أمريكا والعالم وإيران ... الحرب تحليل سياسي ..

‏السلام عليكم ...

الأجواء تتلبد بغيوم إعصار كبير ... 

البحار تمتلئ بحاملات الطائرات الأمريكية الضخمة (وتوابعها) وعليها طائرات الإف 15 و 16 و35 وحوالي (5000) طائرة الدرون في جيلها الخامس وهي الأكثر تطوراً على الإطلاق.

طائرات ب 52 تربض في قطر وهي تحمل أو أنها قادرة على حمل القنابل النووية، القواعد الأمريكية التي قد تزيد عن (30) قاعدة تحيط بإيران من كل جانب، في حالة تأهب قصوى. الأساطيل الفرنسية والبريطانية رغم أنف حكوماتها المحبة لإيران إلا أنها تمخر البحر المتوسط والأحمر والعرب نحو الخليج لما بينهما وبين أمريكا من اتفاقيات ملزمة لا تستطيع تلك الدول أن تعارض توجهات الرئيس الأمريكي وقراراته الكبرى.

شحن البحر العربي والخليج العربي بكل تلك الترسانات العسكرية يجعل تكلفة وجودها يوميا يزيد عن البليون دولار، والخزينة الأمريكية مفلسة وتحتاج إلى وسائل انقاذ كبرى، فأهلا بكم للتحليل السياسي الذي تمليه علينا معطيات الواقع: 

الحزب الجمهوري وفريق الرئيس دونالد ترامب وخاصة بومبيو وجون بولتون، يعلمون أن خروج تلك الترسانة الحربية ليست نزهة بحرية ليلهو الجنود الأمريكيين ويراقصون بعض المجندات الأمريكيات الجميلات في حفلات سهرات ليلية. إنما هي إما أن تكون عملية مدروسة أو مغامرة ستخرج الرئيس ترامب من البيت الأبيض لا قدر الله.

الحزب الديمقراطي يترقب وعينه على اسقاط الرئيس دونالد ترامب، ولو عادت هذه الترسانة الأمريكية العسكرية الكبرى التي عادة لم تخرج إلا لحرب كبرى، لو عادت دون حرب سيشنع الديمقراطيون بالرئيس ترامب بأنه يبذر الميزانية على لهو ليس من ورائه طائل وربما أدى إلى سقوط محتم له بالانتخابات القادمة.

إذن خرج المارد من القمقم فيحتم خروجه انطلاقه، وإن عاد دون تحقيق أية أهداف، فهذا يعني فشل ذريع، وبهذا ففريق الرئيس ترامب دفع بالرئيس الآن اجبارياً للحرب، وبدون شك أن الرئيس ترامب وعد أنه لن يرسل القوات الأمريكية للخارج من أجل الحروب، ولكن هذا الوعد تمكن فريقه وخاصة قائد الحروب جون بولتون وبومبيو واللذين مصران على إسقاط إيران، يقول الأمريكيون أن الرئيس يريد ضغطاً على الملالي للحوار، بينما بولتون وبومبيو يصران على تغيير كامل وشامل للنظام الدموي الإرهابي الذي أتعب العالم. وأثبت أنه امتداداً لامبراطوريات الفرس التي دمرت أثينا واسبرطة ومدن أوروبا في استئصال مدمر مقيت دموي لا يمكن أن يحدث إلا من المغول والفرس واليهود.

الآن سيحتاج العالم إلى معجزة كبرى لإيقاف الحرب، ولن تكون هذه المعجزة إلا معجزة الهية، فالبشر الآن غير قادرين على ثني نتنياهو وبومبيو وكوشنر وجون بولتون عن الحرب.

والرئيس ترامب بدون شك قد اتجه اتجاها يصعب عليه التراجع الذي قد يوصمه أعداءه بالفشل والتردد، فالحرب الآن هو الخيار الوحيد، فماهي أسباب الحرب من وجهة نظر فريق ترامب:

الأزمة المالية الأمريكية الخانقة، فالعجز المالي بلغ ترليون دولار في سنة واحده، والحرب مفتاح جيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وطريق الحرير طريق اقتصادي سيمر من خلال إيران، واحتلال إيران من قبل أمريكا سيقطع ويوقف طريق الحرير، ويجعل الصين تخضع مجبرة للتفاوض مع أمريكا لإكمال المشروع. وصداقة الرئيس ترامب للعرب وخاصة السعودية والإمارات تجعل الرئيس وبتسخير إلهي *وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" رواه البخاري ومسلم.* فإيران شكلت خطراً حقيقياً على السعودية والإمارات والبحرين والكويت، واحتفلت بدخول ارهابيوها وخرافها للعاصمة العربية الرابعة صنعاء بعد احتلالها لبغداد ودمشق وبيروت. وتنادى خرافها ونعاجها بأنهم ينتظرون احتلال الرياض وابوظبي، وهكذا فسقوط إيران نهائيا والملالي خاصة وإلى الأبد خدمة لأصدقاء أوفياء، وتنفيذا لتهديد الأمير الشبل ابن أبيه وجده سلمان وعبدالعزيز، حين قال الأمير محمد بن سلمان مهدداً إيران بنقل الحرب إلى داخل إيران.

بالنسبة لروسيا فقد اتصل الرئيس ترامب بالرئيس بوتين في مكالمة طويلة منذ أسبوعين، ويبدو أنه تمكن من التفاهم معه حول اسقاط النظام الإيراني، وروسيا ستكون مكافأتها في ارتفاع كبير بالأسعار مدة الحرب، فتستطيع أن تنال جزء من التعويض مقابل خسارتها لإيران الملالي، فضلاً عن أنه يمكن أن يكون التفاهم شمل عدم حرمان روسيا من البناء والتنمية في إيران مريم رجوي بعد سقوط نظام الإرهاب الخامنئي.

أما بالنسبة للصين فهي في وضع صعب، فما بين المصالح السعودية الإماراتية التي تعتبر سقوط الملالي في إيران على رأس أولوياتها، وبين رغبتها في تلافي الضغوط الأمريكية، وقد دارت محادثات روسية صينية ومحادثات سعودية صينية لابد أنها تمكنت من توفير قبول هادئ من قبل الصين لزوال نظام خامنئي.

بهذا نصل إلى أن العودة للوراء أمر أصبح في غاية الصعوبة، فما حشدت أمريكا قواتها إلا لحرب، وكل الظروف المحيطة تؤكد أن الحرب هي النتيجة الأكثر ترجيحاً من أي شيء آخر لما يجري من أحداث في المنطقة، فأسباب الحرب موجودة، وإن لم توجد فمن السهل إيجادها، وأول القطر تفجيرات الفجيرة، والإسم لم يتم اختياره عبثاً، فالفجيرة قد نفهم أنها من شروق وبزوغ الفجر، ولكن في ظروفنا اليوم، فالتفجير من جهة لأزمة عالمية قد بدأت بالفجيرة، وبزوغ فجر جديد من السلام قد يبدأ من حادث الفجيرة تلك المدينة الجميلة الوادعة في جبال الإمارات.

السيناريوهات المتوقعة، أن تكون عجلة جون بولتون للحرب ستجعل الحرب واقعا ملموساً خلال أسبوع أو ثلاثة أسابيع، وقد تضطر إيران إلى توسيط أوروبا ، بأنها مستعدة للانسحاب من لبنان، فتنسحب وتسقط حكومة العميل الإيراني ميشيل عون وحزب اللات، وربما بدأت إسرائيل حربها ضد لبنان، لتدمير البنية التحتية في لبنان، وستضطر حكومة الملالي إلى انسحاب عشوائي من اليمن وسورية، بيد أن الضغوط ستستمر لتنفيذ إيران الـ12 شرطا التي وضعها بومبيو، وستنسحب من العراق في ظل ما يبدو أنه تحرك لجيش البعث السابق، ولن تجد أي إمكانية لتوقف الضغوط، التي ستصر على إيقاف تصنيع الصواريخ والماء الثقيل والمصانع النووية، وحينها ستضطر إيران للمغامرة بإقفال المضيق لهرمز، ومن هناك، ستبدأ الحرب إن لم تتطور الحرب بأسرع من تلك الوتيرة اختصارا لزمن الحرب.

حينها ستبدأ الطائرات اف 15 واف 16 واف 35 وب 52 والدرون من الجيل الخامس أمريكية وإسرائيلية ودول أخرى في ضرب إيران وقواعدها للحرس الثوري ومرابض أو مهاجع الصواريخ ومصانع السلاح والمحطات النووية من شمال إيران إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ، حيث في نهاية المطاف يضطر الجيش الإيراني القيام بانقلاب عسكري على ما تبقى من رجال النظام . والاستسلام للقوة الدولية وتسليم السلطة لمريم رجوي.

وسوم: العدد 826