الثوار يحولون المعارك الى تكتيك الحرب الفيتنامية، فهل تركيا اليوم بدلاً عن الصين الامس؟

هذا الموضوع كتبته في عام ٢٠١٢ اي عندما كانت الثورة في بداياتها ، تمنيت من خلال المقال التحول الى الاسلوب الفيتنامي في محاربة النظام واعوانه اذا توفرت الظروف المناسبة لها. 

اليوم هناك تقارب بين الوضعين 

ففي حرب فيتنام ، الصين  دولة مجاورة لفيتنام وكانت هي خط  الامداد الرئيسي لثوارها ، فهل تصبح اليوم تركيا خط الامداد الرئيسي للثوار  وخاصة ان تركيا تجاور مناطق العمليات في شمال سوريا ؟.

يومها كتبت المقال التالي :

 التجربه الفيتناميه ... 

اعزائي القراء

في كل العلوم التي ندرسها وفي كل المشاريع التي ننفذها سواءاً كانت سياسيه او هندسيه او إقتصاديه او عسكريه او طبيه ... هناك ما يسمى بنظام البدائل ؟

في إختصاصي الهندسي على سبيل المثال عندما اقوم بتصميم بناء ما، فعلي ان ازود هذا البناء بنظام المصاعد كبديل عن الدرج مع تصميم مولد كهربائي إحتياطي يعمل آلياً  خلال خمسة عشر ثانيه من إنقطاع التيار الكهربائي لتشغيل المصاعد والإناره الإحتياطيه وغيرها من التجهيزات الحساسه الأخرى, وليس ذلك فقط بل علي ان ازود البناء بسلم خلفي إضافي لإستخدامه كبديل إحتياطي في حال حصول حريق لا قدّر الله كمنفذ للنجاة, كما يجب علي ان اصمم خزان مياه علوي كبديل مؤقت عند إنقطاع المياه عن البناء , خذوا مثالاً آخر في العلوم العسكريه فعندما تضع القياده العسكريه خطه هجوميه معينه فإنها تضع في نفس الوقت خطه بديله في حال تعرض الخطه الاساسيه لعقبات غير محسوبه, وخذوا هذا المثال على المستوى الشخصي فعندما تسافر بسيارتك فأول ماتفعله هو تأكدك من وجود دولاب إحتياطي لإستبداله بالدولاب التالف عند الضروره وهذا الدولاب يعتبر نظاماً بدائلياً بجداره. اما في السياسه فحاجتنا للبدائل تكون اكثر إلحاحاً من الأمثله السابقه , لماذا؟ لان نتائج المباحثات السياسيه تمس شعباً كاملاً وليس سكان بناية واحده 

إخترت لكم في هذه المقاله التجربه الفيتناميه كدرس عملي معاصر نستفيد منه  في ثورتنا المباركة.  

اعزائي القراء

في شهر تشرين الثاني / نوفمبر ١٩٥٣ بدأت فرنسا ببناء قاعدة للجيش حول قرية "ديان بيان فو" بشمال غربي فيتنام، وكان الغرض من هذه القاعدة هو تعطيل حركة الجيش الفيتنامي الشمالي. وفي ١٣ آذار /  مارس عام ١٩٥٤، شنَّ الفيتناميون هجومًا على قوات فرنسية يزيد قوامها على ١٠٠٠٠ جندي في القاعدة، ودمروا سريعًا مطار القاعدة تاركين الفرنسيين بدون مؤن كافية وإستمر الحصار لمدة ٥٦ يومًا.

طلبت فرنسا على الفور من القياده الفيتناميه اللجوء الى المفاوضات وعقدت هذه المفاوضات في مدينة جنيف ودخلها الفيتناميون وبدائلهم جاهزه واكررها ثانية بدائلهم جاهزه وهي قوة مقاتليهم على الأرض فكلما حاول الفرنسيون تحسين موقفهم التفاوضي كانت الأوامر تصدر فوراً الى القياده العسكريه الفيتناميه بتشديد ضرباتها على المواقع الفرنسيه مما اضعف مطالب المحتلين الفرنسيين وانتهت هذه المفاوضات بإجبارهم على الاستسلام في ٧ ايار /  مايو ١٩٥٤ وانتهى القتال في اليوم التالي.  

بعد الهزيمة الفرنسيه دخل الأمريكيون على الخط وتمركزوا في فيتنام الجنوبيه بعد فصلها عند خط عرض ١٧عن فيتنام الشماليه المحرره وفور رحيل فرنسا من فيتنام بدأت الولايات المتحدة تساعد حكومة سايغون عسكريا .فبدأ المستشارون العسكريون الأميركيون يتوافدون على فيتنام الجنوبية بدءا من شباط / فبراير ١٩٥٥ من أجل تدريب الجنود الجنوبيون هناك. 

وحصل الصدام من جديد بين المحتلين الجدد وجيش التحرير الفيتنامي الشمالي . الحرب كانت حرب قتل مدنيين بجداره وحرق وتدمير غابات وقرى كامله (روسيا وعصابات الاسد وايران تستخدم اليوم نفس الاسلوب القذر) , لن اسهب كثيراً في وصف هذه الحرب القذره فلقد وصفها مراسلون امريكيون بأنفسهم الا اننا نستطيع إسترجاع جرائمها من خلال حروب الامريكان في العراق وافغانستان وبربرية الصهاينه في غزه ولبنان."واليوم تتمثل هذه الجرائم بما تقوم به عصابات الاسد وايران والروس  من جرائم تفوقت على كل ما عداها في التاريخ"

اعزائي القراء 

عندما فشلت امريكا من تحقيق مآربها في  الهند الصينيه واوشكت على حافة الأنهيار وكان خلف الثوار الفيتناميين دولة الصين حيث كانت الرئة  التي كان يتنفس من خلالها الثوار الفيتناميين .وبعد صمود الثوار بوجه الغزو الامريكي   طلب الامريكيون بعقد مفاوضات في باريس حول طاولة مستديره. دخل الفيتناميون المفاوضات للمره الثانيه وبدائلهم جاهزة معهم واكررها للمرة الثالثة " بدائلهم جاهزة معهم" فكلما وصلت المفاوضات الى طريق مسدود يهم الفيتناميون بمغادرة المكان بكل هدوء فيلحق بهم الأمريكان يرجوهم العودة إلى المفاوضات لان بديل عدم عودتهم كان دروساً في ارض المعركه طالما ذاق الأمريكان منها طعم الموت الزؤام . وانتهت المفاوضات وخرج الأمريكان من فيتنام خروجاً ذليلاً تاركين عملاءهم لمصيرهم الاسود ، انتهز الشماليون فرصة انشغال واشنطن بووتر غيت فشنوا هجوماً كاسحاً على الجنوب محتلين مدينة فيوك بنه في  كانون الثاني/ يناير  ١٩٧٥، وتابعوا هجومهم الكاسح الذي توج بدخول سايغون يوم ٣٠ نيسان/ ابريل من نفس السنة ثم توحدت فيتنام. 

اعزائي القراء 

الشعب السوري ليس ضد المفاوضات بحد ذاتها , ولكننا ضد ان نذهب إليها وأيادينا  فارغه...وعلى العدو ان يعلم ان بدائلنا جاهزة كما كانت بدائل الفيتناميين جاهزة .

فيا ايها الثوار وَيَا ايها المجاهدون وحدوا الصفوف وكونوا يداً واحدة خططكم و بدائلكم  جاهزة  ،كما ان دعم الاتراك  سيصب في مصلحتهم ومصلحة شعبنا معاً

والنصر لكم  باذن الله يا مجاهدي وثوار الشعب السوري البطل

مع تحياتي...

وسوم: العدد 828