الرجولة.... قرار

الرجولة.... قرار

أبو هشام

بداية دعونا نتفق على المصطلح , الرجولة موقف واضح في موضوع ملتبس ينتج عنه تصرف معين – و هي غير الذكورة - , أما القرار فهو الحالة التنفيذية أمام هذا الموضوع المستجد و له عدة خيارات و عليك أنت أن تختار أحدها وعلى مسؤوليتك

إن أي واحد فينا لابد أنه اتخذ و يتخذ قرارات كثيرة تتناول أمور حياته , فاختيار الدراسة قرار , و اختيار العمل قرار , وموعد البدء بالحجاب قرار, و السفر قرار , و البيع و الشراء قرار, و الإقلاع عن التدخين قرار , و البدء بنظام الريجيم قرار

و الذهاب في نزهة قرار , و طلب زيادة الراتب قرار , وحتى الطبخة اليومية قرار

إن أكثر ما يذهب إليه الفكر عندما نسمع كلمة قرار هو القرار السياسي أو القرار العسكري , و هو فعلاً قرار و لكنه يتجاوز الفرد ليكون تأثيره على الأمة في الحاضر و المستقبل .

من الأمور المسلم بها أن الأمور لا تسير هكذا عشوائياً بل لا بد من وقفات على مفترقات الطريق يتوقف عندها العقل للحظة أو لساعة و ربما لأيام أو أكثر من ذلك  قبل اتخاذ قرار و خاصة إذا كان هاماً أو مصيرياً .

إن القرارات الصغيرة الصحيحة و المناسبة تؤدي – على الأغلب – إلى قرار كبير صحيح و مؤثر , و إن النتائج الصحيحة و السليمة هي ثمرة قرار صائب , والنتائج الوخيمة و السيئة هي نتاج قرار خاطئ.

إن الخوف من أن يكون هذا القرار خاطئاً أو متهوراً كل ذلك يجب أن يدفع بك للشعور بالمسؤولية قبل اتخاذ هذا القرار , و يدفعك لتحري جميع جوانبه و دراسة إيجابياته و سلبياته , لذا عليك ألا تستسهل أو تتسرع باتخاذ القرار , كما أنه عليك ألا تتردد كثيراً , فكر بالمعطيات التي تحيط  بالموضوع , و استشر من تثق بعلمه و نصحه لك – إذا رأيت ذلك ضرورياً - , خذ وقتك ولا تتسرع ولكن لا تماطل وخذ قرارك و كن مسؤولاً عنه و توكل على الله و نفذ ما عزمت عليه .

لو  استعرضنا  تاريخ  البشرية   سنجد أن هناك قرارات صائبة  و جريئة كثيرة , و هناك قرارات فاشلة و سيئة و أحياناً كارثية , وهذا ينطبق أيضاً على حياة الفرد و الأسرة , و في كلا الحالتين هناك شواهد لا حصر لها , وواجبنا أن نستفيد من جميع هذه القرارات  الجيدة أو السيئة  على مدى الأزمان و العصور و الأشخاص و نأخذ منها العبرة و لتكون لنا نبراساً يضيء لنا طريق خطواتنا و يدفعنا دوماً باتجاه القرار الصائب الحكيم و على الدوام.

إن القرار.... قرار يبدأ من شراء البوشار و حتى بيع الدار , مروراً باختيار الزوجة وتسمية الأبناء وأساليب تربيتهم , مروراً باختيار الكناين أو الأصهار, و إن العقل الذي وهبنا الله تعالى هو مناط التكليف و المسؤولية , وهو الذي يتخذ القرار , أما ثمرة هذا القرار فهذا ما لا يملكه أحد إلا الله سبحانه و تعالى , عليك أنت أن تتخذ القرار الذي تعتقد أنه الصواب بعد الدراسة و المشاورة و لكن بجرأة و حزم وإرادة و توكل على الله , و الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .

أرجو أن أكون قد وفقت قي شرح هذه الفكرة و إيصالها لكم من خلال هذه الكلمات وأرجو الله أن يوفقنا جميعاً باتخاذ القرارات التي ترضي الله أولاً و تحقق لنا مصالحنا الدنيوية ثانياً و الله من وراء القصد .