موت طاغوت ..

الشيخ حسن عبد الحميد

في موت الظالمين عبرة للأحياء

 وفرحة للمؤمنين ...

إن بطش ربك لشديد 

وماهو من الظالمين ببعيد .

جاء هذا الطاغوت إلى حلب سنة 80 

وهو يريد إذالال أهلها وهدمها إن تمكن ..

ووقفت دباباته على مشارف حلب عند خان العسل ووجهت مدافعها إلى المدينة الآمنة ..

حلب مدينة فتحها خالد .. وسكنها سيف الدولة.. وقلعتها شامخة في وجه الغزاة والطامعين .

جاء المجرم وبدأ بإذلال أهل الكلاسة

 لأن فيها إباء وشمم

وفي شبابها عزّة وكرامة .

أليس فيهم آل جاموس وعميدهم الحافظ المقرئ الشيخ أحمد الجاموس .. 

أليس فيهم العالم الجليل الفقيه المحدّث العلامة المجاهد محمود ميرة ..

ومنهم الرجل الصالح عبد الرحمن كرام 

ومنهم الأخ المجاور لرسول الله الداعية المحب صبري غنّام الذي تقبّل شهادة ولده بصبر وثبات .. 

الذي ألقاه طغاة حلب من الدور الرابع

 إلى الأرض .. تقبّله الله .

ماذا فعل الظلوم ؟

قام باحتلال حلب من نيسان 80 

إلى شباط 81 لضربها وإخضاعها

 بعد أن ثارت ضد حكم الأب .

وقف على برج الدبابة قائلا لأهل حلب الثائرين :

لو قتل منكم كل يوم ألف شخص فلن أهتم .

ثم أمر بصب حممه على حلب ودكها دكا .

أتى بمئة من شباب الكلاسة ...

 أوقفهم ووجوهم إلى الجدار وعلى رجل واحدة لمدة ساعات وبدأ برش الرصاص فوق رؤوسهم ..

صباح يوم العيد عيد الفطر السعيد

 في حي المشارقة

 أطلق الرصاص على 100 شاب وسقطوا شهداء تقبلهم الله .

كان يجتمع بوجهاء حلب مهددا متوعدا ويستدعي العلماء ..

وقف شاب أمام جامع ميسلون وسأل إمامه عن الأخبار فقال له اجتمعنا الليلة مع القائد شفيق وتدارسنا الوضع فما كان من الشاب إلا أن أخرج مسدسه وأطلقه على الإمام وهو شيخ ذي هامة وقامة وعمامة فسقط ميتا .

وهذا لايجوز شرعا .. حرام .. حرام .

الطاغوت المجرم استباح حلب 

قتل شبابها .. سجن رجالها ..

أهان شيوخها .. 

نزع الحجاب عن فتياتها ..

ونقل من حلب إلى القطيفة على طريق دمشق .

استقبل المجندين القادمين لأداء خدمة العلم وفرزهم :

 النجاريين وحدهم 

وعمال البناء وحدهم ..

 المدهنون وحدهم ..

وقام كل واحد بواجبه ..

 بنوا قصرين لهذا الطاغوت ..

وهم قدموا لخدمة العلم .

واسمعوا هذه الكلمات وابتسموا 

فرح مجند لأن رئيسه فرزه لخدمة بيته 

كان المجند يلاعب الأطفال ويداعبهم.

مرة طلبت منه الزوجة غسل التواليت فرفض بعنف .. هددته السيدة فما رضخ 

جاء رئيسه أخذ له التحية وكانت الشكوى أنه تمرد ..

قال له سيدي أهلي أرسلوني لأخدم العلم لا لأخدم الخارج .

ومات فرعون حلب ..

كما مات فرعون دير الزور جامع جامع .

( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )

نحن لانشمت بالموت ..

ولكن سقوط الظالمين بيد القدرة الإلهية 

شئ مفرح ..

ماذا سيقول الطاغية شفيق فياض لربه 

بماذا سيجيب الملكين مَن ربك ؟ 

وصلاة الجنازة دعاء للميت 

وشفاعة لله أن يغفر له .. 

والطاغوت هو فرعون صغير 

ولا نتألى على الله

 إنه إنسان يتبوأ مقعده من النار ..

إن الله عز وجل في عليائه قال لمحمد عليه السلام : 

( استغفر لهم أو لاتستغفر لهم

 إن تستغفر لهم سبعين مرة

 لن يغفر الله لهم ) 

لو أهل سوريا جميعا صلّوا على هذا الطاغوت ..

هو في سجل الخالدين في النار

 والعياذ بالله ..

ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا..

وارفع مقتك وغضبك عنا .. 

وارحمنا يوم ييأس الطبيب 

ويبكي الحبيب..

نستغفرك اللهم ونتوب إليك .

اللهم أهلك الظالمين ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

والله أكبر .. والعزة لله .

وسوم: العدد 848