في معارك المصير: يُعذَر المَعذورون .. ويُقمَع المُعَذّرون !

 حتى إذا لم تكن الحروب إسلامية ، ضدّ الأعداء ، فإن المسلمين ، هم وقودها وضحاياها ، كباراً وصغاراً ، بمن فيهم : المَعذورون ، والمُعذّرون ، والمتَذرّعون ، والمُرجفون ، والخونة ، والمتخاذون ، والمذبذبون ! كلّهم وقود للصراع ، وضحايا له ، كلّ بطريقة ، وبشكل ، وبإسلوب! وتحديد ذلك للأعداء ، دائماً ، في التعامل ، مع كلّ منهم ، في الزمان والمكان المناسبين ، للعدوّ! فليست القضية حرباً، بين عدوّين ، بل هي عملية إبادة ، لعدوّ واحد، هو المسلمون ، حصراً .. والأعداء متعدّدو المشارب ، متنوّعو الهويّات ، مختلفو الجنسيات .. متصارعون فيما بينهم ، أحياناً ، متّحدون ضدّ المسلمين ، أبداً !

الفرق بين المَعذورين والمُعذِّرين :

المعذورون : هم أصحاب الأعذار الواضحة ، مثل : المريض ، والأعمى ، والأعرج .. وكلّ من لديه سبب واضح ، يقعده عن القتال ، أو  بذل المال ؛ أيْ : عن (الجهاد بالمال والنفس)..!

المعذّرون : هم الذين يخترعون ، لأنفسهم ، الأعذار، كي يتهرّبوا ، من الجهاد! وقد كانت فئات، من المحسوبين على الإسلام ، تمارس هذا ، في العهد النبوي !

ومعلوم ، أن الحكومات الوطنية ، بأنواعها ، اليوم ، ترفض أعذار هؤلاء المعذّرين ، وتُوقع على المتهرّبين من القتال ، عقوبات صارمة !

وقد قال ربّنا ، تبارك وتعالى ، عن هؤلاء :

(وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *

فهل يُعَدّ المرجفون ، من هؤلاء ، أو هؤلاء ؟

والمرجفون : هم أهل الكذب ، الذين يخوّفون المسلمين ، من أعدائهم ، بافتعال الأكاذيب ، لنشر الإحباط ، واليأس ، والبلبلة .. في صفوف المسلمين !

قال تعالى :

(لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا). 

فهل الذين يَشهدون للعدوّ، بالأحقّية ، فيما يقول ، أو يفعل .. مِن هؤلاء؟

وهل المتآمرون ، مع العدوّ، سرّاً ، والمتظاهرون بأنهم ضدّه .. مِن هؤلاء؟

النماذج كثيرة ، اليوم ؛ أكثر منها ، في العهد النبويّ ، بما لا يقاس! وهي تجد، مِن دعم العدوّ، المتغلغل في صفوف المسلمين ، اليوم ، مالم يكن يجده أحد ، من نماذج الأمس ! بل إن بعض حُماة المسلمين ، اليوم ، صاروا هم الجُناة ، الذين يفتكون بهم ، ويقدّمون أسماءهم ، للأعداء ، ليبطشوا بهم !

فماذا على الشعوب المسلمة ، أن تفعل ، إزاء هذا كلّه ؟ الإجابة على هذا السؤال ، هي من المهمّات الأساسية الأولى ، للنخب الإسلامية ، في أوطانها ! وكلّ منها أدرى ، من غيره ، بما عنده !

وسوم: العدد 835