المشروع الثالث : لا صهيوني .. ولا صفوي، إعلان براءة مطلوب من كل مسلم

تصريح نافذ عربي أنهم بصدد مشروع " لإصلاح الإسلام " وإعادة تشكيل " العقل المسلم " ، بحيث يتعود المسلمون على الخضوع والاستكانة وقبول العدوان والترحيب بالمحتلين.. مشروع قديم جديد ..

لو أمعنا أكثر في التاريخ لوجدنا صورا عنه في العديد من الدعوات الهدامة ، التي لم تنفك يوما عن ادعاء التنوير والتجديد ، والتي كان من أشهر صورها في تاريخ المسلمين الثقافي  دعوة " إخوان الصفا " التي ما تزال ملتبسة في أذهان الكثيرين ، وما تمظهرت فيه من الشيعة "السبعية "  القائلين بستة أئمة صامتين وبسابع ناطق يغير ما شاء من الشريعة والدين ، " فيحط الصلاة " و" يحط الصيام " ويبيح ما يشاء من المحرمات...حتى يقول قائلهم : لكل نبي مضى شرعة ..وهذي شرعة هذا النبي !! (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ) كتاب ما زال يقلب صفحاته على مر التاريخ مرتدون ومرذولون وممسخون وأصحاب أهواء  ..

تدعونا كلمة النافذ العربي بالأمس لنقول له : " لقمة أكبر من حلق  " و" كلمة أكبر من شدقين " ولقد مضى قبلك مثل الأولين ..

 حاولها من قبل من انقلب على دولة المسلمين ، فعلق المشانق ، وقتل الرجال ، ودمر الدولة ، وكان كما يقول أديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي في مقاله " كفر الذبابة "  : وكان كل من قال له : لا ، انقلبت " لاؤه "  عليه  فعلق عليها ". مشبها حرف اللا المقلوبة في رسمها بالمشنقة التي طالما عُلق عليها علماء المسلمين وعامتهم في مطلع القرن العشرين ...

حق على مسلم يريد أن يعرف ماذا جرى ؟ وكيف جرى ؟ ولماذا نحن هنا ؟ أن يعود إلى كتاب وحي القلم فيقرأ : كفر الذبابة ويذكر قوله تعالى في الذباب السالب والمسلوب ( ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ )

ثم جاء من بعد المؤسس الأول لدول الكفر على أنقاض الإسلام وكواهل المسلمين أقوام  وتبعهم على آثارهم رجال لو ذكرنا بعضهم اليوم  لورمت لذكرهم أنوف يزعم أصحابها أنهم مسلمون ..!!

تذكرون صاحب مشروع " تجفيف المنابع " منابع الإسلام النقي منذ الخمسينات . وتذكرون صاحب مدرسة حيّ الجاهلية . وأن الجاهلية هي المرحلة الذهبية في التاريخ العربي المجيد ..

كل أولئك الذين أذكرهم لم يكونوا أصحاب دعوات فقط بل كانوا أصحاب سلطات " يحيون ويميتون " على ما قال يوما النمرود ..

ولذلك أقول " لفرح نتنياهو " ( لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ).

وأختم لأنتقل فأقول : وبراءة أخرى في عصر تاه فيه الدليل . وغدا فيه " بصيرا " البصير . براءة من الذين يظنون أن مسلم العصر لهول ما ينزل فيه قد غدا مثل السكران : يصده جدار ويرده جدار . فإن صد عن جدار بني صهيون وجب أن يأوي إلى جدار بني صفيون . هكذا أرادها أو لعبها الصليبي فنجح فيها إلى حد كبير . وصار المسلمون بددا تحت وطأة تحالف " الصاد " الرهيب .

ولو كان سهما واحدا لاتقيته .. ولكنه سهم وثان وثالث

أو :

وسوى الروم خلف ظهرك روم .. فعلى أي جانبيك تميل

حتى صارت أمة الإسلام بدولها وحكوماتها وكثير من نخبها وكثير ممن كان يُرجى ويؤمل من جماعاتها وقياداتها  بين الجدارين يترددون ، وهذا ينعى على هذا ، وذاك يعيب على ذلك . وثالث يتهم ، ورابع يخون ، وخامس يدعي أنه يملك الماء " الطَهور " يغسل الإثم ويزيل النجاسة حتى لو كان عينها من دم وليد ..والمستندون إلى جدر الشر والعدوان كل بما لديهم فرحون ..

وأقتل شيء رؤية العين ظالما ... يسيء ويتلى في المجامع حمده

اليوم والمشهد أمام أعيننا كما نرى ، لا يملك المسلم إلا أن يعلنها براءة من كل من حادّ الله والرسول ، ومن كل من والى من حادّ الله والرسول ..

براءة من الصهيوني ومن الصفوي وممن يحرك الصهيوني والصفوي .

قال سيدنا حذيفة : يا رسول الله فإن لم يكن للمسلمين جماعة ولا إمام ؟

قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ..!!

هل لراية الحق من حامل ؟!

يحملها بحقها على مذهب من قال :

إن على حامل اللواء حقا ... أن يخضب الصعدة أو تندقا

ونعوذ بالله من الحور بعد الكور ، ومن الضلال بعد الهدى ، ومن الركون إلى الظالمين ..

ونعوذ بك من فقه الغالين وتأويلات المبطلين .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 856