صناعة قادة الرأي، بين التخطيط والعبثية

تعليقا على مقال

السيدة ليلى الرفاعي مداجن دينية 

تنفق الأمم الملايين لصناعة قادة الرأي المؤثرين، ومما لا شك فيه أن العلماء هم من المؤثرين مع اختلاف بالتأثير بين واحد وآخر. 

عادة يتم اختيار من يودونهم مؤثرين وفق معايير عالية، وبعض المؤثرين تخدمهم صفاتهم الشخصية والظروف العفوية. 

إلا إننا نتكلم عن الموضوع بشكل عام

.

يلاحظ منذ زمن أن معظم الدارسين للعلوم الشرعية من الأقل حظاً في المستوى العلمي، وأحياناً من الأقل حظاً من القبول الإجتماعي،  فتجد العالم يدفع ولده المتفوق لدراسة الهندسة والفاشل للعلم الشرعي أو للعمل كمؤذن أو متخصص بتلقين الموتى ودفنهم وحضور مناسبات الطهور وخلافه. 

و هذا أولاً 

أما ثانياً_ ما سبق يدفع أهل غير الإختصاص لملئ الفراغ الشرعي في فقه الواقع والنوازل، فيأتي رأيٌ غير موفق غالبًا. 

ثالثا_ العمل الفردي والشللي بعيداً عن مراكز الدراسات والأبحاث بالتعاون مع التخصصات الأخرى يأتي ناقصاً مشرذماً للرأي العام وللثقافة العامة فتتشرذم الأمة ،

عدم وحدة العلماء نتيجة طبيعية لما سبق. 

رابعاً _ تحزب العلماء أفقدتهم هيبتهم، وعدم التحزب لا يعني عدم نصح الأحزاب وتوجيههم بالجملة او أفراداً بالمجتمع. 

خامسا _ عدم وجود وقف للعلماء وأهل الإختصاصات الإستراتجية يمنع الاذكياء وأصحاب التحصيل العلمي العالي من دراسة العلوم الشرعية. 

سادسا _حالة الكهانة لورثة العلماء وأصحاب الوجاهة الدينية من أدعياء العلم والجاه أساءت للصورة الذهنية عن العالم. 

.

.

.

.

الخ

كل ما سبق أدى لهشاشة فكرية عقدية مست الولاء والبراء والأمن الإجتماعي والعقدي،  وتركت فراغاً ملئهُ المهرجون والعملاء من ساستنا، 

وإستغله الأعداء فكانت داعش وكيانات مشبوهة أسسها مشبوهون ممن ذكرناهم أعلاه. 

بينما عملوا للإغتيال المعنوي والمادي والسياسي لكل الخبراء الغيورين، وذلك عبر خطة عمرها عشرات السنين، فكانت هذه الأحزاب والجماعات الهشة التي خدمت الأعداء لتدمير الدين والوطن والإنسان،  بل قاموا بالتطاول على قامات علمية وإجتماعية وحاربوهم برزقهم وجوعوهم،  أملاً في إذلالهم ولكن هيهات إنها سنة المصلحين الشرفاء والانبياء عبر التاريخ. 

من أجل  ذلك فُهمت الأمور على أنها تدجين..... أو أشياء أخرى وسوء الظن في هذه الظروف والمعركة الفكرية المعرفية من حسن التدبير. 

ملاحظة: اقصد بهذا المقال الشأن السوري 

وسوم: العدد 840