هكذا تحتفل " زمورة " براس العام !

تقع بلدية برج زمورة ولاية برج بوعريريج شمال شرق الجزائر بين القبايل الصغرى والكبرى وحدودا مع اولاد خلوف والمڨدم وغير بعيد عن الشاوية...ولهذا تجد " الزموري" أقرب إلى الجميع بالفطرة وبكل عفوية !( هي بلدة كما قال شاعرها الى ماقبل الاتراك جاء أثرها ! منذ القرن التاسع قبل الميلاد ق 09 ق.م. عهد الدولة القرطاجية ! وهم بالأساس من قبيلة كتامة ومصمودة واحتكاكا بزناتة وصنهاجة وغيرها بطونا وفروعا ............

كانت تسمى زمورة zemoura , zemmourah ..وتابعة لولاية سطيف وقبل ذلك  عمالة قسنطينة ويذكرها " الورثلاني الجد " في رحلته المشهورة باكبار وان له فيها بيت معلوم " تحت القصبة في الذراع - ذراع حليمة :اولاد داود - !" اسفل الحفرة ! ص ٢٤١- مرفق- . ..والاسم كما ترى اقرب إلى معنى« أزمور » التي تعني " زيتون " - يجب أن تلاحظ أن هناك مناطق أكثر زيتونا ولم تسمى كذلك !؛ كما توجد بلديات في الغرب ج والمغرب بنفس الاسم -  دون الادعاء بأنها من البربر «بقبلجتها!» ولا النفي المطلق بذلك ! ولا إلى العرب الأقحاح تنسب لأنها بكل بساطة خليط منهم جميعا ،  فهي ككل الجزائر الحبيبة إلى البعد «البربري » جغرافيا وتاريخيا و..أقرب منه إلى غيره ، ولولا أن الإسلام الحنيف الدين الراقي لما كنت اؤؤمن الا بقومي ! فالبعد الاسلامي إذن انما ارتقى لأنه أقرب إلى الفطرة والسمو وليس الجغرافيا ولا التاريخ " القديم " .....ربما هذه مقدمة لازمة قابلة للتوسع ) .

فهي كما ترى من " القبايل الاحرار " ووسطهم #لاحظ الخريطة وبينهم علاقات قوية جدا ، وعادات مشتركة، كما لهم عادات خاصة لكل واحد منهم فيها مسلك ومذهب !

تميزت زمورة بيومين للاحتفال مشهودين :

1- باحتفالات قدوم " الربيع " « شاو ربيع » حيث يحتفل احتفالا ( وثنيا ! كأنه تقديم القرابين - وهذا هو الأقرب إلى النيروز !-  بحرق عجلات السيارات في مكان مخصص بمجموعة من الأحياء مع أخذ البنات « الطلالع » وفيها على الخصوص « المبرمجة والبيض الملون ! والچينة ..» والاولاد « المعڨال والحرب بين الأحياء....وقد كتبت عن كل الطقوس التي عشتها مع قصص « بوطي لحمر ومرسوم فيه عاود '»...)

2- راس العام

- درج أهلنا تسميته " براس العام تاع عرب !" للتفرقة بينه وبين الفاتح من جانفي " عام الافرنج " ، ولم نكن نسمع إلى وقت قريب - على الأقل حتى 1996!- بما يسمى اليوم " السنة الأمازيغية "  " ولا نحتفل إلى اليوم به !" وهذا بكل تأكيد لا يمنعني شخصيا بتهنئة كل محتفل دون أن يمس ذلك من عقيدتي ابدا ، كما أني لست بحاجة إلى أي درس من الدروس في هذا المجال فقد تجاوزت " الاربعين " منذ زمن طويل جدا !!

والتسمية " عرب وفرنسيس " موروثة " غصبا " من الاستثمار الفرنسي الذي طبعا لم يكن يفرق بين ( العرب البربر والمسلمين ) الا بما يخدم مصلحته للتفريق بين " الأهالي "!

وستلاحظ أن القوم اختاروا للاحتفال بالعام الجديد بكل شيء " حلو" للترحيب به ورمزية الدلالة ولو حاولوا إخفائها تفاؤلا بالمستقبل ، وبحكم احترافهم للعمل الفلاحي فقد كانت هذه الاحتفالات مربوطة في الحقيقة بالرزنامة الفلاحية التي يحفظها ربما إلى اليوم كل زموري ! فضلا على الصناعات التقليدية المختلفة والتجارية !

قبل اليوم المشهود وهو الذي يصادف « الحاجوزة » وهو اليوم الذي يحجز بين عام مضى لا تندم عليه وعام آت أسأل الله فيه الخير ( هذا العام كان الجمعة !) فيكون فيه « لغريف » أو" لغرايف وبغرير " وهو عادة يقترن بعصر زيت الزيتون الجديد فيتقاطر الزيت ملامسا كل شيء بركة لا تظاهيها بركة ابدا ...في اليوم الموالي ( كليلة السبت هذا العام ولا تعترض فانهم سيقولون لك الليل سابق النهار ! ) يكون الموعد مع الرفيس والمبرجة مع اللبن

  

       وهذا وللحديث بقية استغفر الله لي ولكم وأسڨاس أمڨاز...منشور #للمتابعة

وسوم: العدد 859