دور المسجد في العملية التربوية والتعليمية في سوريا

*البحث الفائز بالمركز الثاني في مسابقة التميز للبحث الميداني 2016

يستعرض البحث دور المسجد في العملية التربوية والتعليمية تاريخياً, ويقوم بإسقاطه على واقع المساجد في سوريا وفي مدينة (حلب) خاصة, حيث تدور الدراسة حول الدور الهام الذي يلعبه المسجد في ظل الحرب التي تعيشها المدينة في ريادة المجتمع وبناء ثقافته, ويهدف البحث إلى:

التعريف بالدَّور التاريخي للمسجد عامة وفي بلاد الشام خاصة. محاولة رسم خريطة لواقع المساجد في حلب قبل وبعد الثورة السورية. إبراز الدور التعليمي الذي لعبه المسجد أثناء الثورة. إبراز الدور التربوي الذي قام به المسجد أثناء الثورة. رصد الصعوبات التي تكتنف التعليم المسجدي واقتراح حلول لها.

وتظهر أهمية الدور التعليمي والتربوي للمسجد من خلال إبراز دوره التاريخي المتميز ومقارنته بالدور الحالي في الظرف الاستثنائي الذي تمر به سورية، وقدرته على المساهمة في حلّ المشكلة التربوية والتعليمية التي يعاني منها السوريون .

ففي ظل الحرب الدائرة في حلب عاد للمسجد دوره الحيوي منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة في المجال التعليمي والعسكري, وتستعرض الباحثة بعض المساجد التاريخية ودورها في ارساء الحضارة منذ القدم, معرِّجة على المساجد في سورية في ظل حكم نظام البعث ثم في ظل الثورة والتغيير الكبير الذي أصابها, وخاصة في مدينة (حلب), حيث شهدت العديد منها بداية لانطلاق الكثير من المظاهرات المناوئة للنظام ونالها بناء على ذلك النصيب الأكبر من بطش آلته  العسكرية فسويت بعض المساجد التاريخية بالأرض, وأصبح دور المجتمع في إعادة إعماره شكلاً ومضموناً أكبر من ذي قبل, فدعم المساجد في سوريا سيساهم في بناء المجتمع ووضع أُسِسِه القويمة الممهِّدة إلى مستقبل مشرق.

كما ترصد الباحثة الدور التربوي والتعليمي الحالي في المساجد والصعوبات التي يواجهها المعلمون والأئمة لدعم هذا النوع من التعليم, وتبين دور المرأة بشكل خاص في إعادة تفعيل دور المسجد من الناحية النفسية, كما تذكر بعض المناهج والدورات التي تفتقر إلى الدعم المادي.

وقد خلُص البحث إلى التوصيات التالية:

دعم هذا النوع من التعليم بكل أشكال الدعم المادي والعلمي واللوجيستي، وخاصة من المنظمات الإسلامية الكبيرة والجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي. التوعية والتأهيل المدروس للكوادر والطلاب: رغم إقامة الكثير من الدورات التأهيلية إلا أن التدريب كان في معظم الأوقات عشوائيا وحسب الفرصة وليس حسب الحاجة. تأمين الاعتراف بهذا النوع من التعليم يمكِّن حامليه من متابعة تعليمهم الى أن يصلوا إلى المستويات الأكاديمية. العمل على توحيد رؤية ومناهج ومشاريع المؤسسات العاملة في التعليم المسجدي.

وسوم: العدد 845