سَدّ الثغرات ، وإقالة العثرات ، من مكارم الأخلاق .. فأين أصحابُها ؟

الثغرات ، قد يحتاج سدّها ، إلى شخص واحد ، وقد يحتاج إلى جماعة ! كما أنها قد تكون ثغرة شخص ، أو أشخاص عدّة ! وقد تكون ثغرة تتعلق بالمجتمع الإسلامي ، كله ، كما قد تتعلق بجيش، من جيوش المسلمين  ..وقد تكون في مجالات عدّة : مالية واجتماعية وسياسية ، وعلمية وطبّية ..!

أمّا إقالة العثرات، فتكون، في الغالب، فردية ، تتعلق بشخص أو أسرة، أو بمجموعة أشخاص !

وسيكون أكثر حديثنا ، هنا ، منصبّاً ، على الجانب المالي ، وما يتعلق بسدّ حاجات المحتاجين ؛ نظراً إلى ماتعانيه الأمّة ، من مآسٍ وكوارث ، جعلت ملايين المسلمين ، بحاجة ماسّة ، إلى سدّ ضروريات الحياة ، من طعام ولباس ومأوى ، ونحو ذلك ، بسبب ما صنعه بها أعداؤها ، وبعض المحسوبين عليها ، من أبنائها !

قال تعالى : وفي أموالهم حقّ معلوم * للسائل والمحروم .

وقال تعالى : ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنّما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكوراً .

وفي الحديث الشريف :  كلّ رجل من المسلمين ، على ثغرة من ثُغَر الإسلام .. اللهَ اللهَ ، لايؤتى الإسلام مِن قِبَلك !

وقال رسول الله : مَن نفّس عن مؤمن كُربة من كُرب الدنيا ، نفّس الله عنه كُربة من كُرب يوم القيامة ، ومَن يَسّر على مُعسر، يسّر الله عليه ، في الدنيا والآخرة ، ومَن سَترَ مسلماً ، سترَه الله في الدنيا والآخرة .. والله في عون العبد ، ماكان العبد في عون أخيه !

وقال رسول الله : إن الأشعريين ، إذا أرمَلوا في الغزو ، أو قلّ طعام عيالهم بالمدينة ، جمَعوا ماكان عندهم ، في ثوب واحد، ثمّ اقتسموه بينهم ، في إناء واحد ، بالسَويّة ..فهم منّي، وأنا منهم!

وقال رسو ل الله: مَن كان معه فَضل ظَهر، فليعُد به على من لاظهر له ، ومن كان له فضلٌ من زاد، فليعُد به على من لازاد له / فذَكَر من أصناف المال ماذكر، حتى رأينا، أنه لاحقّ لأحد منّا، في فضل/ رواه مسلم .

وقال صلى الله عليه وسلم : مثلُ المؤمنين ، في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم ، كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له  سائر الأعضاء ، بالحمّى والسهر . متّفق عليه .

وقد حضّ الإسلام ، كثيراً ، على عتق رقاب العبيد ، وإغاثة الملهوفين ، في مواضع كثيرة ، في القرآن والسنّة ، ممّا لايتّسع المجال لاستقصائه!

وسوم: العدد 864