أولاد الأصول

إذا ضاعت الأصول في الدّنيا تجدها في بلاد الشّام ...

نسمع كثيرا عن أولاد الاصول ولكن من هم الذين يطلق عليهم اولاد الأصول ؟

يقول أهل الشّام عندما يريدون مدح أحدٍ أنّهم (ولاد أصول) ...

ومن لا يعرف أهل الشّام، يظنّ تلك الجملة ّّعنصرية أو ماديّة، لكنّك عندما تسأل كبارهم وعليّة قومهم، تعرف معنى أولاد أصول ...

أولاد الأصول بسيماهم يعرفون ...

أولاد الأصول هم أناس في كلّ مدينة وقرية من مدن وقرى سوريّة وبلاد الشّام ...

هم من كلّ منطقة وأصل وطائفة ودين ...

يعرفون كيف يمشون وكيف يأكلون وكيف يجلسون وكيف يخاطبون الغنيّ والفقير والكبير والصّغير ...

لا يتعالون على أحدٍ لأنّهم يعلمون مكانتهم ... ولا يفرّطون في اللّغو وتافه الحديث إلى درجة السّوقيّة ...

مهما غضبوا لا يشتمون ولا الكلام البذيء يستخدمون ...

يجمعون بين الكبرياء المتواضع والحياء ...

كلّما ارتفع شأنهم يتواضعون لأنّهم يعلمون أن فوق كلّ ذي علم عليم ... وفوق كلّ ذي قوّة قويّ رحيم ...

إذا بدؤوا بالحديث - وإن همساً - تجد من حولهم ينصتون ...

إذا لم يعجبهم حديث أو أغضبهم، فإنّهم عن الجمعة ينصرفون ...

إذا أخطؤوا يعتذرون ويستغفرون ولا يتكبّرون ...

إذا كان مالهم وفير، فمن حرّ مالهم يتصدّقون، وإذا لم يكن وفيراً فبمكانتهم ومعارفهم يجمعون للفقراء ثرواتٍ بمجرّد أن يطلبون ...

أبناء الأصول هو أبناؤهم وأحفادهم الثّابتون على قيمهم من احترام الذّات واحترام الغير ورفعة الأدب وحلاوة اللسان ... ورصانة الملبس والممشى وروعة المجلس ..وحسن التصرف ولايرضون بالحال المايل ولا التصرفات بغير مكانها وعن العرف لايحيدون 

يزينون كلامهم وتصرفاتهم بكل مايليق بكل تعاملاتهم لاتحكمهم المصالح ولا المنافع الدنيوية ويعترفون بخطاهم اذا اخطاوا ويتعذرون فالرجل منهم بالف من حيث تعامله مع اهل بيته فيكرم زوجته ويقدرها  ويربي اولاده احسن تربية على الاخلاق والتربية ويحافظ على علاقة سليمة بكل من حوله ويعطي كل ذي حق حقه دون شطط ...والزوجة تحوف اهل بيتها وترعى زوجها واولادها وتكرم جيرانها والأهل والاقرباء وتبقي على الود والرحمة تحكمها الاخلاق العالية والدين  باختيارها السليم لزوجها وتربيتها لاولادها ليخرج للمجتمع افراد صالحون يخدمونه ويرفعون شأنه ...

رحم الله أولاد الأصول من أهل بلاد الشام .. وحفظ من بقي من أولاد الأصول من أهل بلاد الشّام ...

الّذين يعرفون معنى أولاد الأصول ويعرفون كيف تكون الأصول ...

إذا ضاعت الأصول في الدّنيا ... تجدها في بلاد الشّام ...

وسوم: العدد 832