الحياة وقفة عزّ ، وهي تشمل عزّين : عزّ الدنيا ، وعزّ الآخرة !

قال الشاعر: ولقد أبيتُ على الطوى ، وأظلّه   حتّى أنالَ به كريمَ المأكلِ !

وقال شاعر آخر: وأستفُّ تُربَ الأرض ، كيلا يرى له   عليّ ، مِن الطَول ، امرؤ متطوّلُ !

وثمّة قولة متداولة ، لمؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي ، أنطون سعادة ،  هي : الحياة وقفة عزّ!

لكن ، ثمّة أسئلة تثار، حول هذه الكلمة ، التي تُعدّ شعاراً ، للحزب الذي يتغنّى يها ! كما تَصلح، لكثير من الأمور والمواقف ، على مستوى الفرد ، والمجتمع ، والدولة !

ما هي وقفة العزّ ، وما العزّ المقصود ، هنا ؟

ثمّ إنّ العزّ يختلف ، من موقف إلى آخر، ومن بلد إلى بلد ، ومن بيئة إلى بيئة !

ندع الشعار، على غموضه ، كما أراده صاحبه  ، لكنا نؤكّد على أمر أساسي ، هو أن العزّ عزّان ، هما : عزّالدنيا ، وعز الآخرة .. وقد يجتمعان ، وقد يفترقان !

فأنواع عزّ الدنيا كثيرة ، منها: النصر في الحرب .. ومنها الانتصار، في صراع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي .. ومنها تحقيق نصر كبير، في لعبة الكرة ، يجعل صاحبه يشمخ بأنفه، متحدّياً المغلوب المسكين .. ومنها الفوز، في مختارية حيّ ، أو مدينة ..!

أمّا عزّ الآخرة ، فكثير، لكنه خاصّ ، بمن يؤمنون بالله ورسوله ، واليوم الآخر! وهو قد يشمل، مع عزّ الآخرة ، عزّ الدنيا !

أمثلة :

أولاً : يقول رسول الله : سيّد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه ، فقتله !

ثانياً : يقول النبيّ الكريم : إنّ من أعظم الجهاد ، كلمة حقّ ، عند سلطان جائر !

ثالثاً : حين توفّي النبي ، وارتدّ قسم كبير، من القبائل العربية ، عن الإسلام ، همّ بعض مُسلمة الفتح ، في مكّة ، بالارتداد ، فوقف سهيل بن عمرو، شاهراً سيفه - وهو الذي كان مندوب المشركين، في صلح الحديبية - وهو يقول : لقد أعزّنا الله بالإسلام ،  فمن يرتدّ ، فسنضرب عنقه بالسيف ! فأخمد فتنة ، كادت تعصف بالإسلام ، في مكّة !

رابعاً : وقف أحمد بن حنبيل ، في وجه المعتزلة ، الذين ابتدعوا بدعة خلق القرأن ، وأقنعوا بها بعض خلفاء بني العباس : وقف متحدّياً هؤلاء الخلفاء ، وقادة المعتزلة ، متحمّلاً التعذيب ، حتى كشف الله الغمّة ، عن المسلمين ، بإلغاء مذهب الاعتزال ، كله !

فأي عزّ أعزّ ، من هذه النماذج ، للدنيا وللآخرة ؟

وسوم: العدد 864