شاعر الرسول كان يؤيّده روح القدس .. فأرواحُ مَن تؤيّد أعداءه ، بالأمس واليوم ؟

قال تعالى : (وكذلك جعلنا لكلّ نبيّ عدوّاً شياطينَ الإنس والجنّ يوحي بعضُهم إلى بعضٍ زُخرفَ القول غُروراً ) .

ندَع الحديث عن شياطين الجنّ ، الذين يقتصر عملهم ، على الوسوسة ، ونقف عند شياطين الإنس ، لنعرف :

من هم شياطين الإنس ، الذين يزخرفون القول ، في عداوة الأنبياء؟

هم أنماط مختلفة من الإنس ، لكلّ نبيّ ، في عصره ومجتمعه ، نمط منهم ، أو أكثر! وقد ذكر القرآن الكريم ، بعض هؤلاء ، وبعض أساليبهم ، في عداوة الإنبياء !

وكيف يمارسون عداوتهم :

كلّ قوم يمارسون عداوتهم ، بأسلوب معيّن ! وقد يتشابه بعض الأساليب ، ويختلف بعضها، بحسب الزمان والمكان والأشخاص ! وأكثر مَن كان يعادي الأنبياء ، المَلأ من كلّ قوم يُرسَل إليهم النبيّ ، وهم عِلية القوم ، المتنفّذون اجتماعياً ومالياً ، والمرتبطون بالحاكم الأعلى للبلاد!

نماذج :  (سنكتفي بماذج معيّنة ، دون استعراض سائر النماذج) !

إبراهيم : أرادوا قتله ، من خلال إحراقه بالنار، لكن الله نجّاه ، بأن أمرالنار، أن تكون برداً وسلاماً عليه !

موسى : خرج بقومه ، بني إسرائيل ، فتبعهم فرعون وقومه ، ليستأصلوهم ، ففلق الله البحر، ونجّى موسى وقومه ، وأهلك الظالمين !

زكريا : قتله اليهود ، ويحيى حرّضوا الملك الروماني ، على قتله ، فقتله ، إرضاء لراقصة اسمها : سالومي !

المسيح : حاولوا قتله وصلبه ، ولكن الله نجّاه منهم ، ورفعه إلى السماء ، فصلبوا رجلاً يشبهه ، وظنوا أنهم صلبوه .. وأوضح الله ذلك ، في القرآن !

محمد : كذّبوه ، وقاطعوا بني هاشم ، الذين آزروه ، فحوصروا في الشعب..ثمّ تآمروا على قتله، ليلة الهجرة ، فنجّاه الله منهم !  

وما إيحاءاتهم ، عبر القول المزخرف :

مارس أعداء الأنبياء ، أساليب كثيرة ، في إيذاء الأنبياء ، بالكلام ، ومن أهمّها السخرية !

قوم نوح : كانوا يعارضون دعوته ، ويكذّبونه ! ويسخرون منه ، وحين باشر ببناء السفينة، ازدادت سخريتهم منه !

موسى : اتهموه بالسحر .. ووصفوه بأنه : مَهين ، ولا يكاد يُبين !

لوط : قال قومه : أخرجوا آلَ لوط من قريتكم إنهم أناسٌ يتطهّرون !

قوم شعيب : قالوا لنبيّهم : ياشعيب أصلاتُك تأمُرك أن نتركَ مايعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا مانشاء إنك لأنت الحليمُ الرشيد !

محمد : سخروا منه ، وقالوا : ألم يجد الله غيرك ، ليرسله؟ ( وقالوا لولا أُنزِل هذا القرآنُ على رجلٍ من القريتين عظيم) واتّهموه بأنه ساحر، وبأنه شاعر، وبأنه كذاب !

وما واجب أتباع الأنبياء ، المخلصين الصادقين الواعين ، اليوم ، تجاه هؤلاء الشياطين ، الكبار منهم والصغار؟

مانحسب المؤمنين الصادقين المخلصين ، يحتاجون إلى نصائح ، في التمسّك بمعتقداتهم وأخلاقهم ! كلّ مايحتاجونه ، هو معرفة أساليب الشياطين ، في الكيد لهم ولمعتقداتهم .. وتنسيق الأساليب ، في الردّ عليها .. وفي الهجوم على المجرمين المفترين ،عبر فضح أساليبهم ، ودحض افتراءاتهم وأكاذيبهم !

وسوم: العدد 850