( أبو الشهيدة حبيبة ) مهنئا الدكتور مرسي في بلاغة رائعة

د. أحمد عبد العزيز

clip_image002_721ae.jpg

سيدي الرئيس ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

سلام الله عليك في الأولين، وفي الآخرِين ..

وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين ..

كنت أكتب إليك - في الماضي - لأواسيك ..

واليوم، أكتب إليك؛ لأهنيك ..

فأنت لم تتحرر من أغلال سجانيك فحسب ..

بل تحررت من الدنيا بأسرها .. برجسها .. بسفهائها .. بأنذالها ..

فلا برادعي بعد اليوم، ولا صباحي .. 

ولا شامي، ولا أسواني ..

ولا الثنائي البغيض، حمالة الحطب، وزوجها أبي لهب ..

ولا يوسف المهرج، ولا موسى الرويبضة، ولا عيسى الدجال ..

ولا تمرد .. ولا بلاك بلوك .. ولا لحى مزيفة، ولا نخبة مستأنسة ..

ولا أولئك الذين قالوا يوم اختارك الشعب :

نحن أحق بالملك منه ..

ولا أولئك الذين نازعوك في شرعيتك، حسدا وبُغضا ..

.

أتخيلك - سيدي - وأنت تنظر إلى نفسك ..

ربما في مرآة مرصعة بأحجار الجنة .. 

وربما في صفحة نهر من أنهارها ..

تبحث عن نظارتك، فلا تجدها ..

يا إلهي !! بصري أقوى مما كان، بلا نظارة !! كيف ؟!

تُحدق في لحيتك، فيدهشك اختفاء الشيب ..

لا صداع .. لا وهن .. لا أنسولين ..

تنهض في نشاط لم تعتد عليه .. 

تضرب صدرك بقبضتيك، من فرط العافية ..

تسأل، وأنت تدور حول نفسك، وتنظر في كل اتجاه :

حيٌّ أنا أم ميّت ؟!

إن كنت حيا، فأين السجان ؟!

وإن كنت ميتا، فأين ظلمة القبر ؟!

أين أنا ؟!

لست في زنزانتي، ولا في سيارة الترحيلات،

ولا في القفص الزجاجي !!

فهذا عالمي الذي أعرفه ..

أم أني مِت دون أن أشعر ؟!

لكن !! أي موت هذا الذي يرد للإنسان عافيته، 

وبصره، ويمحو الشيب من لحيته ورأسه ..

أم أني كنت أعيش كابوسا، واستيقظت ؟! 

لدي رغبة في الركض ..

أذكر أنني كنت ممنوعا، حتى من المشي .. 

ما هذه الطيور البديعة التي تسابقني ؟!

وما هذه الأصوات العذبة التي تطربني ؟!

ما هذا الحشد الكريم ؟! وما هذه الوجوه النضرة ؟!

نحن أهل رابعة، والنهضة، والمنصة، 

والحرس الجمهوري، ورمسيس، والقائد ابراهيم، والمنصورة، و .....، و ....، و ....

.

سيدي الرئيس ..

لكونك مشغول .. فربما لا تعرف أن مسلمي

فلسطين صلوا عليك صلاة الغائب، في المسجد الأقصى المبارك، تحت الحراب الصهيونية .. 

وكذلك فعل المسلمون في أرجاء المعمورة،

إلا بلاد الحرمين ..

أتدري لماذا سيدي الرئيس ؟!

لأن هذه البلاد المباركة، تعيش اليوم رِدَّة جديدة، 

ولا أبا بكر لها ..

غير أن محمد بن سلمان، لا يملك شجاعة مسيلمة الكذاب ..

فبينما أعلن مسيلمة رِدَّته، فإن بن سلمان يتدثر بنفاقه !!  

وربما لا تعرف - سيدي الرئيس - 

أن أخاك رجب طيب أردوغان، جاء خصيصا من أنقرة

إلى اسطنبول؛ ليصلي عليك صلاة الغائب ..

وإن سألت عن السبب .. 

فلأن أشقاءنا الأتراك يرون في اسنطبول (تركيا الصغيرة) بأعراقها وتاريخها، وهو ما لا يتوفر في مدينة أخرى مهما

كان شأنها ..

وربما لا تعرف - سيدي الرئيس -

أن قناة الجزيرة رفعت صفة (المعزول) عنك بعد ارتقائك .. وقد أصرَّت على ترديدها، بلا أي مبرر مهني أو قانوني !!

رغم طرحي عليها بدائل (موضوعية)، ومنطقية، قبل ست سنوات !!

فقد كان بإمكانها أن تقول : 

"الرئيس المنقلَب عليه"، وهو الحاصل .. 

أو تقول : "أول رئيس مدني منتخب"، وهو حق .. 

إلا أنها لم تستجب في حياتك ..

لكن الذي تعرفه حقا - سيدي الرئيس - أن جثمانك الطاهر، مُسجى بجوار مرشدي الإخوان الراحلين، رضوان الله عليهم أجمعين .. فإن كنت سعيدا بهذه الصحبة المباركة ـ 

ولا أشك في ذلك ـ فهنيئا لك ..

إلا أنني وغيري، نرى أن قاتليك أرادوا ـ بذلك ـ أن يخلعوا عليك صفةً (تنظيمية)، ليحرموك من صفتك (الوطنية) .. 

فأنت سيدي الرئيس ..

كنت رئيسا لمصر، ولم تكن مرشدا للإخوان .. 

لذا،

فإن مُحبيك في أرجاء الأرض - وهم بالملايين - قد جعلوا منك رمزا (أمميا) .. لا مصريا ولا إخوانيا .. 

.

سيدي الرئيس ..

لا أقول وداعا .. ولكن إلى اللقاء ..

أحمد عبد العزيز

#الرئيس_مرسي_شهيدا

#السيسي_قتل_الرئيس_مرسي

وسوم: العدد 830