الأمن : أسلحة ذكية ومعقدة ومنها أسلحة جوية تستهدف المستشفيات في ريف إدلب ولكن لا نعرف من ورائها ..؟أ أرأيتم حجم الجريمة والمؤامرة ..

استخدام الكيماوي للمرة السابعة والسبعين في ريف اللاذقية ..ولكن من يريد أن يصدق؟! ، ومن يريد أن يحاسب ؟! ومن يريد أن يستنكر ؟! ومن يريد أن يدين ؟!

في ريفنا الشمالي منذ هلال الشهر الفضيل مجزرة حقيقية . هولكست حقيقي . حرب إبادة مدمرة . جرائم حرب متتابعة . ونحن نسمع النشيج والأنين ونرى الدماء ونشم رائحة التراب يدفن الأحياء ..

ثم لا نبكي مثل النساء ..

أواه لو أجدت المحزون أواه ..

كان الله في عون أهلنا في إدلب وريفها وقراها اللهم احفظهم بحفظك . وأرخ عليهم كنف لطفك . اللهم آمن روعاتهم واستر عوراتهم وتقبل شهداءهم وداو جرحاهم وأنزل لعنتك وسخطك وكل غضبك على المعتدين عليهم ....

اللهم الخلق خلقك والأرض أرضك . والشهر شهرك وليس لنا في هذا الكون نصير إياك ..

اللهم إنا مغلوبون فانتصر .. اللهم إنا مغلوبون فانتصر ..

اللهم أهلك الطغاة والجبارين والقتلة والمفسدين في الأرض

ولا حول ولا قوة إلا بك ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 825