إنني أغسل وجهي

تقول ريم – ابنة أخ لنا – إنني كلما ذكرت الوالدة رحمها الله تعالى بكيت وأحسست أن دموعي الغزيرة تغسل وجهي .

فقلت لها : أولاً هذا علامة الحب والتقديس للأم العظيمة رحمها الله تعالى

ولعلك ببركة والديك تكونين من المغفور لهم بإذنه تعالى ، أليست هذه أمارةً طيبة يا بنتي ؟

وثانياً : إن غسلك وجهك بدموعك – يا ابنتي - ذكرني بحادثة طيبة أحبها لبديهة صاحبها السريعة في الجواب الحلو المسدد:

كنت في إحدى السنوات في مدينة إيطالية ألقي محاضرة في مخيمها السنوي ، وكان المترجم  إلى الإيطالية – وهو أخ فلسطيني يُدعى أبا الحارث – كلما ذكر الحبيب المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه -  صلى عليه وسلم  - بالإيطالية طبعاً - .

وبعد المحاضرة قال له بعض الإيطاليين مستنكراً كثرة الصلاة على النبي - ولم يكن مسلماً - ألا تتعب من ترداد صلاتك على محمد ؟! ألا تكفيك المرة الواحدة ؟!

أجاب أخونا ببداهته المحببة - كما ذكرت آنفاً - ألا تحب أن تغسل وجهك  بماء بارد في يوم حار ؟ إنني أغسل وجهي بالصلاة على النبي ، فيذهب مابي من تعب ، ويزداد محيّاي نضارة ،  ويحلو إشراقاً .

فغسلك – يا ابنتي - وجهَك بالدموع حين تذكرين والدتك ضياءٌ لوجهك النقي الصافي ببر الوالدين .. ألستِ كذلك؟

وسوم: العدد 842