هلكَ نيرون، و بقيَتْ روما

 ( الأيام السورية )

" نيرون، أو نيرو "  خامس و آخر امبراطور في  الأمبراطورية الرومانية من السلالة اليوليوكلودية (من أوغسطس حتى نيرون) عاش من ( 27 ق.م. - 68 م )، وصل إلى العرش لأنه كان ابن كلوديوس بالتبنى، حكم الإمبراطورية من ( 54-68 ).

لمّا فشل في الأعمال السياسية والعسكرية، سيطرت عليه فكرة البراعة في الغناء والتمثيل، و أصبح يخرج إلى المدن، يطوف فيها يحصد الجوائز في هذين الفنيين نفاقًا و زورًا، فلم تكن لجان التحكيم تجرؤ على أن تنتقده، أو أن تعطي الجائزة الأولى لغيره..

و في سنة 64 م، راود خياله فكرة أن يعيد بناء روما في عهده وفق ما يريد، فخطر بباله أن يحرقها، فبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير، وانتشرت في أنحائها أسبوعًا كاملاً، والتهمت عشرة أحياء من أحيائها الأربعة عشر، و هلك الآلاف من سكانها.

وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق، والصراخ يعلو؛ كان نيرون جالسًا في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لبه، وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التي يصف فيها حريق طروادة.

اتجهت أصابع الاتهام بأنه هو المتسبب في هذا الحريق المتعمد، وتهامس أهل روما بالأقاويل عليه، وتزايدت كراهية الشعب له، ففكَّر في كبش فداء يضعه أمام الشعب، فألصق التهمة بأبناء شعبه من المسيحيين، من دون اليهود، الذين كانوان تحت حماية " بوبياسبينا " إحدى زوجاته، فألصق التهمة بالمسيحيين، و شرع في القبض عليهم واضطهادهم وسفك دمائهم؛ بتقديمهم إلى الوحوش الكاسرة أو حرقهم بالنيران.

لدرجة أنّه جعل مؤهلات الولاة الذين كانوا يتولون الأقاليم، هي قسوتهم في قتلهم، إشباعًا لرغبة أنصاره في رؤية الدماء، فعاش من نجا منهم في سراديب تحت الأرض وفي الكهوف، وما زالت كنائسهم وأمواتهم إلى الآن يزورها السياح.

وسوم: العدد 838