أدباء وعلماء عرفتهم

تأليف: أحمد الجدع

هذا الكتاب القيم للأستاذ الأديب الشاعر أحمد الجدع رحمه الله تعالى رحمة واسعة، صاحب دار الضياء في مدينة عمان – المملكة الأردنية الهاشمية، وعن دار الضياء صدر هذا الكتاب عام 2008 في 227 صفحة من القطع الكبير، تضمن التعريف الموجز بثلاثة وسبعين شخصية إسلامية من الأدباء والشعراء والكتّاب الذين التقاهم المؤلف، وتواصل معهم، وهذه مقدمة الكتاب التي تعرّف بالكتاب بقلم المؤلف، تغمده الله عفوه ورضوانه..

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

الحياة تجارب، ومن تجاربها مخالطة الرجال ومعرفتهم، والاستفادة من علمهم وفضلهم، وقد وفقني الله لمعرفة عدد من أهل العلم والفضل، كانت لي بهم صلات، ومعهم جولات، كلها في دروب العلم والمعرفة، منهم العلماء ومنهم الشعراء، ومنهم الأدباء، ومنهم من تعلمت على أيديهم وتربيت بتوجيهاتهم، فكان كل هؤلاء جزءاً من حياتي، وتاريخاً في مسيرتي، أحببت أن أدون هذا الجزء وأن أبين هذه المسيرة، وذلك بعض موجز لسيرة هؤلاء الرجال، وبخاصة ما يتعلق منها بصلتي بهم، وذلك مما له فائدة إن شاء الله لمن يقرأ هذا السفر الذي أخرجه للقراء بعد أن بلغت هذا السن الذي – أظن – أنه بلغني الوقت الذي أقدر فيه الرجال وأعرف لهم فضلهم ومكانتهم. يسرد هذا الكتاب سيرة لعدد من الرجال طار ذكرهم في العلم والأدب، وسيرة لعدد من الرجال لهم فضل وعلم، ولكن لم يكن لهم حظ من الذكر، وهم عندي أهل لهذا الذكر، فذكرتهم وأشرت إلى فضلهم، وهم إن لم يكن لهم فضل على غيري فحسبي أن لهم فضلاً عليّ، أذكره وأشكره.

مسيرتي في هذه الحياة حافلة، أحببت أن أعرضها على الخاصة من أهلي وولدي، وعلى العامة ممن يحب ويعشق الاطلاع على تجارب الرجال، وقد فكرت في طريقة لهذا العرض، فوجدت أنسبها أن تسير كما يلي:

أولاً: السيرة الذاتية للحياة منذ الميلاد، ثم أطوار هذه المسيرة حتى وقت كتابتها.

ثانياً: ما كتبته من شعر، وهو على قلته يمثل جانباً من شخصيتي وتطلعاتي.

ثالثاً: ما كتبته من قصص الحياة التي تصور تجارب ذاتية وإنسانية.

رابعاً: مجموع المقالات التي نشرتها في الصحف في مواضيع شتى.

خامساً: الصلات الحياتية والعلمية والأدبية مع عدد من الرجال العلماء والأدباء والشعراء..

أما السيرة الذاتية للحياة بامتداداتها فأنا عاكف على تسجيله، ولكن على مهل مني وتؤدة، لعلي أبلغ به غايته في التفصيل والتدقيق، طالباً من الله العون والتوفيق.

وأما ما كتبته من شعر فقد أصدرت منه الديوان الأول بعنوان "الخروج من جحر الضب" وهو عنوان يدل على المضمون لمن يعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدر صدر هذا الديوان عام 2002م عن دار الضياء، وكتبت بعده قصائد أسأل الله أن يوفقني إلى جمعها وإصدارها في ديوان ثان..

وأما ما كتبته من قصص الحياة فقد أصدرته عن دار الضياء أيضاً، وكان عنوانه: "الكنز الذي قتل صاحبه" وقد صدر عام 1428هــــ (2007م) وفي الجعبة من قصص الحياة الكثير، آمل أن أصدره في مجموعة أخرى.

أما المقالات التي أصدرتها في الصحف فهي كثيرة جمعت منها ما يتعلق بالشعر الإسلامي المعاصر وأصدرته بعنوان: "دراسات في الشعر الإسلامي المعاصر" وصدر عن دار الضياء عام 1422هــــــ (2001م)، وفي العزم – إن شاء الله – أن أرتب ما بقي منها في كتاب أو كتب أصدرها في وقتها المقدر.

أما معاشرة الرجال والاحتكاك بهم ومعرفة فضلهم وعلمهم فهو الكتاب الذي بين يديك، عسى أن ينفع الله به، ومن فضل الله عليّ أن وفقني إلى كتابته وجمعه وإصداره..

هذا، وقد وفقني الله تعالى إلى كتابة أكثر من سبعين كتاباً، كتبتها وبين عيني هدف واحد هو خدمة أمتي وديني والدفع بكل ذلك إلى الأمام، مساهماً في النهوض من الكبوة والإفاقة من الغفوة وصولاً إلى الخلافة الراشدة الثانية القادمة بإذن الله، فهي بشرى رسول الله، الصادق الذي صدقنا في كل ما قال، والذي نشاهد معجزاته كلما تقلب الزمان وتعاقبت الأيام..

وفي النفس أن أكتب كتاباً أبين فيه قصة كل كتاب، فلكل كتاب من كتبي قصة دفعت إلى كتابته، فإن كتبت فقد وفق الله إلى تحقيق ما منت به النفس، وإلا ففي ثنايا كل كتاب قصته يدركها من يقرؤه متفكراً في قراءته، ولله الحمد والمنة.

أسأل الله تعالى أن يوفقني إلى كل خير وأن يختم لي بخير.

والحمد لله رب العالمين..

مع أذان فجر يوم الخميس

للثالث من ذي الحجة عام 1428هـــــــ

الموافق للثالث عشر من كانون الأول عام 2007م

وسوم: العدد 851