حكومة العالم الخفية

اعزائي القراء 

الاعتقاد الشائع والذي اضحى حقيقة مؤكدة  وجود اتفاق عالمي بين  شخصيات عالمية رفيعة المستوى يتوارثون  ائتلافاً مدعوماً من هيئات استشارية عالمية ومنظمات ماسونية ومن حكام عرب مهمتهم تنفيذ مهمات مناطه بهم والتقيد بتوجيهات السياسات العليا لهذه الحكومة العالمية الخفية.

فهذا المصطلح يشير إلى ما يعتقده كثيرون بوجود "حكومة سرية" تتحكم في أحداث العالم تخطيطا وتنفيذا، بما يحقق مصالح قوى عالمية نافذة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا، وتستخدم في ذلك وسائل وهياكل سرية المضمون دائما وقد تكون احياناً علنية للتغطية على مؤامرات سرية كبرى .

ويكفي ان نضرب مثال سوريا حتى نتعرف على الأصابع الخفية والتي مازالت تمسك ببقاء نظام متهاوي ملك البلاد بالقمع والدسائس والشعارات الخلبية لنصف قرن من الزمن حيث لعب هذا النظام وبكل حرية  دوراً في مؤامرات عالمية طلب منه تنفيذها . نظام قتل شعباً  بكل وسائل الدمار ومازال موجوداً .

استعمل كل الأسلحة المحرمة ومازال موجوداً.

ادخل كل المحتلين  إلى سوريا  ومازال موجوداً.

رغم ان الثورة الشعبية كادت ان تطيح به بعد ثلاث سنوات من قيامها؟

أليس هذا المثال كافيا ً يثبت ان  هذا العالم يدار من قوى سرية ترسم الخط العام للسياسة العالمية وتختار الموثوقين من الحكام لتنفيذها .؟

توصف "الحكومة الخفية" بأنها "حكومة العالم العميقة" التي تنظم تقاسم ثروات العالم والنفوذ فيه.

يعود استخدام مصطلح "الحكومة الخفية" إلى الرئيس الأميركي الأسبق روزفلت (١٩٥٨-١٩١٩) الذي حذر من هيمنة شبكات مالية على سياسة بلاده، ثم جاء الكاتب الأسكتلندي شريب سبيريدوفيتش فأصدر عام ١٩٢٦ كتابه الشهير "حكومة العالم الخفية"، وعثر عليه بعيد ذلك مقتولا في أحد فنادق الولايات المتحدة.

وتعزز هذا المفهوم أكثر بنشر كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج" عام ١٩٥٨ واغتيال مؤلفه وليام غاي كار الذي تحدث فيه عما اعتبره كثيرون "توثيقا لأسرار ما يجري في العالم من أحداث جسام"، كاشفا عن "الأيدي الخفية" التي تدير العالم وتتحكم في حكوماته، وتقف خلف معظم الحروب والأزمات  والاغتيالات وتثبيت العملاء يديرون أنظمة أو عصابات تنفذ مآربهم من اغتيالات  ومخططات مريبة  ( كداعش وقسد وحزب العمال الكردستاني وعصابات  متمترسة بالافكار الخمينية الارهابية وغيرهم كثر )

يتكون أعضاء "الحكومة الخفية" من تشكيلات واسعة من الهيئات التي تضم أباطرة العالم من ذوي النفوذ المالي الكبير (كعائلة روتشيلد المصرفية- الإعلامية الصهيونية و المصرفيات الكبرى الأخرى  والشركات المتعددة الجنسيات والمنظمات الدولية السرية واهمها الماسونية  العالمية والصهيونية ، والمنتديات الدولية السرية والمنظمات الأممية الرسمية.

حيث تعقد قيادة هذه الحكومة السرية  مؤتمرات واجتماعات دورية سرية غامضة لاعتماد قراراتها، فلا يعرف شيء عن الملفات التي تناقشها، ويمنع منظموها خضوعها لأي تغطية إعلامية فلا تنشر نتائج اجتماعاتها التي تحظى بدرجة كبيرة من الكتمان، ولا يحق لأعضائها تناول مداولاتها خارج جلساتها.

ويقولون إن "الحكومة العالمية الخفية" تمثل "زبدة الزبدة" في الشخصيات العالمية المؤثرة، إذ تضم خبراء ومتخصصين وبعض أثرياء العالم الكبار وصناع القرار السياسي والمالي الدولي السابقين، لتبادل الخبرات والمعلومات بين كبار أصحاب القرار وأرباب النفوذ بشأن القضايا العالمية الحيوية.

ويشترط بعض كياناتها أن يكون ثلث المدعوين لاجتماعاتها من السياسيين، في حين تتوزع بقيتهم على مجالات بالغة الأهمية، مثل المال والاقتصاد والإعلام والاتصالات والتعليم العالي والدفاع والأمن وشركات الأسلحة.

ويقدم مراقبون أمثلة وشواهد على نظرية "حكومة العالم الخفية" بوجود هيئات كثيرة تعمل بسرية شديدة من قبيل: محافل الماسونية العالمية، ومنتديات الصهيونية العالمية، ومؤتمر بيلدربيرغ، ومجلس الشؤون الخارجية في أميركا، وتشاثام هاوس ببريطانيا، ومنتدى دافوس الاقتصادي، وتكتلات العائلات المالية الكبرى على غرار آل روتشيلد وآل مورغان.

وينتقد معارضو هذه الهيئات ونظائرها -من أمثال غيرهارد فيشنيفسكي صاحب كتاب "سلطة زعماء بيلدربيرغ"، ودانييل إستولين في كتابه "القصة الحقيقية لمجموعة بيلدربيرغ"- الغموض المصاحب لمؤتمراتها وعدم مشاركة منظمات المجتمع المدني فيها، أو السماح للإعلام بتغطيتها وبقاء مقرراتها طي الكتمان.

ويقولون إن ذلك يعزز التوجس منها كون قراراتها تؤثر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على شعوب العالم، ويعطي صدقية للنظرية القائلة بتشكيل "دولة عميقة للعالم" تسمح بإعطاء وزن ونفوذ عالميين لمؤسسات غير قابلة للمساءلة (لأنها خفية وغير ديمقراطية) عن أحداث وأزمات العالم التي تقف وراءها خدمة لمصالحها.

بقي لي سؤالان  وأختم بهما :

السؤال الأول: هل بعض الحكام العرب جزءاً من هذه  الحكومة الخفية؟

الجواب : عندما نقول (جزءاً) علينا ان نعرف موقعهم  في هذه الحكومة السرية الخفية . اتابع وأقول نعم هم الجزء  المنفذ لقرارات هذه الحكومة  وليس المخطط لها

السؤال الثاني : هل هم معروفون ومكشوفون؟

الجواب : نعم لان الدور المناط بهم يكشفهم تماماً فهم قبلوا بالدور الوضيع ضد شعوبهم من اجل  البقاء ، والمجرمان الأسد والسيسي هما من العناصر النشطة والمنفذة لقرارات هذه الحكومة الخفية  .. واترك لكم استكشاف الآخرين .

مع تحياتي .

وسوم: العدد 850