التاريخ ليس للعِبرة، فقط، إنه حلقات من سلسلة، ممتدّة عبر القرون !

تاريخ إبليس : إبليس كان من الجنّ ، ففسق عن أمر ربّه ، كما ورد في القرآن الكريم ؛ إذ أمره الله ، بالسجود لآدم ، فأبى ! وما منعه ، من السجود لآدم ، إلاّ الكِبْر؛ فقد اعتدّ بأصله :(النار)، وازدرى أصل آدم (الطين)، فأخرجه الله من الجنّة ، بسبب كبْره ، ملعوناً ، وأمهله ، بناء على رجائه ،  إلى يوم الدين ، فآلى على نفسه ، أن يُضلّ مَن يقدر على إضلاله ، من أبناء آدم ؛ فهو عدوّهم الأوّل ، والأدهى !

تاريخ خلق آدم ، وخروجه من الجنة : خلق الله آدم ، وخلق منه زوجه ، حوّاء ، وأسكنهما الجنّة، وأمرهما ألاّ يأكلا، من شجرة معيّنة ، فاحتال إبليس عليهما ، وحلف لهما يميناً كاذبة ، ووعدهما بالخلود ، إن أكلا من الشجرة ، التي منعهما الله ، من الأكل منها، وصدّقاه ، وأكلا من الشجرة، فظهرت عليهما آثار المعصية ، وتابا ، لكن خرجا من الجنّة ، وهبطا إلى الأرض ، كما هبط إبليس ، الذي أغواهما ، وتعهّد بإغواء بنيهما !

تاريخ ولدَي آدم ، قابيل وهابيل : قتل قابيل ، أخاه هابيل ، ثمّ ندم ، وحمله على ظهره ، لجهله بما يفعل بجثّته ، فأرسل الله غراباً ، يبحث في الأرض ، ليواري جثّة غراب ميت ، وذلك ؛ ليعلّم ابن آدم ، دفن أخيه ، فدفنه ! ولكن السنّة التي سنّها ، في قتل أخيه ، صارت سبباً ، في أن ينال نصيباً ، من إثم كلّ مَن يقتل إنساناً ، بلا ذنب ، كما ورد في الحديث الشريف : (لا تُقتل نفس ظلماً ، إلاّ كان على ابن آدم الأوّل ، كِفلٌ من دمها)!

نماذج فردية :

فرعون : ادّعى الألوهية ، وأمر الناس ، بعبادته ، وحده :( ماعلمتُ لكم مِن إلهٍ غيري) ، فأهلكه الله وجنوده ، غرقاً في البحر، ونجّاه ، ببدنه ، ليكون عِبرة  للناس !

قارون : اعتدّ بماله ، الذي آتاه الله إيّاه ، واغترّ بخبرته ، في جمع المال : ( إنّما أوتيتُه على عِلم عندي) ! وخرج في زينته ، فتمنّى بعض الناس ، أن يُؤتَوا مثل ما أوتي! ثمّ خسفَ الله ، به وبداره الأرض ، ولم تنقذه كنوزه الهائلة ، من الهلاك!

نمرود : ادّعى الألوهية ، وزعم أنه يحيي ويميت ، فتحدّاه النبيّ إبراهيم ، بالشمس التي يأتي بها الله ، من المشرق؛ فليأت بها، هو، من المغرب! فبُهت، ثمّ أهلكه الله  ببعوضة ، دخلت في أنفه!

أبو جهل ، عمرو بن هشام : سمّاه النبيّ أبا جهل ، ووصفه بأنه ، فرعون الأمّة الإسلامية ! كان شديد العتوّ ، والعداوة للنبيّ ودعوته ، وكان المحرّض الأوّل ، على معركة بدر، فكان من قتلاها !  

تاريخ الأمم البائدة ، وتأثيراته المختلفة ، في الأمم الحيّة :

أهمّ ما تستفيده الأمم المتلاحقة ، من الأمم البائدة ، هو الاعتبار بمصائرها ؛ إذ أهلكها الله بذنوبها ، آخذاً كلاًّ منها ، بذنبه ، وبطريقة مختلفة ، عن الطرائق ، التي هلكت بها أقوام غيرها؛ فبعضها هلكت ، ولم تبق منها باقية ، وبعضها بقيت بعض آثارها ، للعظة والعبرة .. وهكذا ! 

تاريخ الأمم الحيّة ، وتأثيراته في الأمم اللاحقة ، وأجيالها المتتابعة :

بعض الأمم ، كان لها دول ، فزالت ، وبقيت الأمم ، وأقامت لها دولاً جديدة ، مختلفة عن سابقاتها ! وبعض الأمم ، دخلتها تأثيرات قويّة ، غيّرت من عقائدها ، وطبائعها ، وأخلاقها، وطرائق تعاملها ، مع الأمم المختلفة! وقد تلوّن تاريخ كلّ أمّة ، بألوان شتّى .. وهكذا ! وليس معروفاً ، عن أيّة أمّة ، أنها ظلّت محافظة، على سائر مكوّناتها ، ومقوّماتها الأساسية : السياسية والاقصادية والاجتماعية ، قروناً طويلة !

والأرض لله يُورثها مَن يَشاء من عباده !

وسوم: العدد 844