الجهل أنواع ومراتب : أيّها نافع ، وأيّها ضارّ؟

الجهل ضدّ الحِلم:

قال عمرو بن كلثوم التغلبي ، في قصيدته المشهورة ، التي قالها ، بعد قتله الملك الغسّاني، عمرو بن هند :

وقال النابغة الجَعدي :

وقد سمع الني الأبيات فقال له : لا فُضَّ فوك !

الجهل ضدّ العلم :

 كثير، جدّاً ، والحديث عنه كثير، جدّاً ، في القرآن الكريم ، والسنّة النبوية ، وآداب العرب :

قال تعالى ، في وصف المؤمنين :( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).

وقال سبحانه ، يخاطب نبيّه : (وأعرِض عن الجاهلين).

وقال ، جلّ شأنه ، في وصف المؤمنين :

(وإذا سَمعوا اللغوَ أعرَضوا عنه وقالوا لنا أعمالُنا ولكم أعمالُكم سلامٌ عليكم لانبتغي الجاهلين).

قال الإمام الشافعي :

ماجادلتُ عالماً ، إلاّ وغلبتُه ، وما جادلتُ جاهلاً ، إلاّ وغلبني!

وإذا كان الجهلُ نقيضُ الحِلم ، محدّدَ المعالم ، نسبياً ، منضبطاً في وصف معيّن ، وبعضُه نافع وبعضُه ضارّ؛ فإن الجهلَ ، نقيضَ العلم ، متشعّب ، متعدّد الوجوه ، وأكثرُه ضارّ، إذا لم يكن ضارّاً ، كلّه ! وهو بلاء ، حيثما حلّ ! وإذا انتشر في قوم ، وفُرض على الناس الخضوعُ له، ولمقتضياته .. دَفعَ حتى العلماء ، إلى مسايرة الجهلة ، ليتمكّنوا من العيش بينهم!  

وقد قال المعرّي ، في إحدى قصائده :

 ومن أنواع الجهل ، المناقض للعلم :الجهل في القراءة والكتابة .. الجهل في التخصصّ.. جهل

 المرء، في الأمور، التي يكلّف بها ، كالجهل: السياسي ، والعسكري ، والأمني، والاقتصادي..!

من أسباب الجهل، المناقض للعلم: ضعف الملكات العقلية ، كالغباء ، والبلادة، ونحوها .. قلة الخبرة ، في الأمور التي يكلّف المرء ، بالقيام بها !

من كوارث الجهل ، المناقض للعلم :

طبيب قليل الخبرة ، يجري عملية جراحية ، لمريض ، فيقضي عليه !

مهندس ضعيف الخبرة ، يهندس بناية ، فتنهار على رؤوس ساكنيها !

قائد عسكري ، غير خبير، يقود فرقة عسكرية ، في حرب ، فيتسبّب بفنائها !

سياسي يجهل السياسة ، ومعادلاتها المعقّدة ، يصنع قراراً لدولة ، أو حزب ، أو قبيلة .. فيؤدّي إلى هلاك الناس ، الذين يصنع لهم القرار!

من طرائف الجهل ، المناقض للعلم :

قال أحد المتعالمين الجهلة ، وهو يعطي درساً في الفقه : إذا دَخلَت الفأرةُ السَمنَ ، وخرجت حيّة، فالسَمن طاهر، وفسّر كلمة (حيّة) ، بالأفعى ! فسأله سائل : كيف تدخل فأرة ، وتخرج أفعى؟ فقال: إنها قدرة الله ، فهل تشكّ بقدرة الله ؟

وسوم: العدد 844