كورونا ... ودين ... وسياسة

مات الطبيب الصيني لي ليانغ الذي سبق إلى التحذير العلمي في الوسط العلمي من الفيروس منذ 30 / 12 / 2019 ..أي منذ أربعين يوما تقريبا .

مات بعد أن تعرض للمساءلة وللمحاسبة من حكومته الموقرة لأنه سبق إلى تحذير زملائه الأطباء من الفيروس الذي زعم أنه اكتشف .

وهذه العلاقة الملتبسة بين العلمي والسياسي في القرن الحادي والعشرين !! تؤكد لنا أن عقلية رهبان " محاكم الإكراه - التفتيش " ما تزال تحكم العالم . وما زال العلماء من أمثال غاليلو... ولي ليانغ يُساءلون أو يستتابون . وما زال طلاب الحرية يقتلون أويحرقون كأصحاب الأخدود .

حين أتكلم عن " رهبان محاكم الإكراه -التفتيش " أو عن " ذي نواس " في هذا السياق ، فأنا أتكلم عن العقلية وليس عن الهوية . وهذه حقيقة قد تكون صادمة للكثيرين . " فرسان الإكراه " ؛ الذين وسموا عبر التاريخ بفرسان المعبد ، ربما زورا وبهتانا ، هي الأشد خطرا على إنسانية الإنسان .

 ونكتشف منذ بداية القرن العشرين أن المعابد التي أعلنت الثورة على الله كانت الأخطر !! وكان من بعض آثام هذه المعابد التي أعلنت" موت الله " و" تأليه الإنسان " " الإنسان السوبر " الهولكست النازي بكل هويات ضحاياه . و كان منها ما يجرى على الساحل الشرقي للبحر المتوسط في العشرية الثانية من القرن العشرين .

أعندكم نبأ من الشام وحديثها : يكتب القائد لسيده مبشرا : لقد خاضت خيولنا في دماء المسلمين حتى الركب ، كان هذا في القرن الثالث عشر يا فتى فتأمل .. !!

الهولكست النازي في القرن العشرين قام عليه فريق واحد من فرسان المعبد ، و كان فرسان المعبد قد انشقوا على أنفسهم فراح فريق يحارب ضد فريق . وما جرى ويجري على الشاطئ الشرقي للمتوسط في العشرية الثانية للقرن الحادي والعشرين فقد اتفق عليه فرسان المعبد أجمعون أبتعون أبصعون .. فتصور !!!

وأعود إلى أمر الطبيب الصيني ، وإلى تاريخ 30 / 12 / 2019 . والذي سبق إلى تحذير زملائه عبر رسالة نصية عن اكتشافه سبع إصابات بفيروس هو من فصيلة السارس . وأن عليهم أن يأخذوا الأمر على محمل الجد ..

وتأملت صورة فيروس كروانا فإذا هو تشكل جميل، ولا يشبه ما تقدمه لنا أفلام الخيال العلمي عن الوحوش القادمة من عوالم أخرى ..ولكن هذا الفيروس " الإرهابي" الذي لا تدركه الأبصار المجردة يهز العالم اليوم . ولم يبق بين منظمة الصحة العالمية وبين الإعلان عن الفاشية الوبائية العالمية إلا درجة واحدة . وماذا يمكن أن يكون بعدها، وما هي الإجراءات التي سيتخذها "فرسان المعبد" فيما بينهم لحماية رئاتهم ، من هذا الإرهابي الذي يتحرك بلا جواز سفر، ولا فيزا ، ولا يصده حارس ولا يتحكم به ترامب بتغريدة من تغريداته المستفزة ، وهو إلى ترامب وإلى أمثاله قريب قربه من أي إنسان آخر . وربما عطسة ، غَرِبة ، يعني طائشة تقذف بالفيروس في رئات الكثيرين الذين يظنون أنهم محصنون !!

أمام فيروس كورونا الذي غدا التهديد والهاجس والمقدم في نشرات الأخبار لنا ثلاث كلمات : الأولى أن لا نجعل مَثَل العبرة مادة للجاج ..

القرآن الكريم يخبرنا عن مثل البعوضة فما فوقها ، وترْكُ ما فوقها مفتوحا ، باب من أبواب الإعجاز ، ما فوقها في العظم والكبر، أو ما فوقها في الضعف والدقة والصغر؟؟!! ، فتأمل يا رعاك الله

قال القرآن الكريم عن البعوضة المثل : يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا . يقول أحدنا كورونا جند من جنود الله ، وما يعلم جنود ربك إلا هو !! ويرد عليه الآخر بما تعودنا أن نسمع فلا نستمر في اللجاجة واللدد .. فإن هذا لا يفيد

آمر آخر - ونحن نسأل الله اللطف بعباده - وإذا كانت كورونا قد أصابت وأهلكت الآلاف من البشر في نحو شهر ؛ فلا تحسبن أن تسارعها سيظل ثابتا ؛ إن لم يوفق العلماء إلى لجام يلجم الوحش الإرهابي الحقيقي الذي بات يهدد العقول والقلوب . الوصية حول العالم اليوم أينما كنت : لا تخرج من بيتك إلا لحاجة ، ولا تتغشّ المحافل العامة إلا لضرورة !! أقول إن تسارع انتشار الفيروس ستتحكم بها قواعد التتالي الرياضي 2..4..8..16..32 .، وربما 2 10 20 40 .وسيظل التسارع متصاعدا يوما بعد يوم.

فهل ستوقف شركات الطيران رحلاتها ، وتغلق أسواق الأعمال والأموال أبوابها وفي عصر السرعة يتسارع كل شيء ..!!!

وأمر ثالث أو رابع الطبيب الصيني الذي سبق إلى اكتشاف كورونا ، والذي سبق إلى تحذير زملائه الأطباء في رسالة خاصة منه ، والذي مات من الفيروس ؛ هل كان في حقيقة الأمر يشتغل عليه ؟! هل كان يشتغل عليه فانفلت منه كما في كل الأفلام ؟!! فأسرع إلى تحذير زملائه ، وأسرعت حكومته إلى مساءلته وعقوبته لأنه يكشف سرا من أسرار دولته ..

هل في مئات الأسلحة الاستراتيجية التي أعلن شويغو أنه جربها في أديم الشعب السوري نوع من هذا الكورونا المزخرف الجميل ؟!

سؤال كبير يفرضه العقل ، والبحث العلمي ولا يجيب عليه بحسم إلا من تعلمون وعلينا أن ننتظر فرسان المعبد حين يختلفون ,,,,,,

وكلمة أخيرة ..

وحين يجد كل البشر في العمل على حماية بلدانهم وشعوبهم وأنفسهم من الإرهابي كرونا الذي يَرى ولا يُرى يجد بشار الأسد في تدمير سورية وتقتيل وتهجير شعبها وكل فرسان المعبد يشدون على يديه مهنئين ..

( اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ )

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 863